د.حماد عبدالله يكتب: كل عام ونحن طيبون !!
اليوم يأتى عيد الميلاد المجيد عند أقباط مصر، وكل مسيحيوا العالم الذين ينتمون إلى ( ملة الأرثوذكس )، ويحتفل أقباط مصر المسلمين بهذا العيد، مع كل أخواتنا الأقباط المسيحيين، ولقد أصبح هذا اليوم منذ عام 2006 عيد وطنيًا (دينيًا) أسوة بعيد مولد النبى صلى الله عليه وسلم، وعيد الفطر وعيد الأضحى وكذلك شم النسيم، عند كل الأقباط المصريون ( مسيحييهم ومسلميهم).
فاليوم يستحق أن نقول كل عام ومصر طيبة وأهلها القبط ( مسيحيين ومسلمين ) ومسلمين طيبين وبخير.
فى هذا اليوم ونحن نحتفل بمولد المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام، وندعوا لأنفسنا ولأولى الأمر فى هذا البلد أن ينير الله قلوبنا جميعًا، وأن يبارك فى أعمالنا وفى أولادنا وأن تبسط الحياة راحتيها بحنو وأطمئنان يَزْرَعْ فى جنبات أنفسنا، وأتذكر فى هذا اليوم أن المصريون جميعًا منذ حقبات سحيقة فى الزمن كما جاء فى التاريخ كانوا يحتفلون سويًا ويتبادلون التهانى والبركة، وأيضًا الخيرات فيما بينهم، كان بيتنا يتلقى فى أعياد القبط المسحييين كثير من مظاهر الإحتفاء، فالعيد واحد لشعب واحد يعيش على أرض كأجمل دراما إنسانية عرفها التاريخ فى المجتمعات البشرية.
اليوم أصدقائى "سامى سعد، وعياد راغب، ورومانى لويز ناروز ورشاد كامل ونادر رياض وأميرة بشاى وأشرف رؤوف وماجد ناشد ومها عبده ومايكل البدراوى، ووحيد مرتضى وسامح ارمانيوس"، وغيرهم" عشرات ومئات من الأصدقاء القبط المسيحيين لى معهم أجمل ذكريات العمر فى المشوار الطويل، لم تفرق بيننا مشكله ولم تبعدنا حادثة أو تعكر صفو علاقتنا نميمة أو إشاعة بل العكس تمامًا، نسعد ونسعى لبعضنا البعض ونحمل مع بعضنا أمتعة الخدمة العسكرية لكى نؤدى سويًا واجبًا وطنيًا ( الخدمة العسكرية ).
هكذا يعيش المصريون أعيادهم، ويزاولون حياتهم دون ما نسمع فى بعض الأحيان من تزمت أو إفتراء أومحاولة من أشقياء لبث الفرقة أو إستغلال موقف أو تصرف أهوج لسنا فى إحتياج إليه أو لسنا فى مقصد قبوله أو الإمتنان له، بل العكس تماما ً تجمعنا الأفراح كما تجمعنا المصائب لا قدر الله.
حينما يصيب وطننا أو نقترب من ثوابت عقائدنا وحياتنا ورزقنا وسيادة أراضى بلادنا هكذا نحن المصريون نعيش لكى نهنأ بحياة وإن ضنت علينا ظروف إقتصادية أو سياسية أو عكرت مجرى حياتنا بعض النواغص الوافدة إلينا، بحكم ما نمتلك من تاريخ ومن قيمة ومن أصول إقتصادية بالغة العمق فى التاريخ القديم والمعاصر.
كل سنة والمصريون طيبون ومنشغلون بالعمل على زيادة دخولنا ورفع القيمة المضافة فى منتجاتنا، والسعى لحل مشاكل تواجهنا، والإقتراب من بعضنا أكثر وأكثر فنحن فى أشد الإحتياج هذه الأيام للترابط والتوافق والتوائم، كم نحن فى أشد الإحتياج لتلبية الله لدعائنا بأن ينير طريقنا، وأن يفجر طاقات الخير من فعلِ أيادينا وعقولنا، وأيضًا أن يلهمنا الله خيرًا فيمن يختار لإدارة شئون حياتنا وإدارة أصول بلادنا وأن يزيد من تفهمنا لصعوبات ولكن دون تواكل على الغير فى إزالة عوائق التقدم والسعى الدائم للرقى فى تعليم أولادناوإنارة عقولنا، يارب فى هذه الأيام المباركة وفقنا لمافيه خير البلاد والعباد !!