قنبلة موقوتة بوسط البلد.. عشرات الورش والمصانع بعقارات القاهرة الخديوية
طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي في توجيهاته لرئاسة الوزراء بتطوير منطقة القاهرة الخديوية ومنها منطقة وسط البلد حتى تعود إلى سابق عهدها وهو ما سعت اليه الأجهزة التنفيذية في الدولة من تطوير الميادين وواجهات المنازل في منطقة وسط البلد والشوارع المحيطة بها، إلا أن التطوير كان خارجيا فقط فلا يزال هناك خطر محدق بتلك المنطقة التي تحتوي على ما يزيد عن 1500 منزل تراثي بسبب الورش والمخزن المجردة في تلك المنازل.
“الفجر” حققت في وجود تلك المخازن والورش ومدي الخطر التي تسببه لتلك المنازل التراثية وتعويض ساكنيها للخطر، وطبيعة تلك المخازن والورش والمواد الموجودة فيها.
ففي شارع طلعت حرب بداية من منطقة التوفيقية وصولا حتى ميدان طلعت حرب لا تخلو المنازل على يمين ويسار الشارع من المخازن الخاصة بالأقمشة والملابس الجاهزة وكذلك الورش الخاصة بتصنيع البدل وملابس الرجال حتى تغذي بها محال وسط البلد.
وكل عقار في الشارع يحتوي على أكثر من مخزن وورشة لتصنيع الملابس الجاهزة وعلى مدار اليوم تأتي سيارات تضخ أطنان من الأقمشة إلى تلك المخازن والتي هي في الأساس شقق سكنية استأجرها أصحاب بعض المحال لتخزين بضاعته حتى يتسنى له تجديد وعرض بضاعته في المحال التجارية على مدار اليوم.
ونفس الأمر وجدناه في شارع شريف والذى يوجد به عدد من العقارات التي تحتلها ورش لتصنيع البدل الرجالي، فما أن تدخل واجهه العقار حتى تصتدم بكم هائل من الأقمشة التي تنتظر دورها للتخزين أو التصنيع، في الأدوار المنخفضة، أما الأدوار المرتفعة فهي مخصصة الورش التي تعمل على مدار الساعة وهي عبارة عن ششق سكنية بها عدد من ماكينات الخياطة والقطع والتطريز لتصنيع البدل والملابس الرجالي والتي غالبا ما تسبب ازعاجا هائلا لسكان العقار الحاليين.
وتفتقر تلك الورش والمخازن ابسط أساليب وادوات الأمن الصناعي فلا يوجد طفاية حريق واحدة في تلك العقارات أو أماكن مناسبة للتهوية، إلى جانب إتلاف المصاعد الكهربائية في تلك العقارات بسبب الضغط المستمر عليها لنقل وتحميل الأقمشة والبضائع.
وتحولت تلك العقارات إلى مولات مع مرور الوقت، فبعد العقارات ومنها عقار يتقاطع مع شارع عبد الخالق ثروت يحتوي في الطوابق السفلية على مخازن للأقمشة حتى الدور الثاني ومن الطابق الثاني حتى الرابع يوجد ورش لتصنيع وتفصيل البدل والملابس الرجالي أما من الطابق الرابع حتى الأخير فيحتوي على معارض كاملة يتردد عليها الزبائن على مدار اليوم، يصطحبهم العمال الذين يقفون على نواصي تلك العقارات بحجة ان الملابس الموجودة بالعقار " بسعر المصنع" مما حول تلك العقارات إلى مولات تجارية.
المثير أن بعض تلك الورش والمصانع داخل تلك العقارات قاموا بطبع كروت تجارية تحمل عنوان تلك العقارات ومكتوب فيها مصنع لتصنيع البدل والملابس الرجالي الجاهزة، وهي في الأصل شقق سكنية لا تحمل صفة تجارية للتعامل معها على أنها مصنع أو ورشة أو مخزن، وتحمل تلك الكروت عناوين تلك العقارات محددة بالطابق ورقم الشقة.
الغريب أن محافظة القاهرة نفذت حملات اكثر من مرة لإخلاء تلك الورش والمصانع والمخازن إلا أن الأمور لا تزال كما هي، ومازال الوضع يهدد سكان تلك العقارات علي مدار الساعة.
وطالب محافظ القاهرة في وقت سابق بضرورة إخلاء جميع المخازن والورش، وإعادة الشقق إلى جميع أصحابها، وقامت المحافظة بعمل حملات مستمرة لخروج جميع المخازن من تلك العقارات، وصرحت المحافظة في وقت سابق إنه ا قامت بإخراج نحو 400 مخزن، وتم رفع وإزالة 1500 لافتة إعلانية مخالفة، وعدد كبير من اللافتات الإدارية للأطباء والمحامين فى منطقة وسط البلد، كانت تشوه جمال العمارات وتخفى العناصر المعمارية إلا أن تلك المخازن والورش لا تزال موجودة حتى الأن وبكامل طاقتها.
وقدم أهالي وسكان عقارات وسط البلد شكاوي لمحافظة القاهرة أكثر من مرة لحمايتهم من الخطر المحدث بهم بسبب وجود تلك المخازن والورش في العقارات السكنية مما يعرض العقار للخطر كونه غير مجهز لوجود ورش تصنيع أو مخازن للبضائع فضلا عن تردد المئات من الزبائن والموردين للعقارات يوميا وعلى مدار الساعة.