تعميم مصطلح علم المصريات
عالم يقترح تعميم مصطلح "علم المصريات" على الآثار المسيحية والإسلامية
أكدت دراسة لعالم الآثار الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة الأسبق عن أصول دراسة علم الآثار فى مصر أن مصطلح "علم المصريات" ظهر لأول مرة عام 1827 كنوع من أنواع الهيمنة الاستعمارية الغرض منه تفكيك أواصر حضارات الشعوب عامة وهدم الحضارة الإسلامية خاصة وهى الحضارة التى حلت محل الحضارة الرومانية والبيزنطية.
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إلى أن مصر البلد الوحيد فى العالم الذى لها علم باسمها وبطريقة وضع السم فى العسل حصر الغربيون هذا العلم فى تخصص واحد يمتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى قضاء الإسكندر الأكبر على الأسرة 31 عام 332 قبل الميلاد وتجاهلوا بقية تاريخ مصر رغم أن تاريخ مصر حافل بالأحداث التاريخية والآثار المتنوعة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية أسرة محمد على
ومن هذا المنطلق يؤيد الدكتور ريحان اقتراح العالم الكبير الدكتور محمدحمزة إسماعيل على أن يكون علم المصريات عدة أفرع ومنها علم المصريات القديم وعلم المصريات اليونانى الرومانى وعلم المصريات المسيحى بفرعية البيزنطى والمصرى وعلم المصريات الإسلامى
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الدراسة تناولت مصادر الحضارة المصرية القديمة والمتمثلة فى المصادر المباشرة وهى الآثار نفسها الثابتة والمنقولة من خلال الاكتشافات الأثرية ومصادر غير مباشرة وهى كتبات الرحالة والعلماء ممن قاموا بزيارة مصر منها مصادر يونانية قديمة أمثال هيرودوت وهوميروس وأفلاطون وديدور الصقلى وسترابون وبيللينى ومانيتون السمنودى الذى اعتمد عليه العلماء فى تقسيم الأسرات المصرية
ونوه الدكتور محمد حمزة إسماعيل إلى المصادر المسيحية لدراسة الآثار المصرية وتاريخ العالم أمثال يوسيبيوس القيصرى ويوحنا النقيوسى علاوة على المصادر العربية والرحالة الأجانب فى العصور الوسطى والحديثة ومؤلفاتهم الشهيرة رغم ما يشوبها من خرافات وعجائب وأساطير وقد كتب عنها الدكتور ثروت عكاشة كتابه الشهير "مصر فى عيون الغرباء" وكتابات الدكتورة إلهام ذهنى "مصر فى كتابات الرحالة الفرنسيين فى القرن 16، 17، 18م"
وأضاف الدكتور محمد حمزة أن الكتابات عن تاريخ مصر قبل اكتشاف حجر رشيد تميزت بالخرافات والأساطير ولم تكتب عن حقائق علمية مؤكدة وقد كتب حجر رشيد بثلاث لغات، اللغة المقدسة وهى الهيروغليفية وآخر نص لها كان بمعبد إيزيس بجزيرة فيلة بأسوان أثناء الحكم الرومانى فى عهد الإمبراطور ثيودسيسوس 364م والخط الهيراطيقى والخط الديموطيقى وآخر نص له يرجع إلى عام 452م بجزيرة فيلة وبعد فك رموز حجر رشيد عام 1822م تحولت الخرافات إلى حقائق علمية وبدأت كتابة تاريخ مصر بأسلوب علمى
وتابع الدكتور محمد حمزة بأن عدد الكتب التى كتبت عن مصر بواسطة علماء غربيين قبل الحملة الفرنسية بلغ 52 كتاب وبعد الحملة بلغ 168 كتاب دليل على زيادة الاهتمام بآثار مصر وأهمها بالطبع كتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية والذى كان محاولة من نابليون لتحويل الهزيمة العسكرية إلى نصر ثقافى ويضم الكتاب 974 لوحة رسمها 400 رسام وصدرت الطبعة الأولى منه بين أعوام 1809 – 1828م وطبعة بانكوك 1820- 1830م
ورغم أهمية الكتاب إلى أنه قسم مصر إلى دولة قديمة ودولة حديثة تبدأ بالفتح الإسلامى حتى تاريخ دخول الحملة الفرنسية 1798م وبالتالى فصل الهوية المصرية بعنصريها القديم والإسلامى ومن هذا المنطلق يجب أن لا نقبل ما يمليه علينا الغرب لأغراض استعمارية لبث الفرقة وضياع الهوية ومنها مصطلح علم المصريات الذى يحصره الغرب فى تاريخ مصر القديمة فقط