زوجة الشهيد الرائد محمد البدري: "نقل سيناء من غير ما أعرف.. وبنتي بتسألني عليه دائما"
"اعتمدي على نفسك متنتظرنيش لحد ما أرجع خدى بالك من ابنتنا ديلارا، كل هذا خلال مكالمة تليفونية فى ميعاد لم يكن يكلمني فيه من قبل لم أكن أستوعب أن كل هذه الجمل هي جمل الوداع بينى وبين زوجي".. هكذا قالت السيدة دينا الصفتي زوجة الشهيد محمد عمرو البدري ابن بركة السبع بمحافظة المنوفية الذي استشهد في 19 مارس 2016 إثر قيام عناصر إرهابية بمهاجمة كمين الصفا بجنوب العريش بقذائف هارون، وكان لمحررة الفجر لقاء خاص مع هذه السيدة تسرد لنا قصة كفاح زوجها البطل.
في البداية قالت السيدة دينا الصفتى: “الشهيد كان زوجي يعمل فى الوادي الجديد ولم يبلغني بأنه طلب نقل خدمته إلى سيناء الا بعد أن تمت الموافقة على نقله، وبعد أن عرفت أصبحت فى قلق وتوتر مستمر وكل إجازة ياتى فيها أطلب منه نقل خدمته من سيناء ولكنه كان يرفض بشدة، قائلا: ”الفخر لى أن أستشهد وأنا بدافع عن الوطن العمر مكتوب لما أموت فى حالة دفاعي عن الوطن أفضل من أن أموت وأنا فى المنزل مبحبش شغل المكاتب أنا حابب أكون فى سيناء"، مشيره أن زوجها كان يجسد مشروع البطل يتحمل مسئولية وطنه ومضحي بروحه من أجل الدفاع عن تراب سيناء التى كانت بالنسبة له حلم حياته أن يخدم بها لإيمانه بأنها أرض المعارك وتستحق التضحية والاستشهاد من أجل الدفاع عنها.
وأضافت زوجة الشهيد محمد البدري أن يوم استشهاد زوجها كان أصعب لحظات عمرها، حيث تبدلت كل أحوالها وعزائها الوحيد أنه استشهد ونال الشهادة التى كان يتمناها دائما حيث أنه كان يتمنى أن يستشهد وهو حامل لسلاحه ويدافع عن الوطن، موضحه أنها كانت تمكث عند والدها فى فترة عمل زوجها وفي يوم الحادث كانت قد جهزت حقيبة ملابسها هى وابنتها لكي تذهب إلى شقتها لأنه سيأتى غدا، ولكنها فؤجت بوالدها يطلب منها ترك حقيبة الملابس والذهاب إلى بيت العائلة فى بركة السبع فقالت لم أكن أستوعب أى شيء ولكنى توقعت بأن أمر ما حدث فى بيت العائلة ويرغب أبي فى ذهبنا هناك، عندما ذهبت إلى بيت العائلة رأيت صراخ وعويل وناس كثيرة كل ده أنا مش فاهمة مش مدركه فى إيه سمعت ناس بتتكلم قلت يمكن يكون فى المستشفى، أكذب ما أسمع ولكن شقيقته قالت لى وأكدت لى أنه زوجي استشهد وهي تصرخ كنت أظن أننى في كابوس مخيف ولكنني وجدت أنها حقيقة يجب أن أسلم بها.
“الشهيد محمد كان ملاك يسير على الأرض أخلاقه عالية جدا جميع أهالى قريتنا كانوا يعرفونه بالكرم والجود والأخلاق “.. هكذا قالت السيدة دينا، مشيرة أن الشهيد مكث فى سيناء خمسة أعوام، واستشهد وهو يبلغ 27 عاما وكانت ابنته عمرها عاما وعلى الرغم من ذلك هي كثيرة السؤال عليه دائما منذ أن بلغت ثلاثة أعوام وحتى هذه اللحظة 7 أعوام بتسأل عليه على طول أقولها ”بابا ظابط بيساعد الناس وهو عند ربنا”، بتجيب سيرته بشكل غير طبيعي لما احب أحببها فى أكلة أو أى عمل أقولها بابا كان بيحب كذا وهكذا تسمع الكلام على طول.