سور أسوان الأثري
صور متداولة لتدمير سور بأسوان عمره 2000 عام.. وخبير يطالب الوزارة بالرد
تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور تُظهر تهدم سور أسوان القديم أمام الطريق المؤدي لمعابد فيلة، وهو من الطوب اللبن ويرجع للعصر الروماني لأسوان، وقد تداول تلك الصور عدد من المتخصصين في الآثار وبعضهم من العاملين بوزارة السياحة والآثار، مصحوبة بتساؤل عن حقيقتها.
ومن ناحيته قال بسام الشماع الخبير الأثري المعروف، إن إزالة جزء من هذا السور الأثري الهام والذي لعب دورًا هامًا في التاريخ القديم يعتبر حلقة من سلسلة إزالة وتدمير بعض الآثار القديمة في الجنوب بالتزامن مع مخاوف من إزالة آثار أخرى.
وتساءل الشماع هل هناك من ضرورة لهذه الإزالة وخصيصًا وأن وزارة الآثار لم تخرج علينا بأي بيان رسمي تشرح فيه ماهية السور ومدى أثريته وأهميته تاريخيًا، وإذ ما كان هذا الهدم ضروريًا ولأي سبب بحيث لا يترك مثل هذا الحدث أن يمر دون فهمه ومعرفة أسبابه، ولو كان غير تاريخي يجب توضيح ذلك.
وتابع الشماع أن عدد من الأثريين والخبراء أكدوا أن هذا الجدار أثري وهو الذي حمى الطرق البرية مرورًا بمنطقة الشلالات، ويرجع لعصر الدولة الوسطي في الفترة من 2050 ق.م، وحتى 1700 ق.م.
وأنهى الشماع تصريحاته: ألا تترك وزارة السياحة والآثار مجالا للقيل والقال كما حدث في مأذنة ومسجد طابية فتح بأسوان، وقناطر ابن طولون وبعض الآثار الإسلامية التي لم ترد فيها الوزارة على استفساراتنا أو بيان حقيقة الأمر على حد قوله.
وكشفت مصادر “للفجر” أن هذا السور يبلغ 7 كم ممتدًا من منطقة الشلالات وحتى أسوان القديمة، والجزء الشمالي منه اختفي تمامًا بسبب الزحف العمراني خلال السنوات الماضية، وعلى الرغم من الحفاظ على بعض الأجزاء المتبقية من السور الأثري والذي يصل في بعض الأحيان إلى ارتفاع خمسة أمتار إلا إنه يواجه تهديدات خطيرة بسبب الزحف العمراني والتعديات والإهمال.
ويمتد السور الأثري في المنطقة الواقعة بجوار بوابة مرسى معبد فيلة وحتى الجزء الجنوبي من امتداد حي العقاد، وخلال عام 2008 جاء قرار مجلس مدينة أسوان بتوسيع وتحسين الطريق الذي يقع فيه مدخل مرسي معبد فيلة، الأمر الذي قد يؤدي إلي أحداث أضرار وتدمير خطير للجزء الجنوبي للسور.
وكشفت المصادر أن اتفاقًا مع المحافظة ومجلس المدينة تم مع منطقة آثار أسوان والنوبة والبعثة المصرية السويسرية المشتركة بعمل حفائر علمية وتوثيق وتسجيل للجزء الجنوبي للسور وأعمال مسح اثري ورفع الرديم للكشف السور.
وهذه الأعمال نتج عنها كشف هام وهو اختلاف هام بين مرحلتين في بناء السور الأثري، وطول المنطقة التي تم تنظيفها نحو 100 متر من السور الأثري في تلك المنطقة، وتم عمل مجسات بطول السور في تلك المنطقة تم ملؤها بالحصى وذلك لحماية السور الأثري من أعمال الرطوبة التي تنتج من الحديقة المجاورة التي أقامها مجلس المدينة.