خدع ضحاياه بـ "جن ساكن الرحم" وطلب معاشرتهن لطرده.. من هو دجال فيصل؟
لم يرض الحاصل على دبلوم تجاري، بعمله بائع بعربة مأكولات "كبدة" بمنطقة العتبة، وتوفير قوت يومه بالحلال، بل طمع في تكوين ثروة طائلة من الدجل والشعوذة.
في عام 2018 ترك بائع الكبدة سوق العتبة ليتوجه إلى محافظة الأهرامات الثلاث، للإقامة بالقرب منها بمنطقة فيصل ذات الكثافة السكانية العالية، واستقر رفقة زوجته بأحد العقارات.
منذ الوهلة الأولى لإقامة "أيمن أبو سريع" بالعقار حظى على احترام وحب جيرانه بالعقار، ليختاروه رئيسا لاتحاد الملاك ليتولى شؤون العقار الخدمية.
حكايات عدة سمعها "أبو سريع" عن وقوع سيدات في فخ الدجالين، وانفاقهن الكثير من الأموال لعلاجهن، لكن دون جدوى، ليقرر هو الآخر اقتحام عالمهم لجني الأموال وتكوين ثروة طائلة، دون عناء كما كان يفعل في السابق.
على خطى الراحل أحمد زكي في فيلم "البيضة والحجر" زعم الدجال الجديد قدرته على علاج السيدات من الأسحار والمس، فضلا عن المساعدة في التنقيب عن الآثار.
أشهر معدودة كانت كفيلة ليصبح "دجال فيصل" مليونيرا، واشترى شقة سكنية وفيلا بالحي الراقي بمدينة 6 أكتوبر، إضافة إلى سيارة فارهة _ جميعهم باسم زوجته_ وكأنه يأمن مستقبله في حالة سقوطه في قبضة الأمن.
لم يكتف الدجال بكل هذا، بل استكمل الطريق الذي سلكه، واتخذ وحدة سكنية مركزا لعلاج ضحاياه بالرقية الشرعية والحجامة، وكان للسيدات نصيب آخر من العلاج، حيث كان يقنعهن بمعاشرتهن لشفائهن من الجن العاشق الذي يسكن في أرحامهن.
أواخر العام ذاته، تلاحظ لـ "دجال فيصل"، إقامة "بسمة" جارته بالطابق الذي يسبقه، بمفردها، ليقرر الحديث معها ليضمها هي الأخرى لضحاياه، وفي إحدى المرات أوقفها لسؤالها: "بشوفك طالعة ونازلة لوحدك.. متجوزتيش ليه وأنت جميلة" لتخبره بأنها منفصلة عن زوجها، ولم ترزق بالانجاب، ليستكمل حديثه للإيقاع بها: "بتحسي بحد بيلمسك.. وشعرك بيقع وفي كدمات زرقاء بجسمك"، وأجابته "أيوا عرفت منين"، وكانت المفاجأة على سمعها: "أنت في جن عاشق ساكن في رحمك منعك من الإنجاب.. هعملك رقية شرعية وإن شاء الله علاجك على ايدي".
أقنع الجار "بسمة" بعمل جلاسات علاج بالرقية الشرعية لعلاجها، وبعد أولى جلساته، ازدادت حالتها سوءا: "حسيت بحد نايم جنبي وبيلمس جسمي"، ليهدئها "الدجال": "ما تخافيش ده الجن اللي عليكي.. لازم تكملي جلسات العلاج"، وفي إحدى الجلسات طلب معاشرتها لطرد الجن من رحمها وهذا ما رفضته.
رفض "بسمة" معاشرة جارها، جعله يتمسك بها أكثر، ليعرض عليها الزواج بدعوى إصابة زوجته بمرض بالقلب: "مراتي عندها القلب ومش هينفع تخلف.. هتجوزك وأكمل علاجك وربنا يكرمنا بالذرية الصالحة".
في يناير عام 2019، تزوجت بسمة من جارها، ليقيمان تحت سقف شقة واحدة 40 يومًا، لتخبره بعدها بما كانت تنتظره سنوات طوال: "أنا حامل" معتقدة أنه الخبر المفرح لشريك حياتها، لتكون أسرة صغيرة كما طالبها، لكنها تفاجأت بالصدمة الكبرى، حيث طلقها زوجها غيابيًا بعد زواج استمر نحو 3 أشهر، وعلمت بذلك من زوجته الأولى، وأنها طالبت زوجها بعدم تسجيل طفلها بإسمه: "ده ابن حرام.. جوزي مش هيكتب ابنك بإسمه".
اضطرت بسمة إلى رفع دعوى تبديد لتضمن حقها، لتتفاجأ بعدها بالصدمة الأكبر، واتهام طليقها لها ووالدتها بالسرقة، لتضطر التنازل عن قضيتها خوفًا من حبسها ووالدتها.
في الوقت ذاته، علمت بسمة أنها لم تكن أولى ضحايا "دجال فيصل"، وأن فتاة ريفية تعرضت لسيناريو مشابه، على يده، ولم تستطع إخبار أحد لما تعرضت له خوفا من الفضيحة، حتى شاء القدر أن يحصلان على حقهما، بعدما تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية من القبض عليه، وتصدرت قضيته خلال الأيام القليلة الماضية محركات البحث والسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.
الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة بوزارة الداخلية رصدت نصب مجموعة من الأشخاص على المواطنين والاستيلاء على أموالهم من خلال الإعلان عن أساليب الدجل والشعوذة على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض القنوات الفضائية.
شُكل فريق بحث لتحديد ومتابعة القائمين على تلك الأنشطة ومن خلال جمع المعلومات والاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن تحديدهم والوقوف على نشاطهم الإجرامي.
عقب تقنين الإجراءات تم توجيه حملات مُكبرة استهدفت المتهمين بمقرات مزاولة نشاطهم المشار إليه بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديريات أمن (الجيزة – الغربية – الشرقية – سوهاج).
أسفرت الجهود عن ضبط 4 متهمين حال تواجدهم بمقرات مزاولة أنشطتهم فى مجال الدجل والشعوذة بينهم المتهم "أيمن أبوسريع" داخل مركز كائن بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة وبحوزته (مجموعة من المضبوطات والمستلزمات التى تؤكد ممارسته لذلك النشاط المؤثم- شهادات مزورة منسوبة لإحدى أكاديميات الطب التكميلى – هاتف محمول - مبلغ مالى من متحصلات نشاطه الإجرامى).
بمواجهته أقر بممارسته النشاط الإجرامى على النحو المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها لا سيما جرائم النصب والاحتيال على المواطنين بقصد الاستيلاء على أموالهم.