خبير يعلق على تصريحات آبي أحمد بشأن سد النهضة
علق الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة على بيان آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا الذي نشره اليوم عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بشأن سد النهضة مؤكدًا أن هناك تغير كبير فى لهجة تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي.
وقال "شراقي" إن آبي أحمد عاد إلى صوت العقل من خلال توجيه النداء إلى مصر والسودان والتخلي عن أسلوب التعالي خلال السنوات الأخيرة والتصريحات السياسية المستفزة مثل أن النهر إثيوبى وأن إثيوبيا لها الحق فى استغلال مواردها خاصة المائية، وأنها لا تعترف بالاتفاقيات السابقة على أنها استعمارية، وأن بناء السد مستمر باتفاق أو دون اتفاق، مشيرًا إلى أن البيان لم يذكر خلال أى إشارة عن التخزين الثالث أو حتى توليد الكهرباء قريبا من توربينين بل دعا فى نهاية البيان الدول الثلاث إلى التعاون لما فيه المصلحة للجميع.
وأكد أستاذ الجيولوجيا في تصريح خاص لـ "الفجر" أن البيان يأتى فى وقت هام بهذه الصيغة غير المعتادة من القيادات الإثيوبية، ربما بعد التجربة القاسية للحرب الأهلية مع التيجراى على مدار أكثر من عام، مضيفًا أنه من المتوقع تشغيل أول توربينين خلال أيام وبالتالي يهيئ الجو العام ويمتص أى غضب مصرى سودانى لاستمرار سياسة إثيوبيا فى فرض سياسة الأمر الواقع ببدء التشغيل بقرار أحادي مثلما فعلت فى التخزين الأول والثانى.
وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أنه إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبى صادقًا حقًا فى بيانه وأن لديه إرادة سياسية جادة للوصول إلى حل فليقم رسميًا بدعوة مصر والسودان لاستئناف المفاوضات قبل بدء تشغيل التوربينين والاتفاق على هذه الخطوة في المفاوضات بالإضافة إلى قواعد الملء والتشغيل فى المستقبل.
ولفت شراقي إلى أن دول الخليج خاصة السعودية والإمارات تستطيع لعب دور هام في البناء على هذا البيان وتوسطهما في المفاوضات القادمة للوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف، لما لهما من مكانة كبيرة عند الدول الثلاث.
وكان آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا قد نشر اليوم بيانا على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أكد من خلاله أهداف سد النهضة والتي تمثلت في التنمية وتوليد كهرباء من المياه كطاقة نظيفة، مؤكدا على الإمكانات الإثيوبيه لهذا الغرض من توفر الجبال والأنهار، وأهمية الهضبة الإثيوبية كمورد أساسى لمياه النيل، مشيرًا إلى فوائد سد النهضة على الدول الثلاث والبيئة بصفة عامة.
واختتم آبي أحمد البيان بأنه حان الوقت للدول الثلاث لرعاية الخطاب نحو بناء السلام والتعاون والتعايش المشترك والتنمية لجميع شعوبنا دون الإضرار ببعضها البعض مؤكدًا على أن النيل بشكل عام ومشروع سد النهضة على وجه الخصوص مناسبان لمثل هذا الغرض الأسمى.