معارك طاحنة بين أجنحة الإخوان للظفر بقيادة التنظيم
المعارك الدائرة بين أجنحة تنظيم الإخوان من أجل الظفر بقيادة التنظيم تحمل في طياتها أكثر من مجرد أزمة يمكن حلّها بلجنة مصالحة، فالخلاف في ظاهره على المنصب، وفي باطنه على الدور الوظيفي المقبل، ومن المحتمل أن تنتهي المعركة بتغيير بنية التنظيم وهويته الفكرية.
ففي حال انتصار جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير سيتم تخفيف القيود التنظيمية والعمل على صناعة تيار مؤيد للإخوان دون الارتباط بعلاقات هيكلية، بينما في حالة فوز جبهة اسطنبول سيتم إغلاق التنظيم على ما فيه، وإعادة ترتيب الأوراق من الداخل وتنفيذ سياسة الكمون والانتظار حتى الانتصار، وسيصاحب هذا قرارات فصل لغير الملتزمين بهذه السياسة، حسب ما ذكرته قناة مداد نيوز.
وتحول التنظيم إلى تيار فكري ظهر في مايو 2021 عندما تم تسريب ما يسمى بوثيقة لندن، والتي تتضمن تخفيف قيود التنظيم من تراتيب هيكلية، وعدم التركيز على تجنيد عناصر جديدة، مع تغيير الخطاب العام وبقاء التنظيم بشكل مخفف.
سبب هذا التحول هو رفض الشارع العربي والإسلامي لمشروع الإخوان، والهزيمة في أكثر من بلد، والتصدع التنظيمي، سواء بالانشقاق أو بالانصراف أو بالحبس بأحكام القضاء، أو بالمغادرة والفرار إلى بلاد أخرى، بعد الضربات الأمنية الشديدة.