رئيس الوزراء يستعرض العدد الثاني من مجلة "آفاق مستقبلية"
أثنى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على الجهد المبذول من قِبل المفكرين، والخبراء المشاركين فى هذا العدد؛ من أجل استشراف الاتجاهات المتوقّعة خلال العام الجديد، كما وجه الشكر للقائمين على إخراج هذا الإصدار بصورة علمية مشرفة؛ لخدمة صانعى القرار، وللجمهور المتلقى.
جاء ذلك خلال عرض أبرز محتويات العدد الثانى من مجلة "آفاق مستقبلية"، والذى يعد أحدث إصدارات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والتى تلقى الضوء على عدد من الاتجاهات المتوقعة خلال العام الجديد فى العديد من المجالات المختلفة.
وأكد أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، القائم بأعمال رئيس المركز، أن "آفاق مستقبلية" هي الإصدارة الأكبر في تاريخ المركز، من حيث الحجم والتنوع والثقل الأكاديمي والعلمي؛ حيث شارك أكثر من 60 مفكرًا وباحثًا من داخل مصر وخارجها في رسم توقعاتهم حول مستقبل العالم والمنطقة والدولة المصرية
وتناولت إصدارة "آفاق مستقبلية"، في عددها الثاني، رؤى استشرافية للعالم ما بين عامي 2021 و2022؛ حيث يُرجِّح الدكتور عبد المنعم سعيد أن يشهد عام 2022 اتجاه التعاون التنافسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، على أن يتمحور هذا التعاون حول المجالات الكونية مثل التعاون في مجال الأوبئة، ومنع انتشار الأسلحة النووية، والمفاوضات مع إيران، إلى جانب محاربة الإرهاب، فيما يقع محور التنافس بينهما في بحر الصين الجنوبي، الذي يمثِّل خط المواجهة الرئيس بين البلدين والشرق الأوسط.
من جهته، يرى الدكتور عليّ الدين هلال أنه من واقع التحليلات الراهنة للعلاقات بين الدول الكبرى وسلوكها المتوقَّع خلال عام 2022، فإن العالم أمام موقف يتسم بغلبة التفاعلات الصراعية، وازدياد الاعتماد على آليات الـردع العـسـكري.
كما يتضمن العدد الثاني للمجلة عدة محاور رئيسة توضِّح اتجاهات المستقبل خلال عام 2022، من بينها الاتجاهات المتوقَّعة للاقتصاد العالمي في عام 2022؛ حيث يرجِّح الدكتور محمود محيي الدين أن يأخذ مسار التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا شكل V في الـدول المتقدمة في سبيلها للعودة اقترابًا إلى مستوى عام 2019، بينما يأخذ التعافي شكل حرف U في عدد من الأسواق الناشئة والدول النامية التي تستغرق زمنًا أطول، أما الدول النامية منخفضة الدخل، فيميل مسار النمو فيها إلى اتخاذ شكل حرف L، مؤكدًا أن السياسات النقدية والمالية التي ستُتَّخذ في الشهور الأولى من عام 2022، ستكون في غاية الأهمية لتحديد مسارات التعافي الاقتصادي.
وفيما يتعلق باتجاهات الطاقة وإرهاصات التحول، يرى الدكتور أحمد قنديل أن مستقبل الاقتصادات الخليجية مرهون باستمرار المستويات المرتفعة لأسعار النفط والغاز عالميا، وأن نجاح هذا الرهان يتوقف على تخفيف الإجراءات الاحترازية، ونتائج مفاوضات فيينا، وتماسك تحالف (أوبك بلس)، والأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن تبنِّي المملكة العربية السعودية لـ "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، ومبدأ الاقتصاد الدائري للكربون، ودخولها سوق الهيدروجين، يُعد بداية الطريق الأمثل لتعامل الاقتصادات الخليجية مع الحركة البندولية المتأرجحة لأسعار النفط والغاز.
أما فيما يخص اتجاه الخريطة الديناميكية للتفاعلات والنفوذ، فقد استبعد الدكتور أحمد يوسف أحمد أن تُفضي التفاعلات الراهنة والتحولات في منطقة الشرق الأوسط إلى شرق أوسط جديد، وذلك في ضوء التناقضات الرئيسة بين قوى النظام الشرق أوسطي.
بينما يرجِّح السفير الدكتور عزت سعد أن يتحول سباق التسلح النووي المتجدد النوعي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى سباق كمي، مؤكدًا أن دخول معاهدة الحظر الشامل للأسلحة النووية حيز التنفيذ في 22 يناير 2021 يمثِّل بارقة أمل كبيرة يجب البناء عليها.
وبالنسبة لاتجاه التهديدات الأمنية المتزايدة، توقع الدكتور محمد سعد أبو عامود أن تعيد مجموعـة مـن الأزمات إنتاج نفسـها، ومنها الأزمات الـصـحية المرتبطة بالفـيروسات المتحورة كفيروس كورونا، والأزمات التي يمكن أن تنتـج عنه عبر الحدود، مثــل مــدى القــدرة على توفـير البنية التحتية الصحية اللازمة لتقديم الـخـدمات الـوقـائـية والعلاجية، والـتـوصل السريع للأمصال المناسبة.
وفيما يتعلق باتجاه القضايا والإشكاليات المستقبلية، فيرجِّح الدكتور أحمد زايد أن يمثِّل مستقبل الاستقطاب الحداثي إحدى الإشكاليات الرئيسة التي تواجه العالم، ولا سيَّما أن الحداثة بالمعنى الفكري ظلت مشروعًا مثاليا، ولم تتحقق على أرض الواقع.
من جانبها تستبعد دكتور هويدا عدلي أن تعود اتجاهات العمل إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، فمن المتوقَّع أن يعمل نحو 20% إلى 25% من المشتغلين في البلدان المتقدمة، و10% من أمثالهم في الاقتصادات الناشئة، من المنزل من ثلاثة إلى خمسة أيام أسبوعيًا، وبالتحديد في الأعمال المكتبية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي ضوء ذلك، من المتوقَّع أن ترتفع معدلات البطالة في بعض القطاعات الاقتصادية التي كانت تعتمد على الاتصال المباشر بالمواطنين.
كما اشتمل العدد الثاني من مجلة "آفاق مستقبلية" على عدة آراء أخرى منها رأى الدكتور خالد السحاتي أن الاستحقاق الانتخابي في ليبيا هو "خيار استراتيجي" ينبغي الدفع باتجاه إنجازه من قِبل كل الفرقاء في أسرع وقت ممكن، لتحقيق طموحات الشعب الليبي.
وفيما يخص اتجاه التطورات التكنولوجية المتسارعة، فقد رجَّح الدكتور محمد سالم أن يكون لتقنية "ميتافيرس" أربعة تأثيرات على مسار التطور التكنولوجي، تتمثل في تكثيف الجهود البحثية والعلمية والاستثمار في تصميم البنى التحتية للاتصالات، ومضاعفة الأبحاث العلمية في مجال زيادة القدرة الحواسبية، والاستثمار في البشر لإعداد الكوادر البشرية المناسبة لحقبة "البيانات الهائلة"، وزيادة الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وبالنسبة لاتجاه التغير المناخي.. بين الواقع والمأمول، رأى السيد "جيريمي هوبكنز" أن الاستجابة الجيدة لأزمة المناخ يجب أن تعالج عوامل الخطر المتعددة، والتأثيرات المباشرة وطويلة المدى للتغيرات المناخية، كما أشار إلى أهمية التثقيف المناخي للأطفال والمراهقين والشباب، وإكسابهم المهارات الضرورية للاستجابة لآثار التغيرات المناخية والتكيف معها.
كما رجَّح الدكتور أيمن زُهْري أن تستمر ظاهرة الهجرة القسرية والنزوح وتداعياتها السلبية على اللاجئين والنازحين، وعلى بلدان الإرسال وبلدان الاستقبال معًا في عام 2022، ما لم يقف العالم وقفة جادة لمعالجة الأسباب الجذرية والدوافع التي أدت إلى تفاقُم تلك المشكلة خلال السنوات الماضية.
وفيما يخُص (اتجاه ٢٠٢٢... أزمة صحية مستمرة)، فتوقَع الدكتور علاء عيد ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا خلال عام 2022، مع استمرار التأثير السلبي للجائحة على البرامج والأنظمة الصحية في كل دول العالم، فضلا عن احتمالية ارتفاع معدلات المناعة المجتمعية، سواء بسبب تلقي اللقاحات أو بسبب الإصابة بالفيروس.