د.حماد عبدالله يكتب: لماذا لا نزرع "التوباك" !!
نحن شعب مصر نمتلك أكبر مصانع فى الشرق الأوسط بل وصلنا إلى أننا نمتلك أحد أكبر مصانع الدخان والتوباك والسجائر فى العالم.
ولنا فى صناعة الدخان ميزة نسبية حيث نصدر بملايين الجنيهات ونضيف للموازنة العامة لدولة أكثر من 6 مليار جنيه سنويًا سواء كانت أسهم أو ضرائب أو تأمينات أو جمارك وكذلك رواتب موظفين.
ولا يمكن أبدًا ونحن نقف فى حملة ضد التدخين أن ننسى أن العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية هى أكبر الدول المصنعة للدخان والمصدرة أيضًا له سواء كان خام أو منتهى الصنع.
كما أن من زاوية أخرى وهى زاوية الزراعة فنحن نمتلك مركز بحوث الدخان والبصل تابع لوزارة الزراعة ولا أعلم لماذا هذا المركز يجمع بين (الدخان والبصل) شيىء غريب !
وأعتقد له تفسير عند المهتمين بشئون الزراعة فى المحروسة.
ومن الحقائق التى يجب أن نتعرض لها بأن الفدان ينتج حوالى 2 طن من الدخان (ورق التوباك) حيث يصل ثمن الكيلوجرام من (ورق التوباك) الدخان إلى أكثر من 2.6 دولار أو يصل إنتاج الفدان إلى 5200 دولار أى ما يقرب من تسعة وعشرون ألف جنيه للفدان الواحد (ما شاء الله).
ونحن نستورد توباك خام فى العام الواحد أكثر من 160 مليون دولار (مائة وستون مليون دولار )
وهنا سوف تخرج علينا بعض الأصوات المعارضة لتقول بأننا ضد التدخين وضد صناعة السجائر وضد زراعتها ولكن ما نحن بصدده نحن فى إحتياج شديد إليه القيمة المضافة لمنتجاتنا الصناعية هو أن نوفر الخامات الأساسية لها وليس بإستيرادها.
وطالما نحن نصنع السجائر ونحذر من تدخينها أسوة بجميع دول العالم فمن حقنا أن نبحث عن القيمة المضافة لهذه الصناعة.
لماذا لا ننشيىء منطقة حرة زراعية نزرع فيها التوباك وإن لم يكن لإستخدامه فى صناعاتنا فليكن بتصديره للدول التى تسمح بإنتاجه وترك الحرية لتدخينه بعد وضع المحاذير اللازمة.
لماذا نقف دائمًا ضد مصلحة الوطن تحت شعارات زائفة ليس لها قيمة فعلية وليست قريبة من الواقع الذى نعيشه ونمارسه ويمارسه كل سكان الأرض.
إن الوقوف أمام زراعة التوباك يذكرنى بأن هناك دول تسمح بزراعة الحشيش (الخشخاش) ومنها دول إسلامية وعلى رأسها مملكة المغرب الشقيق بل الشيىء الذى لم أكن أعلمه أن إقتصاد المغرب يعتمد إعتمادًا جزئيًا على زراعة الحشيش وتصنيعه وتصديره وصرفه (بروشتات) فى الصيدليات لمن يحتاجه ولكن نحن ملوك أكثر من الملوك أنفسهم !!
لماذا لا نكون أكثر واقعية وأكثر حرصًا على مصلحة الوطن العليا وأن نعمل بأليات السوق الحرة التى إرتضيناها كسياسة وكمنهج حياة فى هذا المجال.
أتمنى أن أقرأ أو أسمع ما يثنينى عن تفكيرى أو عن وجهة نظرى ربما أكون مخطئًا ومش واخد بإلى !!
[email protected]