لماذا غيرت إثيوبيا لهجتها بشأن سد النهضة؟
على مدار الساعات الماضية، ظهر تغيير كلي في لهجة إثيوبيا حول سد النهضة ذلك الملف العالق بسبب عناد أديس أبابا مع القاهرة والخرطوم الذي أدى إلى عدم توقيع أية اتفاق بشأن السد حتى الآن.
ونشر أبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي الخميس 20 يناير 2022 بيانًا على صفحته الرسمية، عن سد النهضة كموقع للتعاون، سرد فيه الأهداف الإثيوبية من أجل التنمية وتوليد كهرباء من المياه كطاقة نظيفة، وإمكانيات إثيوبيا لهذا الغرض من توافر الجبال والأنهار، وأهمية الهضبة الإثيوبية كمورد أساسي لمياه النيل، وفوائد سد النهضة على الدول الثلاث والبيئة بصفة عامة.
وأشار آبي أحمد إلى أن سد النهضة لن يأتي بالفائدة لإثيوبيا فقط، بل ستكون له فوائد للسودان ومصر، مؤكدا أن سد النهضة سيؤمن الحماية للسودان من الفيضانات وشح المياه في فترات الجفاف، كما أنه سيوفر لمصر حفظا للمياه، عوضا عن ضياع مليارات الأمتار المكعبة من المياه، على حد قوله.
وقال آبي أحمد: "غالبا ما تكون الفوائد التي تعود على بلدان المصب غير مروية. في السودان، على سبيل المثال، يوفر سد النهضة حماية كافية ضد الفيضانات المدمرة وآثار نقص المياه أثناء فترات الجفاف. سيساعد البنية التحتية للمياه السودانية على التشغيل على النحو الأمثل حيث تتلقى تدفقا منظما".
وتابع: "وهذا يعني أنه يمكن توليد المزيد من الكهرباء من البنية التحتية الحالية ويمكن أن تتدفق المياه الكافية والمنتظمة في مجرى النهر على مدار العام لتمكين إمدادات المياه الموثوقة للناس والزراعة والبيئة. كما يجلب سد النهضة المزيد من الطاقة للأنظمة المترابطة بالفعل في السودان وإثيوبيا بالإضافة إلى الآخرين".
وأشار آبي أحمد إلى أن مصر "تستفيد أيضا من الحفاظ على المياه عند سد النهضة بدلا من إهدار مليارات الأمتار المكعبة من المياه للتبخر وفي سهول الفيضانات. حيث يساعد سد النهضة أيضا على منع الانسكاب المستقبلي الذي يطل على سد أسوان".
واختتم بيانه بأنه حان الوقت للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا لرعاية الخطاب نحو بناء السلام والتعاون والتعايش المشترك والتنمية لجميع الشعوب دون الإضرار ببعضها البعض.
كيف غيرت إثيوبيا التعامل؟
وأكد الإعلامي عمرو أديب؛ أن الحكومة الإثيوبية قررت تغيير طريقة تعاملها مع مصر والسودان في قضية سد النهضة لافتا أنها تتحدث حاليا عن فوائد السد للدولتين، متابعا: "إثيوبيا قررت تغير طريقة التعامل معانا أحنا والسودان قالك أنت متعرفش يا مصر ويا سودان أن سد النهضة ده مفيد ليك ما تيجي أقولك الفوائد".
وأضاف: "يقولك السد دا مفيد جدا للسودان ماشي دا مفيش جدا لمصر طيب مفيش كلام هنتفاوض ولا كلام عن معلومات ومفيش كلام على اتفاق ملزم دلوقت بيقولك ما تيجي نتعاون".
وتابع: "قالك السد مفيد لمصر ومفيش هدر للماية أنا هظبط الماية اللي هتوصلك إثيوبيا تغير الدفة تمام حول هذا الأمر ولا يوجد كلمة عن التفاوض".
وواصل: "مسؤول كبير من الإدارة السودانية يزور إثيوبيا للمرة الأولى منذ عام عشان نتكلم يا جماعة أنتوا فاهمين غلط؛ الوقت ليس في مصلحتنا وسيتم إزالة فدادين من النباتات استعدادا للملء الثالث وإثيوبيا تستمر للأمام".
سر تغيير اللهجة؟
وأكد الدكتور عباس شراقي؛ أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي تغيرت عن الشهور الماضية حيث كانت التصريحات السابقة استفزازية، قائلا: "لأول مرة تصبح تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي دبلوماسية وفيها إن إثيوبيا تريد التوصل إلى حل والتعاون مع مصر والسودان".
وأضاف في تصريحات تليفزيونية: "الجانب الإثيوبي خرج بعد سنة مريرة من الحرب وهو يمهد لقمة الاتحاد الأفريقي وربما يذكر فيها سد النهضة ويريد أن يكون صورته أفضل".
وتابع: "إذا كان صادقا في التصريحات يجب أن يدعو لاستئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن وهم يحاولون تشغيل توربينات لتوليد الكهرباء وإذا بدأت في العمل سيكون الموقف متوتر وهناك ادعاءات بأنه يوفر المياه لمصر وهذا الأمر غير صحيح وهذا الأمر كان يحدث قبل بناء السد العالي ولو كان صادقا".
واختتم: "لكي يتم التخزين الثالث يجب أن يتم تجفيف الممر الأوسط والأعمال الهندسية على الجانبين ضعيفة للغاية وإزالة الغابات لا يعني بدء التخزين الثالث والتخزين إن تم بهذا الشكل الحالي لن يتجاوز 5 أمتار فقط".