ليبيا
كيف أصبحت مصر قبلة العالم لحل الأزمة الليبية؟.. خبراء يجيبون
جاء المبعوث الإيطالي الخاص لليبيا إلى القاهرة لدراسة آخر التطورات في القضية الليبية والوصول إلى حل لتلك الأزمة، ولذلك يرى المتخصصون أن القاهرة أصبحت قبلة دول العالم لحل الأزمة من خلال الحوار.
وترصد "الفجر" آراء الخبراء في كيفية تحول مصر إلى قبلة العالم لحل الأزمة في ليبيا.
وحدة الصف
قال الباحث محمد حميدة، المتخصص في الشأن الليبي، إن جهود مصر تجاه ليبيا بدأت منذ حيث كانت القاهرة تؤكد على ضرورة وحدة الصف الليبي واستقلال وسيادة الدولة الليبية.، ووحدة الجيش الليبي، وتوحيد الأجهزة الأمنية من أجل محاربة الإرهاب، وكل هذا دليل على أن مصر لا تطمع في شئ كما تفعل تركيا.
و أكد الخبير في الشأن الليبية، أن أفعال الدولة المصرية ودعمها المستمر للقضية الليبية واضحة أمام المجتمع الدولي، وكل الدول الفعالة في الشأن الليبية، وهذا ما جعلها قبلة العالم لحل أزمة ليبيا، إضافة إلى أن مصر تدعم الحل السياسي في ليبيا.
دور مصر
من جانبه، قال الباحث عبدالهادي ربيع، إن الدور المصري ينبع من الإيمان الراسخ بقيم الأخوة وحسن الجوار وحماية أمنها القومي، واحترام سيادة الدول على أراضيها ووحدتها وعدم دعم حركات الإنفصال والانقسامات، والإعلاء من الروابط الاجتماعية والعلاقات التاريخية ولذلك كان دورها هو دور الأخ الأكبر الناصح الأمين، ولذلك احترم الليبيون هذا الدور وكذلك دول العالم، وسعوا جميعًا للتعاون معها في دعم جهودها الداعمة للاستقرار والسلام في ليبيا.
و أضاف “عبدالهادي” أن كون مصر أصبحت قبلة العالم لحل الأزمة الليبية، فهذا طبيعي لأنها لديها مفتاح حل الأزمة الليبية حقيقة، فهي الدولة الأولى، والأخيرة التي يتعلق أمنها القومي بالأمن الليبي، وفي نفس الوقت لديها القوة الفعلية السياسية والعسكرية والدبلوماسية والمجتمعية التي تجعلها قادرة على المساهمة في نزع فتيل هذه الأزمة.
استخدام الدبلوماسية في الحل
واختتم الخبير في الشأن الليبي، أن مصر لم تتدخل على الأرض وتحترم سيادة ليبيا، وجميع دول العالم تدرك ذلك، كما أن مصر لديها تجارب ناجحة كثيرة في استغلال دبلوماسيتها في حل العديد من الإشكاليات في الملف الليبي بدءًا من توحيد المؤسسات، حيث رعت مصر لقاءات بين أعضاء مجلس النواب عامي 2019 و2020، والتي أسهمت في توحيد المجلس التشريعي الشرعي الوحيد في البلاد، كما ساهمت في توحيد المؤسسة العسكرية من خلال لقاءات بين القادة العسكريين وعلى رأسها اجتماع الغردقة الذي ساهم في تشكيل رؤية واضحة لاتفاق ج وقف إطلاق النار الذي وقع في أكتوبر 2020، كما أن مصر لم تكتف بذلك بل ساهمت في وساطة بين ليبيا ودول الجوار التي ينتمي إليها مقاتلين في ليبيا وتوصلت إلى اتفاق إلى إخراجهم من ليبيا وإجراء حوار بين هذه القوات المعارضة ودولهم ما يسهم في حل الأزمة في كل من ليبيا وهذه الدول.
وتابع: “ولا ننسى أن مصر هي التي أطلقت صافرة النهاية للمعارك القتالية في ليبيا بإعلان خط سرت الجفرة منطقة حمراء ومن يتجاوزها فقد مس الأمن القومي المصري، ما أسهم في توقف القتال والبدء في التفاوض والحوار، كما أن مصر هي التي أسست بشكل ما للحوار الليبي الليبي من خلال مبادرة القاهرة التي رعتها بين الأطراف الليبية والتي أسهمت في البدء في المسارات الحوارية والتي أنتجت السلطة التنفيذية الموحدة لليبيا لأول مرة منذ نحو 10 أعوام”.