"هروح بدل أختي النهاردة".. "الفجر" في أول حوار مع عم ضحيتي حادث معدية منشأة القناطر: بنتنا كانت عروسة (فيديو وصور)

"عروس النيل"، حكاية توارثها المصريين جيل بعد جيل، تتلخص في أن النهر الخالد لن يهدأ إلا بتقديم أضحية كقرابين له، ورغم أن هذه مجرد أسطورة، إلا أن حكاية مشابهة وقعت أمس، عندها ابتلع النهر عددًا من الأشخاص بينهم عروس تستعد للزفاف عن قريب.

معديتين إحداهما على "بحر المتر"، والأخرى "معدية فرع رشيد"، ثم الصعود إلى الجبل، وبعدها الوصول إلى مقر العمل.. مغامرة يومية يخوضها عدد من الأطفال في عمر الزهور، من أجل رحلة البحث عن لقمة العيش، على أمل الحصول على 50 جنيهًا، تساعد هؤلاء الأطفال أو تساعد أسرهم في ظروف المعيشة التي تفترس الفقراء ومحدودي الدخل وقد تودي بحياتهم.

23 عاملًا وعاملة، إضافة إلى السائق كانوا على متن سيارة في طريقهم إلى المنزل للعودة من محل عملهم في إحدى المزارع بطريق مصر إسكندرية، وكالعادة كل يوم دخل السائق بالسيارة إلى "المعدية" لكي يعبر إلى الجهة الأخرى ثم يستكمل طريقه إلى مركز أشمون بالمنوفية، ولكن القدر وضع سيناريو آخر مرعب لم يتخيله هؤلاء الأطفال حتى في أحلك كوابيسهم ظُلمة، حيث سقطت السيارة بركابها في المياه، ما أسفر عن غرق (8) ونجاة (15) آخرين.

انتقلت محررة "الفجر" إلى ضفاف النهر الذي ابتلعهم أحياءً، حيث التقت أهالي الضحايا، وشهود العيان، الذين رووا تفاصيل اللحظات الأخيرة لعرائس النيل وضحاياه.

إنشاء كوبري ينقذ أرواح المواطنين

إلى جوار زرع الصبار على ضفاف النيل، يقف محمد عبدالفتاح عبدالقادر، عم هاجر هاني، وزينب عبدالمؤمن، ضحيتي حادث المعدية، مستلهمًا الصبر من الله، على ابتلاع النهر لوردتين صغيرتين، ويقول إن هؤلاء الأطفال يذهبون إلى العمل من أجل مساعدة أهاليهم في ظروف المعيشة، والحالة المتعثرة التي يعيشونها، ومن أجل ذلك يصعدون إلى الجبل وفي طريقهم يمرون بـ "المعديات"، ومن المفترض أن ينشيء المسؤولون كوبري، لينقذ أرواح البسطاء ولكن هذه الطرق غير مؤمنة وأدت إلى هذه الحوادث، مناشدًا المسؤولين أن ينظروا بعين الرأفة والرحمة لأهالي المنطقة.

أحلام غرقت في النيل مع أصحابها

يستعيد العم أحلام الفتاة "زينب"، والتي تبلغ من العمر 16 عامًا، وستة شهور، في بناء بيت صغير تفرح به مع زوجها، حيث إنها كانت مخطوبة و"هتخش بعد العيد" -حسب قول عمها- موضحًا: "خطيبها ربنا يتولاه ويلطف بيه"، لافتًا إلى أن الطفلة الأخرى "هاجر كانت شاطرة وعيلة عسولة وربنا يرحمها، عندها 12 سنة، وإمبارح قالت لوالدتها: (أختي شهد مش هتروح الشغل أنا هروح مكانها) وكانت أول يوم تروح الشغل".

معديتين وجبل.. معاناة يومية يخوضها الأطفال
 

"بيصحوا الساعة ستة الصبح، ويعدوا معديتين مش مؤمنين كويس".. يكشف العم تفاصيل المعاناة التي يجدها هؤلاء الأطفال وهم في طريقهم إلى العمل، موضحًا: "من المفروض يكون فيه ربط بين المحافظتين، وبيعدوا معديتين أول معدية هي معدية (بحر المتر) وبعدها معدية (فرع رشيد) وبعدين يطلعوا الجبل يشتغلوا في الأرض الزراعية، ومزارع إنتاج الدواجن والبيض وبيشتغلوا عشان يساعدوا أهاليهم، واللي في سن الجواز بيشتغلوا عشان يجهزوا نفسهم، زي ما بيحصل في جميع البلاد".

40 طفلًا يغامرون بأنفسهم وطاقم الإغاثة يتأخر

بكلمات يملؤها الأسف، يصف العم حال الأسرتين بعد خسارة طفلتين في عمر الزهور، ويقول: "هاني والد هاجر لديه 3 أطفال غيرها، وربنا يتولاه عشان ظروفه الصحية على قده، ونناشد المسؤولين إنهم ينظروا بعين الرحمة والرأفة للمواطنين دول وميضعش حقهم، وإحنا بنعيش في صدمة، وبايتين على ضفاف نهر النيل في عز البرد وهذا الحادث المأساوي، حيث كانت المعدية تحمل 40 طفلًا، وغير مؤمنة بشكل جيد، ولا يوجد إغاثات، وطاقم الإغاثة حضر اليوم الساعة 8 ونصف صباحًا، أما الضحايا الذين استخرجت جثثهم، فإن الأهالي هم من أخرجوهم".

أهالي المنطقة يعيشون حالة صعبة

وأشار إلى أن أهالي عزبة التفتيش التي وقع بها الحادث عبارة عن ثلاثة أو أربعة عائلات، و"كلهم بيتجوزوا من بعض، ومفيش حد غريب، وكلهم أولادنا، ومحدش نام من إمبارح وقاعدين على ضفاف النيل مستنيين الجثث تطلع، والناس هنا بسطاء وفقراء ومن محدودي الدخل، وليس لديهم أي معاشات حتى تكافل وكرامة، ويعيش في هذه العزبة 3 آلاف مواطن ولا يوجد بها موظف إلا موظف الأوقاف، ولا يوجد صرف صحي ولا خدمات، والأطفال بتطلع عشان تساعد أهاليهم في المعيشة".

الأهالي يقسمون أنفسهم للبحث عن الضحايا

وأوضح أنهم بالفعل دفنوا جثتي "هاجر" و"زينب"، وكل جثث تُستخرج يتم دفنها، لافتًا إلى أنهم قسموا أنفسهم ما بين ضفتي النيل الذي يقسم محافظتي الجيزة والمنوفية، وجزء منهم على ضفاف النيل ناحية الجيزة والآخر على ضفاف النيل ناحية المنوفية.

رسالة للمسؤولين

"حادث ربنا ما يوريه لحد في عياله"، يضيف الرجل في حديث إلى "الفجر" متحدثًا عن معاناة الأهالي قائلًا: "ربنا ما يخلي حد يشوف الحادث ده في عياله، ونطلب من الحكومة التضامن مع الأهالي قلبًا وقالبًا لأن الأطفال دول هم مستقبل مصر.. اللي مات الله يرحمه، لكن عايزين ينظروا برأفة ورحمة للباقيين، لأنهم مستقبل مصر ودول ولاد مصر، وهم المستقبل القادم، ولازم تعوضوا أهاليهم، العيال دي بتشتغل بـ50 جنيها، أو 60 جنيها، وحاليا ماتوا، والدولة لازم تبص للناس دي وتراعي حياتهم، لأنهم ليهم حق في الدولة".

تحقيقات النيابة

تباشر نيابة مركز إمبابة، بشمال الجيزة، التحقيق في واقعة سقوط سيارة في نهر النيل بمنشأة القناطر، التي أسفرت عن مصرع8أشخاص، واستمعت لأقوال سائق السيارة المتسببة في الحادث، وقال "أحمد ماهر"  25عامًا، أن السيارة تحمل رقم  (م.ع.ر8543) ربع نقل.

وأفاد السائق في اعترافاته أمام النيابة، أن سيارته في يوم الحادث كانت تقل 23عامل وعاملة من منطقة عملهم في إحدى المزارع بطريق مصر_إسكندرية، في اتجاههم لمنزلهم بمركز أشمون بالمنوفية، "كنت اسلك في طريق معدية رشيد للاتجاه للجهه الآخري،وعندما دخلت بالسيارة للمعدية بدوس فرامل، لقيتها اتعطلت، وفجأة العربية وقعت في النيل، وناس كتير لحقت نطت وأنا نطيت، والباقي وقع في الماية". 

وأفادت التحقيقات، قوات الإنقاذ انتشلت خلال الساعات الماضية 5جثث، وهما لعامل ويدعى،"محمد صبري" يبلغ 19عامًا والآخرى لفتاة تدعى "هاجر هاني" 13عامًا، و"زياد أحمد" يبلغ من العمر 13عامًا  وهما من قرية أشمون،  و"دعاء نبيل" 17عامًا، و"ندى أحمد" 11عامًا، كانا من ضمن ضحايا الحادث، وذلك تمهيدا للتصريح بدفنهما.

وأفادت التحقيقات، أن قوات الإنقاذ تواصل البحث عن باقي الضحايا وهما 2فتاة، "ندى أحمد"،" شروق ياسين "وتتراوح أعمارهم من 13إلى 19عام.

وتباشر نيابة مركز إمبابة، بشمال الجيزة، التحقيق مع "أحمد ماهر" سائق السيارة المتسببة في حادث المعدية، و"سعيد طلبه" مالك المعدية بمنشأة القناطر.

وكانت قوات الإنقاذ انتشلت أمس جثتين، وهما زينب عبد  المؤمن عبد العزيز" 17 عامًا وتقيم بمركز أشمون، والآخر  "سعيد مسعد محمد" 17عامًا، ومقيم بذات القرية بالمنوفية، 

كشفت تحقيقات النيابة، بشمال الجيزة، عن تفاصيل جديدة  في سقوط سيارة ربع نقل محملة بالعمال في مجرى مائي بمنشأة القناطر، أن السيارة المتسببة في الحادث، بإسم "أحمد ماهر سعيد "25عامًا، ومقيم  بقرية أشمون.

وافادت التحقيقات، أن السيارة تحمل  (م.ع.ر8543)، ربع نقل، وكانت في طريقها للمنوفية، مما أسفر الحادث إلى الآن ضحيتين، وهما" زينب عبد  المؤمن عبد العزيز" 17 عامًا وتقيم بمركز أشمون، والآخر  "سعيد مسعد محمد" 17عامًا، ومقيم بذات القرية بالمنوفية، 

وأوضحت التحقيقات، أن  المعدية ملك "سعيد طلبه سعيد" 29عامًا مقيم في أبو غالب.

انتقل فريق من النيابة، بشمال الجيزة، لموقع حادث سقوط سيارة نص نقل محملة بالعمال في مجرى مائي بمنشأة القناطر، مما أسفر عن مصرع 2من الأشخاص، وإنقاذ 15 شخص والبحث عن الباقين.

كانت سقطت سيارة نص نقل محملة بالعمال من معدية خاصة بفرع رشيد بمنطقة المناشي دائرة قسم منشأة القناطر، وكانت في إتجاها للبر الآخر إتجاه المنوفية ونتج عنها مصرع اثنين من أشخاص وجارى البحث عن ناجيين، وانتقلت قوات الأنقاذ النهرى إلى المكان.

تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغا بسقوط سيارة من معدية وعلى الفور انتقل رجال المباحث بالجيزة والإنقاذ إلى المكان للبحث عن اى ناجيين من الحادث.

"الفجر" تحاور أهالي ضحايا السيارة الغارقة