عبدالرحمن صلاح يكتب: 10 سنوات من الحزن
مع بزوغ فجر الخامس والعشرين من يناير 2022، انقضت 10 أعوام على رحيل أمي، تاركة خلفها إرث من الحب والحنان وذكريات ستبقى أبد الدهر خالدة في أذهان أسرتها وكل من اقترب منها ولو لحظات.
كانت أمي وستظل هي بطلة حياتي، عندما ارتطبت بها من اليوم الأول، وتعلقت روحها وقلبها بشخصي -الذي كانت ترى فيه كل شيء- رغم صغر سنه، فكانت أحلامنا البسيطة مشتركة، لكنها انتهت برحيلها، قبل أن نكتب سويًا السطر الأخير من الحكاية.
ربما يكفي التعبير عن تلك القصة المؤلمة أنني لا أكتب سوى إليها.. كلمات تتجدد كل عام في هذا اليوم.. رسالة اعتدت عليها، وكأنني أخاطب صاحبتها في قبرها بأنني لن أنساها، وستظل كلماتي في تلك المناسبة هي رثاء بسيط من قلب طفل تعلق بأمه وكان لها ابنًا وأخًا وزوجًا، بل كان حياتها الصغيرة.
تعجز الكلمات دائمًا عن وصف تلك القصة التي لن يدرك معناها سوى من عاش تجربتها.. تجربة مرت مثل الحُلم الذي ينقضي بعد دقائق، لكنه هذه المرة استمر نحو 26 عامًا أشعر أنها 26 ثانية من العشق.
كم أتذكر لحظات الضحك والسمر في النهار والليل، بل أيضًا لحظات الحزن التي تشاركناها، ولحظات الأمل بأن القادم أفضل.. تحقق لنا كل شيء تقريبًا، ما عدا هذا القادم الذي حلُمنا به كثيرًا، ليأتي الموت ويكتب هو السطر الأخير في تلك القصة الفريدة من نوعها وتفاصيلها.
عام انقضى ضمن سنوات الحزن، وبدأت عامًا جديدًا دون أمي، أراد الله أن أعيش لأكتب لها فيه كلماتي في تلك الذكرى، ولا أدرى من سيكتب لنا في العام المقبل.