انفراد.. إيطاليا تمنع النشر فى جريمة العام
العثور على جثة شاب مصرى فى روما.. و«الفجر» تحقق.. ووزيرة الهجرة تنتظر
لم تتوقع عائلة عماد محمد، العامل المصرى البالغ من العمر ٤٨ سنة، أن تنتهى حياته ومسيرته المهنية فى العاصمة الإيطالية روما بتلك الطريقة البشعة، بعد قضاء أكثر من ١٥ عامًا هناك.
تعرض «عماد» لحفلة تعذيب انتهت بمقتله فى حادث غامض ووسط غياب تام لعيون الشرطة الإيطالية، التى فقدت سيطرتها على تلك الحوادث الغامضة.
ومنذ اكتشاف جثمان العامل المصرى البسيط «عماد محمد» والذى حرك مشاعر الشارع الإيطالى بمنطقة تور سابينسا بالعاصمة الإيطالية روما، والشارع فى حالة تساؤل ورعب، حيث عثر عليه داخل تجويف بأحد شقق شارع «جورجو موراندي»، وعلى الجثة آثار تعذيب شديد.
بعد اكتشاف الجثمان انتشرت الشرطة الإيطالية بالمنطقة للوقوف على ملابسات الجريمة، وفك طلاسمها، ولكن فى سرية تامة تعمل أيضًا الشرطة الإيطالية على حث وسائل إعلامها على عدم النشر فى الواقعة، بعد أن تبين أن الجثمان لمصرى الجنسية، خاصة بعد أن أوضحت التحريات الأولية أن المجنى عليه تم تعذيبه، حيث عثر عليه مقيد اليدين والقدمين، بل وصل حد التعذيب إلى وضع قماش فى فمه حتى لا تسمع استغاثاته وطلب النجدة أثناء حفلة التعذيب.
المعلومات الأولية للواقعة التى لا يزال مكتب التمثيل العمالى بالسفارة المصرية بإيطاليا يبحث مع الشرطة للوصول لحقيقتها، ومحاولة كشف غموض الجريمة البشعة، والتى تسعى أيادى أمنية بإيطاليا إلى التعتيم عليها وعدم نشر أى معلومات عنها بالصحف، حتى لا يتم استخدامها ضد الشرطة والحكومة الإيطالية، تشير إلى أن مثل هذه الجريمة البشعة تكررت فى إيطاليا فى الأونة الأخيرة، وأكد الكثير من المصريين الذين يعيشون بإيطاليا فور العثور على جثة العامل، أن الشرطة الإيطالية مصابة بالفشل المزمن فى كشف غموض تلك الجرائم.
أكد أحمد على إبراهيم، مصرى مقيم فى روما، أن الواقعة ليست الأولى ولا الثانية، بل سبق وتم العثور على جثة شاب مصرى من «تلا» بالمنوفية، ولم تتوصل الشرطة الإيطالية لسبب مقتله حتى الآن، كما أكد أن جثة العامل المصرى عماد محمد، والمقيم فى ١٥٠ مساكن الكومنالى، بطريق جورجو مورندى، يعيش مع اثنين مصريين، وأن «عماد» اختفى منذ ١٢ ديسمبر الجارى، وتم إبلاغ الشرطة بغيابه، لكنها لم تهتم، إلى أن عثرت عليه قوات الحماية وإطفاء الحرائق بأحد تجاويف إحدى الشقق.
فى ذات السياق أشار محمد عبدالجواد، مصرى من محافظة الغربية، ويقيم حاليًا فى مونتساكرو بروما، إلى أن الشبهات الأولية التى توصلت إليها الشرطة الإيطالية تؤكد أن «عماد» مصرى ومن محافظة الغربية، وتم إبلاغ السفارة المصرية بإيطاليا بذلك، ويجرى حاليًا تبادل المعلومات أولًا بأول بين الجانبين، بعد مطالبة القنصلية المصرية فى إيطاليا بكشف غموض الواقعة، وإعلان ملابسات الجريمة رسميًا وتقديم الجانى للعدالة.
فيما أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، فى تصريح خاص لـ «الفجر» أنها تتابع الحادث مع مسؤولى القنصلية المصرية فى إيطاليا، وأن الوزارة طالبت المدعى العام والشرطة الإيطالية بسرعة كشف غموض الحادث، وتفاصيل مقتل المواطن المصرى، مؤكدة أن شؤون المصريين بالخارج أمر مهم جدًا، ويتم متابعة تفاصيل الواقعة خطوة بخطوة، ولكن لا تزال تحريات الشرطة مستمرة.
فيما أكد مصطفى عبدالله «٤٦ سنة»، أحد أقارب الضحية، أن عماد محمد مواطن بسيط للغاية، ولديه أقارب فى روما من نفس المحافظة «الغربية»، وعندما علموا باختفائه أبلغوا الشرطة بذلك على الفور منذ أسبوعين، وأضاف: بحكم متابعتى لأحوال أقاربى فى إيطاليا فإن تلك الحوادث انتشرت بشكل لافت فى الآونة الأخيرة، ولا نعلم لماذا تمنع الشرطة الإيطالية النشر عنها.
وأشار إلى أنه تواصل مع ابن عمه بإيطاليا، وأكد له أن الشرطة الإيطالية تحاول جاهدة منع النشر فى الصحف حول واقعة عماد، ولم تنشر سوى صحيفة واحدة، على الرغم من أنه سبق وتم العثور على شاب مصرى مقتول قبل عدة أشهر فى حادث غامض، وتم نقل جثمانه ودفنه فى مصر، لافتًا إلى أن هناك شبهة تواطؤ من الشرطة الإيطالية، مضيفًا أنه قبل أيام قام شخص باكستانى الجنسية بقتل ابنته بعد اكتشافه أنها على علاقة بشاب إيطالى، وبعد الجريمة سافر الأب المجرم إلى فرنسا، لكن الشرطة الإيطالية سارعت وألقت القبض عليه خلال أيام قليلة، ويتم حاليًا محاكمته وتنشر جميع تفاصيل القضية يوميًا فى الصحف الإيطالية، فى حين يلاحق الغموض والتعتيم الحوادث الجنائية ضد المصريين، موضحًا أن «عماد» يعد ثالث مواطن يتم إنهاء حياته بتلك الطريقة البشعة والغامضة هذا العام.