"المحامين" تطالب وزيرة الثقافة بضم النقابة لترشح "لجوائز الدولة"
خاطب رجائي عطية نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، اليوم، الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وذلك للمطالبة بضم نقابة المحامين المصرية، إلى الهيئات المقرر لها حق الترشيح لجوائز الدولة.
وقال خلال نص الخطاب إن نقابة المحامين ركن هام من أركان الدولة، والعلم والأدب، والثقافة والمعرفة، قدمت لمصر أفذاذًا فى المحاماة، وفى القضاء، وفى الفكر والأدب، وتولى عديدون من أعضائها رئاسة الوزارات المصرية، وحمل الحقائب الوزارية، ورئاسة مجالس الشيوخ والنواب والشعب والشوري.
وتابع: قد يستحق أن يروى، ما هو ثابت فى سجلات خريجى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، والحاصلين على دبلوماتها ـ اسم اللواء ( فيما بعد ) محمد نجيب أول رئيس للجمهورية المصرية.
تخرج فى الكلية عام 1927، وحصل من الكلية على دبلوم الاقتصاد السياسى فى مايو 1929 وترتيبه الرابع، ومدون أمامه أنه مدرس بمدرسة ضرب النار، وعلى دبلوم القانون الخاص فى مايو 1931 وترتيبه الخامس.
ربما لهذه الدراسة الحقوقية الباكرة، ترجع تشكيلة شخصية اللواء محمد نجيب التى يستطيع الراصد لأحداث الثورة أن يعزو إليها ما اختلف فيه محمد نجيب بشأن بعض التدابير والإجراءات التى كان يميل إلى الالتزام فيها بجانب الشرعية والقانون.
وواصل: على ذكر رئاسة الجمهورية، فقد يروى أيضًا أن أستاذنا الدكتور صوفى أبوطالب المحامى وأستاذ تاريخ القانون، وصاحب الباع فى الدراسات الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والرئيس الأسبق لجامعة القاهرة، ورئيس مجلس الشعب عدة دورات ـ قد تولى رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة فى أكتوبر 1981، بينما تولى الدكتور بطرس غالى المتخرج فى حقوق القاهرة عام 1946 ـ الأمانة العامة للأمم المتحدة ( 92/1996 )، وكان المحامون والحقوقيون أصحاب النصيب الأوفر فى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. تولى أمانتها من المحامين والحقوقيين، الأستاذ محمد عبد الخالق حسونة، أطول أمنائها شغلا لموقعه فى تاريخها، فقد تولى الأمانة العامة للجامعة العربية عام 1952 فى أعقاب عبد الرحمن عزام، وبقى فى موقعه عشرين عامًا حتى 1972.. إلى جوار دراسته بكلية الحقوق بمصر، درس القانون أيضًا بجامعة كمبردج.
( 1925 )، وتولى وزارة الشئون الاجتماعية ( 1949/1950 )، ثم وزارة المعارف، وحمل فى عام 1956 حقيبة وزارة الخارجية قبل أن ينتخب فى نفس العام أمينًا عامًا للجامعة العربية، ومن قبله الدكتور الحقوقى محمد صلاح الدين بك/باشا الذى حمل حقيبة وزارة الخارجية بوزارة مصطفى النحاس باشا السابعة (1950/1952 )، كذلك الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد المتخرج فى حقوق الإسكندرية ( 1944 )، والحاصل على الدكتوراه ( 1951 ) من جامعة باريـس، وشغـل العديـد مـن المواقـع قبـل أن يختار مع حافظ إسماعيل وزيرا للدولة لشئون مجلس الوزراء ( 1970/1972 )، ثم مندوبا دائمًا لدى الأمم المتحدة ( 1972/1983 )، ثم وزيرا للخارجية 1983/1991، قبل أن ينتخب عام 1991 أمينًا عامًا للجامعة العربية، والتى خلفه فيها عام 2001 الدبلوماسى القدير الأستاذ عمرو موسى الذى تخرج فى حقوق القاهرة ( 1957 ) وشغل العديد من المواقع، وحمـل حقيبـة وزارة الخارجية ( 1991/2001 )، وخلفه فى حمل حقيبة هذه الوزارة الحقوقى الدبلوماسى القدير الأستاذ أحمد ماهر السيد (2001/2004 ) وهو بدوره من خريجى حقوق القاهرة عام 1956.
كما أوضح أنه لم ينقطع نظام ما بعد 1952 عن الاستعانة بالمحامين والحقوقيين بعامة، سواء فى المناصب الوزارية أو رئاسة الوزارة، وعلى التخصيص فى رئاسة مجلس الأمة ثم الشعب، فترأس الوزارة من الحقوقيين بعد 1952 ـ الدكتور محمود فوزى ـ الدكتور عاطف صدقى، وترأس مجلس الأمة المحامى أستاذ الاقتصاد الدكتور لبيب شقير (1969/1971)، والأستاذ حافظ بدوى المحامى بكفر الشيخ (1971/1971 ) ـ ثم ترأس هو نفسه مجلس الشعب من 1971 حتى أكتوبر 1974، والأستاذ المحامى الدكتور صوفى أبو طالب ( 1978/1983 )، ثم الأستاذ الدكتور محمد كامل ليلة المحامى أستاذ القانون العام (83/1984 )، ثم الأستاذ الدكتور رفعت المحجوب المحامى أستاذ الاقتصاد من 1984 وحتى 13 أكتوبر 1990، ليتولى من بعده الأستاذ الدكتور أحمد فتحى سرور المحامى وأستاذ القانون الجنائى والعميد الأسبق لحقوق القاهرة، رئاسة مجلس الشعب لأكثر من عشرين عامًا.
وأشار إلي أن ذلك كله يدخل فى العلوم الإجتماعية، المقرر لها جوائز من المجلس الأعلى للثقافة، فإنه قد لمع من المحامين أعلامٌ فى الفكر والأدب والصحافة، من أخريات القرن قبل الماضى، فكان منهم الأدباء والمفكرون والصحفيون الذين قامت على أكتافهم نهضتنا الحديثة.. أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، وعبد العزيز فهمى، والدكتور محمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقى، وفكرى أباظة، ومحمد التابعى، وإحسان عبد القدوس، وأحمد بهاء الدين، وموسى صبرى.
متابعا: “أن الكلمة والفكر والأدب قد تعانقوا فى المحاماة إلى حد الإندماج، كلاهما يأخذ من الآخر ويصب فيه، لذلك ظلت المحاماة على صلة دائمة لم تنقطع أبدا بالأدب والفكر والثقافة، وارتفع إلى قمة الأدب قمم فى المحاماة، وسطر عمالقة فى المحاماة صفحات رائعة فى الآداب والفكر والثقافة، حتى بات عسيرا أن ترد أحدهم إلى هذه دون تلك.. عرف الأدب والفكر، المحامى أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، الذى وصفه العقاد”.
بأنه « أفلاطون الأدب العربى » ومن مؤلفاته: « صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية »، و« تأملات فى الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع »، وترجم لأرسطو كتاب « الأخلاق »، والدكتور محمد حسين هيكل صاحب زينب أول رواية مصرية، وحياة محمد، والفاروق عمر، ومنزل الوحى، وجان جاك روسو وغيرها، مثلما عرفته ساحات المحاكم محاميًا لامعـًا ووزيرًا بارعـًا ورئيسًا شامخًا لمجلس الشيوخ المصرى.. وعرفت الحياة الأدبية توفيق الحكيم الذى كان أول إلهاماته فى عالم الأدب مستوحى من تجربته فى ساحـة القضاء برائعته: يوميات نائب فى الأرياف، وكتابه: عدالة وفن، إلى آخر عنقود المؤلفات الأدبية والفكرية الرائعة التى مثل بها توفيق الحكيم أحد أضلاع التنوير فى القرن العشرين.. وعرفت الحياة الأدبية يحيى حقى خريج حقوق القاهرة دفعة 1925 هو وتوفيق الحكيم، وامتزجت فيه رؤيته بالمحاماة وتجربته كمعاون إدارة، مع تراب مصر، وعبق تاريخها، ورحلاته بالخارجية، وسياحاته فى الفكر والأدب الإنسانى، ليقدم مزيجا رائعا لأديب مفكر فذ، التقت فيه هذه الروافـد فى عطاء متبادل: عشق الكلمة، خليها على الله، صح النوم، قنديل أم هاشم، دماء وطين، أم العواجز، وباقة من أميز ما قدم إلى المكتبة العربية فى القرن العشرين.. قليلون من يعرفون أن الدكتور محمد مندور أستاذ النقد وشيخ النقاد، وصاحب كتاب النقد المنهجى عند العرب، وتصانيف نقد الشعر والمسرح والأدب، خريج حقوق القاهرة دفعة 1930 التى كان أولها المحامى الأشهر والمفكر والأديب والشاعر الفذ الدكتور محمد عبد الله محمد.. لا أحسب أحدا بلغ القمة التى ارتقاها محمد عبد الله محمد فى صمت جليل وتواضع لافت، وقليلون من اطلعوا على عالم هذا الرجل الذى قدم سوامق الفكر وروائع الأدب والأشعار.. فكما ظلمت رواية: قنديل أم هاشم، يحيى حقى، فتغولت على باقى أعماله، فإن كتاب محمد عبد الله محمد: « فى جرائم النشـر »، شـد انتباه الجميع فلم يعد أحد يدرك أن لهذا المحامى العالم الأديب ـ إلى جوار جرائم النشر وبسائط علم العقاب ـ كتاب فذ فى « معالم التقريب »، وأشعار عمودية بالغة الإتقان والجزالـة والعمـق تم جمعها فى ديوانيه « العارف » و« الطريق ».. وقليلون ـ
بعد مضى الزمن ! ـ من بقوا يتذكرون كيف اجتمع الأدب والمحاماة فى الأفذاذ إبراهيم الهلباوى وعبد العزيز فهمى وأحمد لطفى السيد أستاذ الجيل وصاحب كتاب أرسطو ورئيس تحرير الجريدة وأول رئيس لمجمع اللغة العربية، وقاسم أمين صاحب كتابى: تحريرالمرأة والمرأة الجديدة، ومصطفى مرعى، وفكرى أباظة، ومحمد التابعى، وأحمد حسين، والمحامى المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، وفتحى رضوان المحامى وأول وزير لوزارة الإرشاد القومى، وغيرهم من حبات هذا العقد الذين ازدانت بهم صفحات الفكر والأدب مثلما ازدانت صفحات المحاماة !
وفي الختام قال لعله قد آن الأوان، الذى تأخر قراره كثيرًا جدًا، ضم نقابة المحامين المصرية، إلى الهيئات المقرر لها حق الترشيح لجوائز الدولة.