وزير الري: دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية
صرح الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، بأن ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر تمثل تحديًا كبيرًا أمام عدد كبير من دول العالم وخاصة على المناطق الساحلية للدلتاوات التي تتميز بمناسيب منخفضة ما يعرضها للغرق بمياه البحر.
وأكد عبدالعاطي - في بيان له - أن دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية، ما يجعل من الحفاظ على المناطق الساحلية من آثار التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية والمتمثلة في ارتفاع منسوب سطح البحر مسألة ضرورية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والحفاظ على الاستثمارات القائمة بالمناطق الصناعية والزراعية والسياحية الموجودة على سواحل مصر الشمالية وخاصة بمنطقة الدلتا، وبما يسمح بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.
وأشار عبدالعاطي إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى 120 كيلومتر، وجارى العمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى 110 كيلومتر، موضحًا أن الهدف من تنفيذ هذه المشروعات هو تأمين الأفراد والمنشآت بالمناطق الساحلية، والعمل على إيقاف تراجع خط الشاطئ في المناطق التي تعاني من عوامل النحر الشديد، واسترداد الشواطئ التي فُقدت بفعل النحر، الأمر الذي يُسهم في زيادة الدخل السياحي بالمناطق التي تتم فيها أعمال الحماية، وحماية الأراضي الزراعية الواقعة خلف أعمال الحماية، والعمل على استقرار المناطق السياحية واكتساب مساحات جديدة للأغراض السياحية، وحماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر بمياه البحر.
كما تُسهم أعمال الحماية من التغيرات المناخية في تنمية الثروة السمكية بالبحيرات الشمالية بواسطة العمل على تطوير بواغيز هذه البحيرات وتنميتها، لضمان جودة مياه البحيرات بواسطة تحسين حركة دخول مياه البحر للبحيرات.
وأضاف عبدالعاطي أن مصر تتطلع لاستضافة مؤتمر المناخ القادم لعام 2022 (COP27) ممثلة عن القارة الإفريقية وذلك في ضوء الأهمية الكبرى لملف التغيرات المناخية وباعتبارها فرصة ذهبية لعرض تحديات القارة السمراء في مجال المياه، مع وضع محور المياه على رأس أجندة المؤتمر، مشيرًا إلى إنه تم إطلاق عنوان "المياه على رأس أجندة المناخ العالمي" على أسبوع القاهرة الخامس للمياه والمزمع عقده قبيل مؤتمر المناخ.
الجدير بالذكر أن أعمال الحماية المنفذة بمدينة رأس البر تُعد أحد أهم المشروعات التي قامت الهيئة بتنفيذها خلال السنوات الماضية لحماية الشواطئ والمنشآت من النحر بواسطة تنفيذ عملية حماية المنطقة غرب لسان رأس البر مع إعادة تأهيل الحائط البحري غرب اللسان وتدعيم وإعادة تأهيل حواجز الأمواج وحماية وتكريك مصب مصرف جمصة وتنفيذ أعمال حماية مناطق الخليج وشرق ميناء دمياط وغرب لسان رأس البر وشرق عزبة البرج.
وأكد عبدالعاطي أن هيئة حماية الشواطئ تقوم حاليًا بتنفيذ عملية حماية قلعة قايتباى بالإسكندرية لحمايتها من الأمواج العالية والنحر المستمر في الصخرة الرئيسية المقام عليها القلعة، مضيفا أنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة لجذب وتنشيط الاستثمارات السياحية من خلال إنشاء حائط أمواج بطول 520 متر باستخدام أوزان مختلفة تتراوح بين 3 - 20 طن، وإنشاء مرسى بحري بطول 100 متر ومشاية خرسانية بطول 120 متر ولسان حجري بطول 30 متر وتغذية بالرمال غرب القلعة حتى منسوب + 2.00 متر.
كما تقوم الهيئة بتنفيذ عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بالمنتزة بهدف حماية الحائط البحري وكوبري المنتزة حتى الفنار من الأمواج العالية وعمليات النحر المستمرة التي تسببت في حدوث تصدعات وانهيارات جزئية للحائط البحري وأساسات الكوبري الأثري، حيث يتم إنشاء حائط بحري بطول 280 متر من الأحجار المتدرجة والكتل الخرسانية وتدعيم أساسات الكوبري والحائط البحري الأثري ومنطقة دوران الفنار ومعالجة وتدعيم الجزء المنهار من الحائط الأثري وتنفيذ بلاطات خرسانية أعلي الحائط الخرساني.
وفى الإسكندرية أيضًا ولحماية كورنيش وشواطئ المدينة، قال عبدالعاطي إنه تم الانتهاء من تنفيذ عملية تدعيم وتطوير الكورنيش تجاه المنشية ومحطة الرمل لحماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش بواسطة إنشاء حائط بحري بطول 835 متر باستخدام كتل خرسانية زنة 5 طن وأحجار بتدرجات مختلفة، وتنفيذ أعمال ترميم وصيانة البلاطات الخرسانية المجاورة لسور الكورنيش لمسافة 350 متر، بالإضافة لعملية استكمال إنشاء سلسلة من الحواجز الغاطسة بالإسكندرية لحماية الشواطئ وطريق الكورنيش بمنطقة شاطئ السرايا وأمام فندق المحروسة، بواسطة إنشاء لسان بحري على شكل حرف L أمام فندق المحروسة بطول حوالى 600 متر.
كما تم إنشاء رصيف بحري بطول 155 متر، نظرًا لتعرض المنطقة للأمواج العالية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيساهم في استعادة الشواطئ المفقودة بالنحر، وهو ما يُمكن محافظة الإسكندرية من تعظيم الاستفادة من الاستثمارات المقامة بالمنطقة، مشيرا إلى أنه جاري أيضًا تنفيذ مشروع حماية ساحل الإسكندرية من بئر مسعود حتى المحروسة بواسطة إنشاء 2 من الحواجز الغاطسة أمام المنطقة بطول نحو 1600 متر تقريبا وبعرض 40 متر وتغذية بالرمال بمنطقة الشاطئ خلف حواجز الأمواج الغاطسة بعرض حوالى 30 متر.
وأشار وزير الري إلى أن هيئة حماية الشواطئ قامت بتنفيذ مشروعات عديدة لحماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب مصب فرع رشيد بمنطقة رشيد الجديدة بمحافظة البحيرة، ومشروع حماية المنطقة الساحلية شمال بركة غليون بواسطة إنشاء 16 رأس حجرية، ومشروع حماية المناطق المنخفضة من غرب البرلس حتى مصب فرع رشيد بطول 29 كيلو مترًا، ومشروع حماية المناطق المنخفضة من المدخل الغربي لمدينة جمصة حتى غرب مدينة المنصورة الجديدة بطول 12 كيلو مترًا.
وكذا مشروع حماية المنطقة شرق الرؤوس البحرية المنفذة شرق مصب مصرف كوتشنر والتغذية بالرمال، ومشروع حماية منطقة السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبى قير، ومشروع تكريك مصب النيل فرع رشيد بمحافظتي كفر الشيخ والبحيرة بعرض حوالى 100 متر وطول نحو 2 كم، وتنفيذ أعمال حفر وتكريك للرمال المترسبة بالجانب الشرقي لمجرى النيل التي تبعد حوالى 2 كم من فتحة بوغاز رشيد وفى اتجاه الجنوب لتسهيل الملاحة.
وفى مدينة مرسى مطروح أشار عبدالعاطي إلى أنه تم الانتهاء من مشروع حماية وتطوير خليج مدينة مرسي مطروح من خلال عمل ألسنة لحماية المنطقة الجنوبية للخليج وكورنيش مرسى مطروح من النحر المتسارع أمامه والمحافظة على الأعماق المناسبة للملاحة بالممر الملاحي القريب والموازي لخط الشاطئ ومنع إطماء الرسوبيات، وعمل تنمية سياحية وخلق فرص عمل لأهالي مرسى مطروح وزيادة العائدات الاقتصادية للمحافظة.
وأشار وزير الري إلى أنه وفى ضوء ما يواجهه شاطئ الأُبيض أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح المميزة من تراجع خط الشاطئ الأمر الذي يهدد الاستثمارات القائمة فقد قامت هيئة حماية الشواطئ بإنشاء 5 رؤوس حماية حجرية داخل البحر عبارة عن حواجز أمــواج على شكل حرف T بأطوال من 50 - 75 متر تقريبًا بينها مسافات بينية قدرها 300 متر تقريبًا، وجارى العمل في المرحلة الثانية من أعمال الحماية وهى عبارة عن عمل مجموعة ألسنة "حواجز" 20 رأس حاجز شرق الحواجز الحالية وذلك لحماية منطقة الأبيض وكورنيش الأبيض الجديد بطول نحو 4 كيلومتر ومن المقرر أن تنتهى هذه المرحلة في شهر مايو2024.
كما تقوم وزارة الموارد المائية والرى ممثلة فى الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطىء حاليًا بتنفيذ مشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية على السواحل الشمالية ودلتا نهر النيل لمواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة التي تؤثر على المناطق الساحلية المنخفضة الحرجة وتوغل مياه البحر في أوقات النوات بإجمالي أطوال تصل إلى حوالى 69 كم في خمس محافظات ساحلية هى "بورسعيد – دمياط – الدقهلية – كفر الشيخ – البحيرة"، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ أعمال الحماية قبل نهاية عام 2023.
كما يشتمل المشروع على إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على البيانات المتعلقة بموجات العواصف والأمواج والظواهر الطبيعية المفاجئة، وعمل خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية على طول السواحل الشمالية لمصر على البحر المتوسط، للحفاظ على الاستثمارات والثروات الطبيعية بالمناطق الساحلية، ومن المنتظر الإنتهاء من تنفيذ خطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية قبل نهاية عام 2025.
وأضاف وزير الري أنه تم البدء في تنفيذ المشروع بمحافظة كفر الشيخ بطول 27 كيلومتر كأولوية أولى، لحماية الطريق الدولي ومحطة كهرباء البرلس ومشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون والأراضي الزراعية المجاورة وكذلك التوسعات المستقبلية في المشروعات السياحية، حيث تم طرح مرحلتين من المشروع لحماية 14 كيلومتر، وجاري الإعداد لطرح باقي المراحل تباعًا.
ويتميز هذا المشروع بتنفيذ تجارب رائدة فى استخدام تقنيات قليلة التكلفة ومواد صديقة للبيئة من البيئة المحيطة بمنطقة المشروع فى أعمال الحماية، حيث تم إنشاء عدد من الجسور الشاطئية لحماية المناطق المنخفضة، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال ثم عمل صفوف عمودية عليها، وتستخدم مصدات الرمال في تجميع الرمال وتقليل فقد الرمال بواسطة الرياح أثناء العواصف.