صور نادرة لآل طباطبا تجيب عن سؤال.. ما الذي كان تحت القبة؟
صور نادرة تُظهر دعامات وشواهد قبور كانت تحت قبة آل طباطبا.. أين ذهبت؟
كشفت مصادر من داخل وزارة السياحة والآثار عن مجموعة نادرة من الصور لمشهد آل طباطبا، والتي كشفت عن أن الضريح لم يكن مجرد قبة ولكن كان هناك تحت هذه القبة شواهد لقبور وبقية دعامات التي كانت تحمل القبة، وكذلك كانت هناك عناصر معمارية تحت المياه، وهو ما يؤكد أن المشهد أو الضريح لم يكن مجرد قبة وفقط.
وأظهرت الصور التي حصلت عليها الفجر عن دعامات من الآجر وهو مادة البناء التي كانت مستخدمة في تلك الفترة، “العصر الإخشيدي”، حيث يرجع الأثر تاريخيًا لهذه الفترة، ممثلًا أقدم أثر إسلامي موجود في مصر، أو كان موجودًا بعد أن تم تفكيكه.
وقال المصادر إنه من خلال الصور نطرح سؤالا مهمًا وهو، ما مصير هذه العناصر المعمارية وشواهد القبور بعد فك القبة؟ وهل تم فكها هي الأخرى أم تم ردمها؟ خاصة وأن الصور تؤكد ما جاء في تقرير فني هندسي تضمن تفاصيل طبقات التربة هناك وهي 3 طبقات، الأولي سمك نحو 4 متر ردم وكسر حجر وهي الطبقة المحيطة بالأثر.
فقد توالت أعمال الردم حول الأثر عبر الزمن حتي أصبح منسوب الأرض المحيط بالأثر يعلو منسوب الأرضية بـ 2.60 متر خلاف سمك طبقات التأسيس، والطبقة الثانية من التربة جاءت بسمك نحو 6 متر حجر جيري ضعيف متشقق وهي الطبقة التي من المرجح تأسيس المبني عليها، والطبقة الثالثة من حجر جيري صلب.
إذًا هذه الطبقات حسب قول المصادر تتضمن عناصر كثيرة أسفل قبة المشهد، وهنا لا بد أن نسأل أين كل هذا من المياه الجوفية؟ وهل تم ردمها؟ أم تم فكها؟
وكانت مصادر قد كشفت للفجر في تقرير سابق، أن مشهد آل طباطبا لن يُنقل إلى ساحة المتحف القومي للحضارة المصرية كما كان معلن، بل سيتم نقله لمكان آخر قريب أيضًا من المتحف، ورجحت المصادر أن المكان سيكون في أحد جوانب حديقة الفسطاط الجديدة خلف متحف الحضارة، مشيرين إلى أن أحجار المشهد الذي تم فكه موجودة حاليًا في مكان قريب من الحديقة.
مشهد آل طباطبا تاريخيًا
وهو الأثر الوحيد المتبقي من الدولة الاخشيدية 934- 969م وكان يقع مشهد آل طباطبا على بعد (500متر) إلى الغرب من مسجد الإمام الشافعي وعلى بعد (230 مترًا) شمال بحيرة عين الصيرة.
والمشهد يعد من أقدم ألاثار الإسلامية بعد قناطر وجامع أحمد ابن طولون، وينسب هذا المشهد إلى أبوإسحاق إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمه هي السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ويضم مشهد "آل طباطبا" رفات الذين ينتهي نسبهم الشريف إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، في تجسيد رائع للأضرحة في عمارة مصر الإسلامية.
المشهد عبارة عن مستطيل غير منتظم
والمشهد كان عبارة عن مستطيل غير منتظم يبلغ طوله 30 × 20 عرضا، وفي نهايته الجنوبية يوجد قبتان، وفي الجزء الشمالي الشرقي من سور المشهد يوجد المدخل، وإلى يساره يوجد مبنى حديث عبارة عن حجرة مربعة يغطيها قبة، وبهذه الحجرة يوجد بئر يغذى المشهد بالمياه.
وكان يتصل بجدار حجرة البئر مبنى مستطيل مقسم إلى ست حجرات صغيرة بعضها مربع والآخر مستطيل وقد اختلفت تغطية هذه الغرف باختلاف أحجامها فالغرف المربعة مغطاة بالأقباء المتقاطعة والقباب، أما الحجرات المستطيلة فمغطاة بالأقباء.
وبهذه الغرف الست يوجد مقابر عائلة طباطبا، وتتصل بمكان الصلاة بباب في الجهة الغربية، أما مكان الصلاة فيتكون من مربع يبلغ طوله 18 مترا تقريبا مبنى من الآجر وفي الجدار الشرقي يوجد المحراب، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة ويغطى كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث منها.
ويشبه هذا المشهد في تصميمه مشهد السبعة وسبعين ولى بأسوان ومئذنة بلال بالقرب من السد العالي، وكان يعاني من المياه الجوفية منذ سنوات.