ندوة توعوية حول "علاج الاكتئاب والضغوط النفسية" بقنا
عقد مركز النيل للإعلام بقنا، ندوة موسعة بعنوان "علاج الاكتئاب والضغوط النفسية"، بحضور نادية شوقي، مدير مجمع إعلام قنا، وأدارت الندوة رحاب عبد الباري، مسئولة البرامج بالمركز.
استضافت الندوة الدكتورة نيفين أحمد حمزة، دكتوراه علم النفس الاكلينيكي ومعالج نفسي بمستشفى إرادة للطب النفسي وعلاج الإدمان بقنا، مشيرة إلى أن التعرض للضغوط لا يؤدي بالضرورة إلى الإصابة بالاكتئاب، بل يتوقف ذلك على قدرة الفرد على التكيف مع هذه الضغوط.
وتحدثت عن "اكتئاب الطفولة"، نتيجة تفريغ الوالدين خلافاتهما في نفوس الأبناء، واختفاء ما يسمى بـ "الأسر الممتدة"، حيث كان الجد والجدة وبيت العائلة يشاركون في عملية تربية واحتواء الطفل، أيضًا قد يصاب الطفل بالاكتئاب نتيجة توجيه اللوم المتكرر له وعدم تحفيزه أو تشجيعه بما يسمى (المعززات)، وتتوقف استجابة الطفل للشفاء على درجة وعي الوالدين.
وتطرقت، إلى "اكتئاب المراهقة"، نتيجة عدم قدرة المراهق على التفاعل مع متغيرات المرحلة؛ حيث يفاجأ بنضج جسمي وجنسي وفكري واجتماعي ويسعى لأن يكون له صوت مسموع، ويتوقف ذلك على ردود فعل المحيطين واستيعابهم له.
وعن أنماط الضغوط أوضحت أنها تشمل:
- ضغوط داخلية: (الوسواس القهري، والحوار الداخلي السلبي بين الفرد ونفسه).
- ضغوط خارجية: (أجواء العمل وأعباء التربية والتلوث والزحام).
- ضغوط سارة: (الاستعداد النفسي لمؤتمر أو لحفل زفاف أو لتحضير دكتوراه أو ترقية في العمل يتبعها تحمل مسئوليات).
- ضغوط نوعية: (وفاة مفاجئة لعزيز _ الانفصال العاطفي _ الهلع الشديد نتيجة مثير مفاجئ_القلق من المستقبل _ التعرض لاعتداء غير معتاد عليه ).
- ضغوط مزمنة: (مثل الإصابة بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المزمنة).
وأضافت: تتوقف قدرة الفرد على مواجهة الضغوط النفسية على الدعم النفسي والتقدير الذي يتلقاه من الآخرين، واعترافهم بفضله ومساندته، كذلك مدى تمتعه بالذكاء الاجتماعي والمهارات الإجتماعية التي تمكنه من إدارة المواقف المختلفة.
واستعرضت الدكتورة نيفين، الأعراض النفسجسمانية المصاحبة للاكتئاب دون سبب عضوى واضح، بعد أن تثبت التحاليل والإشاعات سلامة المريض وتشمل (القولون العصبي وقرحة المعدة والربو والصداع النصفي وشيب الشعر)، بالإضافة إلى علامات الإكتئاب من: زيادة أو نقص عدد ساعات النوم عن المعدل الطبيعي، وفقدان الشهية أحيانًا أو الإفراط في تناول الطعام أحيانًا، والنوم المتقطع والانطواء والعزلة.
وأكدت، أن كل فرد يمتلك ما يسمى بـ(طاقة التكيف) ترتفع فيها قدرته على الإنجاز حتى تستهلك وتنفد، لذلك فإن المنفرد بمهام كثيرة تؤدي كل منها على أكمل وجه حتى مرحلة معينة، ثم تنفد لديه طاقة التكيف لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
وقدمت، بعض الحلول للتخلص من الضغوط النفسية ومنها:
_ ترك الموقف المثير والابتعاد عنه لحظات لتجنب الانفعال فيما يعرف بتحويل الانتباه.
_ مراجعة أخطاء كل يوم مع تجنب جلد الذات، ووضع الخطأ في حجمه الطبيعي دون تضخيمه.
_ إتقان مهارات التفكير الإيجابي مثل: عدم الوقوف عند المشكلة والاستسلام لها _ معالجة الضغوط أولا بأول حتى لا تتراكم _ الشعور بالمسئولية وتحملها _ تقبل آراء الآخرين.
_ الموازنة بين الاحتياجات الخاصة ومتطلبات الغير، خاصة مع تعدد الأدوار المطلوبة من كل فرد فهو زوج وأب وموظف وابن في نفس الوقت.
_ تقسيم الأدوار وتوزيع المهام وعدم الانفراد بتحمل كل الأعباء.
وفي ردها، على أسئلة المشاركين بالندوة، أشارت إلى أن اللجوء للسلوك العدواني كعقاب للطفل قد يزيد المشكلة دون حل، كذلك فإن قدوم طفل جديد على الأسرة له انعكاسات سلبية على الطفل الأول، وقد تسبب له الغيرة تبولا لا إراديًا، لذا ينصح الخبراء بتخصيص وقت للطفل الأول وتمييزه وتجنب المقارنة المستمرة بين الأبناء.
ونصحت المحاضرة، بإمكانية علاج الخوف الشديد لدى الطفل نتيجة خبرة سابقة مثل مهاجمة حيوان له أو الخوف من الظلام بتعويده وتدريبه على التصرف السليم إذا واجه الموقف مرة أخرى وبذلك يزول خوفه تدريجيًا.
واختتمت، بالحاجة إلى احتضان الأطفال بدلا من تركهم فريسة لألعاب الموبايل التي تؤذي للعزلة، إلى جانب تنمية الرقابة الداخلية وترسيخ المبادئ لمواجهة التأثير السلبي للدراما وتقديمها قدوة غير صالحة، مع تخصيص يوم للاجتماع مع الأسرة للتفاهم وبحث المشكلات.