يحقق مكاسب 8 مليار دولار سنويا.. تفاصيل مشروع المثلث الذهبي
يعد مشروع المثلث الذهبى أحد أهم المشروعات القومية الكبرى، والتى تخدم جنوب مصر باعتباره أحد المشروعات التنموية التى تعتمد على المقومات التعدينية الموجودة ويقع المشروع في الصحراء الشرقية، على مساحة تزيد على 2.2 مليون فدان، ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير ويضم المشروع مناطق صناعية تعدينية وسياحية وزراعية وتجارية.
تحتوي المنطقة على كثير من مقومات السياحة كالشواطئ البكر الممتدة، ومواقع أثرية، فالمنطقة غنية بالثروات التعدينية والمحجرية، مثل الذهب والبازلت والرمال البيضاء والحجر الجيري والصخور الفوسفاتية.
ويعتبر أحد أهداف الحكومة من المشروع هو توجيه جزء من السكان للعيش في المنطقة الجديدة بدلا من وادي النيل، ومن المتوقع ان تستوعب نحو 2 مليون نسمة.
ويقام المشروع على 6 مراحل تسـتغرق المرحلة الأولى منها 5 سنوات، ويستغرق المشروع 30 عاما للانتهاء منه بالكامل وسيتم إنشاء عاصمة للمثلث الذهبي تبعد عن قنا بمسافة 100 كم.
وضعت شركة "دي بولوينا" الإيطالية، المخطط العام للمشروع بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية وتم سداد أتعاب الشركة الإيطالية بقيمة 1.7 مليون دولار، بمنحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ويبلغ حجم استثمارات المشروع نحو 16.5 مليار دولار والمشروع سيوفر نحو 350 ألف فرصة عمل.
ويحقق المشروع عوائد سنوية للدولة تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار سنويا، وتبلغ استثمارات البنية التحتية للمشروع نحو 2.5 مليار دولار إلى جانب مصادر المياه في منطقة المثلث الذهبي هي المياه الجوفية، والمياه السطحية، خطوط أنابيب المياه.
وأعدت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، دراسة متكاملة للمشروع أكدت فيها أن المشروع قادر على تخفيف الضغط السكانى على مناطق العمران الحالية، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتوافرة فى مختلف أرجاء مصر، وتحقيق أكبر قدر ممكن من عدالة توزيع ثمار التنمية بين كافة أنحاء الجمهورية، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تشكل مناطق جذب للسكان.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمشروع المثلث الذهبى فى كونه مدخلًا رئيسيًا لحل مشكلة العلاقة بين النمو السكانى والحيز المكانى وتآكل الأراضى، والتى تعتبر من أهم مشاكل التنمية الإقليمية إلى جانب استيعاب أعداد كبيرة من السكان حتى عام 2052.
ويستمد المشروع أهميته من كونه يتمتع بمنفذ واسع على البحر الأحمر بين القصير وسفاجا مما يعطيه الميزة كنقطة تلاقي لدول الخليج وشرق آسيا وإفريقيا، كما أن قربه من منفذى أسوان البرى والنهرى يساعد على سرعة وسهولة اتصاله بوسط وجنوب القارة الإفريقية.
وتضم منطقة المثلث ثروات معدنية هائلة ومناطق سياحية واعدة إذ يكفى أن قاعدة المثلث تمتد على البحر الأحمر بطول 80 كم، أما رأس المثلث فتصل حتى ثنية نهر النيل الممتدة من قنا إلى قفط هذا إلى جانب المساحات القابلة للإستصلاح الزراعى، وتلك التى تعد كمجتمعات صناعية وعمرانية جاذبة للسكان.
ويتوقع قيام تجمعات صناعية تقوم على الرمال البيضاء والكوارتز والسليكا، والطفله الكاولنيه، والرخام واحجار الزينة والحجر الجيرى وطفلة الاسمنت وصناعات الاسمنت والصناعات النادرة مثل التانتيوم والفاناديوم ومجمع صناعات الفوسفات ومجمع تكرير الذهب والصناعات التى تقوم عليه.
إلى جانب الأهداف القومية الكبرى لمشروع المثلث الذهبى، فإنه يهدف كذلك إلى تطوير عدد من الصروح والمنشآت والطرق والموانئ ومنها ميناء ومدينة سفاجا، وميناء الحمراوين، ومدينة القصير، وطريق القصير قفط، وإنشاء مركز إقتصادى لوجيستى شمال غرب سفاجا، وإنشاء مناطق صناعية على طريق سفاجا وقنا.
وتتوافر في منطقة المثلث العديد من المزايا التى تؤهلها لأن تكون جاذبة للسياحة، وفى مقدمة تلك المزايا سهولة الوصول إليها عبر سلسلة من الموانئ والمطارات ومنها موانئ سفاجا والغردقة، القصير والحمراوين ومطارى الغردقة ومرسى علم الدوليين يدعم ذلك وجود العديد من مراسى اليخوت فى الغردقة وبورت غالب وفى كل القرى السياحية التى تطل على البحر. كما ترتبط المنطقة بشبكة سكك حديدية وطرق عصرية.
إلى جانب ثراء المناطق التاريخية والأثرية بمناطق الظهير الصحراوى حتى وادى النيل ومن هذه المزارات دير الأنبا بولا ودير الانبا انطونيوس وضريح العارف بالله ابو الحسن الشاذلى، واطلال مدينة رومانية بمنطقة جبل الدخان، وقلعة رومانية بمنطقة ابو شعرة شمال مدينة الغردقة ومعبد برانيس، ومعبد سيتى الأول.
كما تمثل المحميات الطبيعية فى محافظات قنا وأسوان والبحر الأحمر، أحد أهم المقومات السياحية لمنطقة المثلث ومن هذه المحميات جزر البحر الأحمر وعددها 22 جزيرة والتى تتميز بتنوع الحياة البحرية بها والعديد من الطيور النادرة، ومحمية أبرق، ومحمية وادى الدئيب، ومحمية وادى علبه، وحماطة، وجبل شايب وغيرها.
من المتوقع أن تشهد منطقة المثلث استزراع نحو 14800 فدان بالنباتات الطبية والعطرية مع إقامة مجمع للصناعات الدوائية والعلاجية لتتيح نحو 5000 فرصة عمل ومن المتوقع تصدير 25 الف طن وتصنيع قدر مماثل.