بماكينة خياطة.. "نجوى" سيدة منوفية تضرب المثل بتحدي إعاقتها لتنفق على أبنائها (فيديو)
حرمت من التعليم ومن ممارسة حياتها كأى طفلة، بسبب اعاقتها تنمر عليها الجميع حتى أقرب الناس لها، وأصبحت مستسلمة للأمر الواقع طوال الـ15 عاما من عمرها إلى أن صرخت قائلة من حقي اتعلم واعيش زي الناس، فحفظت القرآن من خلال معلمة بالمنزل وأصبحت محفظة بالمجان لأهالي قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
إنه ا نجوى حسنين صاحبة الـ41 عاما المصابة بشلل أطفال عقب ولادتها بعدة أشهر تحدت ظروف الحياة وإعاقتها لكي تحفظ القرآن وتصبح أم على الرغم أنها تزحف على ركبتيها ويدها لتخدم نفسها وأبنائها الصغار، وكانت لمحررة بوابة الفجر لقاء خاص مع هذه السيدة من ذوي الهمم لرصد المصاعب والمتاعب التى تعرضت لها من أهلها وكل من حولها حينما طالبت بحق الحياة والأمومة.
فى البداية قالت السيدة نجوي نشأت فى بيئة غير متعاونة لم اجد من أشقائي الحنان فكانوا يشعروني دائما بأني عبء ثقيل عليهم، حرموني من أبسط حقوقي ان اتعلم، وصمت طوال 10 سنوات اري الجميع يتعلمون ويمارسون حياتهم وكتمت فى نفسي، وفى يوم صممت أخرج عن صمتي واكلم والدتي وقلت لها عايزة اتعلم واحفظ القران الكريم وكنت فى هذا الحين فى الخامسة عشر من عمري فوافقت والدتي واحضرت لى محفظة قران واستطعت أن أحفظ القرآن الحمد لله، وبدأت فى تحفيظ القرآن لبعض أبناء القرية وشعرت بسعادة كبيرة حينما أصبح لي كيان وأصبحت مسئولة عن تحفيظ القرآن للأطفال.
استكملت السيدة نجوي حلمت بأن أصبح ام ولدي اطفال لذا عندما تقدم لى شخص جاء لى من جهة بعض المحفظين زملائي سعدت كثيرا ووافقت عليه، ولكن كان هناك رفض كبير من جهة اشقائي معللين بأنني لم استطيع ان اتزوج أو أن أصبح أم بهذه الاعاقة، ولكنني صممت على الزواج وكانت والدتي حافز لى ووافقت على الزواج واقاربي كذلك، تزوجت وأنجبت الطفل الأول عمر وبعد عامين رزقت بطفلة أخرى خديجة وقبل أن تتم شهر حدث انفصال بيني وبين زوجي، وعندما ذهبت إلى منزل والدي وكانت والدتي قد توفاه الله، رفض أشقائي استقبالي قائلين ما دام تزوجتي ولم تطيعا لنا أمرا يجب ان تعيشي حياتك بمفردك وتتحملي نتيجة اختيارك.
اسودت الدنيا فى عيني ماذا افعل واذهب بأبنائي؟ هكذا قالت السيدة نجوي مضيفه شقيقتى كانت رحيمة بي وبعض أهالى القرية فذهبت معى لاستئجار سكن وأخذت ابنائي ولانني كنت احب الخياطة قبل الزواج قررت أن أحضر ماكينة خياطة لكي اعمل عليها وحتى لا أحوج نفسي لأحد فعملت ليل نهار لتوفير حياة كريمة لأبنائى، مؤكدة العمل على ماكينة الخياطة شاق جدا وخاصة لى لأنني معاقة بشلل ولا استطيع السرعة فى الخياطة لذا العائد ضئيل جدا.
قالت أم عمر أعيش بمفردي فى المنزل واوفر جميع احتياجات أبنائي من طعام وملبس وأمور اخري، ولكن لا اتمكن كثيرا من حمل أبنائي بسبب إعاقتي وعودتهم على الجلوس بجانبي، مؤكده أن أكثر الصعاب التي تواجهها هي نظرات المجتمع المليئة بالتنمر والاندهاش من حيث إنها من ذوي الاحتياجات الخاصة واستطاعت الإنجاب.
واخيرا طالبت السيدة نجوي فى حقها فى الحصول على معاش تكافل وكرامة نظرا لظروف إعاقتها وشقة فى الإسكان الاجتماعي بدلا من شقة الايجار التي تسكنها، وترغب فى الحصول على كرسي متحرك مجهز بالكهرباء أو السيارة الخاصة للمعاقين.