"ولد ميتًا".. خبراء لبنانيون يكشفون لـ "الفجر" أهداف عون من إطلاق الحوار الوطني
دعوات وتصريحات تكشف بدء الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية اللبنانية المرتقبة في مايو المقبل، والتي كان من أبرزها مساعي الرئيس ميشال عون للاستمرار بالسلطة عبر مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها للخروج من الأزمة.
وسرعان ما أعلن كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، موافقتهم على تلبية دعوة الرئيس عون للتفاهم حول اللامركزية الإدارية والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي.
وعلى الجانب الآخر، رفضت العديد من القوى السياسية والكتل النيابية أبرزهم تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية دعوة الرئيس عون، مؤكدين بأنه يجب إتمام الانتخابات النيابية المقبلة أولًا قبل إجراء أي حوار على هذا المستوى، وخاصة لم يتبقى سوى 5 أشهر فقط على الاستحقاق الانتخابي.
كما أعلن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، التعبئة الحزبية الشاملة وتحويل كل الهيئات الحزبية إلى ماكينة انتخابية مجيشة من أجل خوض المعركة الانتخابية، معتبرًا بأنها الوسيلة الوحيدة التي تحمل في طياتها العبور إلى الخلاص الوطني من الواقع المزري.
ورجح الخبراء، أن سبب رفض القوى السياسية للحوار الوطني هو فقدان الثقة في نجاح أي حوار بقيادة الرئيس عون المتحالف مع حزب الله، في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي وشح الوقود والأدوية الذي يضرب البلاد.
ومن جانبه، قال النائب أنطوان حبشي عضو تكتل الجمهورية القوية اللبناني، إن دعوة الرئيس ميشال عون للحوار الوطني تعد مبادرة مجردة من أي معنى، موضحًا بأنه يجب عقد الانتخابات النيابية والانتاج الجديد للسلطة التي يختارها الشعب اللبناني قبل عقد أي حوارًا جديًا.
وأضاف النائب أنطوان حبشي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نوعية الطروحات التي أعلنها الرئيس عون كانت لتكون مجدية وحقيقية إذ طرحت في بداية عقده، أما طرحها اليوم قبل أشهر قليلة من الانتخابات المرتقبة، يجعلها غير ذي جدوى وتحمل طابع تسجيل نقاط انتخابية.
وفي السياق ذاته، قال شارل جبور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، إن الحوار الوطني اللبناني ولد ميتًا منذ اللحظة الذي طرحها الرئيس عون، مشيرًا إلى أنه لا أحد يراهن أن هذا الحوار يؤدي إلى أي نتيجة.
وأضاف "جبور"، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الرئيس عون لم يتمكن طوال فترة ولايته من حل الأزمة اللبنانية، واصفًا ذلك الحوار بأنه مجرد تعويم وضعيته السياسية بهدف تحسين صورة الرئيس عون قبل الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.
وأكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، بأنه يجب أن تتم الاستحقاقات الانتخابية المرتقب تنظيمها في مايو المقبل بموعدها الدستورية، مشيرًا إلى أنه لا مبرر إطلاقًا لأي محاولة تمديد للسلطة القائمة الفاقدة لمشروعيتها.
الجدير بالذكر أن الحكومة اللبنانية كانت قد أعلنت عن فتح باب الترشح للانتخابات النيابية اعتبارًا من يوم غد الإثنين الموافق 10 يناير الجاري وحتى 15 من مارس المقبل، وذلك وسط عدم استقرار سياسي استمر لشهور طويلة.