اشتعال بيزنس أجهزة التنفس المضروبة

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تبدأ أسعارها بـ ٢٠٠ جنيه.. وإيجارها ١٥ جنيهًا فى الجلسة الواحدة.. وتسبب مضاعفات صحية خطيرة للأطفال

 

مع تغير الفصول يصاب الأطفال بصفة خاصة بالتهاب فى الشعب الهوائية، ونزلات برد شديدة تستدعى فى أحيان كثيرة وضعهم على أجهزة تنفس بخار، لعلاجهم ومساعدتهم فى تجاوز المرض، ولجأت بعض الأمهات مع مخاوف العدوى بفيروس كورونا إلى شراء جهاز البخار المنزلى.

ويكتفى أطباء بنصيحة الأمهات بشراء الجهاز دون التأكيد على نوع بعينه، متجاهلين التحذير من أنواع مضروبة تؤدى إلى أضرار كبير بصحة الأطفال.

توجهت ابتسام عبد المجيد «٣٢ عاما» بابنتها «مليكة» ذات الثلاثة أشهر ونصف الشهر إلى الطبيب بعدما لاحظت ارتفاعًا فى درجة حرارتها وإصابتها بـ «كحة» مستمرة ورفضها للرضاعة، فضلًا عن بكائها المتواصل وعدم قدرتها على النوم، وتم تشخيص الحالة على أنه التهاب شديد فى الشعب الهوائية، وأن الطفلة تحتاج إلى الحجز بالمستشفى لتعليق محلول لها، ووضعها على جهاز البخار لمساعدتها على التنفس.

فى البداية استسلمت الأم لقرار الطبيب، لكنها قررت العودة بطفلتها للمنزل بعد اقتراح الطبيب بشراء جهاز بخار صغير، مع الالتزام بالمضاد الحيوى لمدة أسبوع إلى ١٠ أيام.

الكارثة أن الأم اشترت الجهاز من أول صيدلية قابلتها دون الاستفسار عن نوع مضمون طبيا، بل طالبت الصيدلى بالأرخص سعرًا.

وبالفعل اشترت جهاز بخار صغيرًا مكتوبًا عليه أنه يابانى، ويدعى «فيلينيل» وذلك بـقيمة ١٩٥ جنيهًا، وأكد لها الصيدلى أنه من الأنواع الحديثة التى تلقى إقبالًا كبيرًا نظرًا لسعرها المنخفض، وخفة وزنها.

وبعد ٣ أيام من الاستخدام زاد سعال الطفلة بدرجة مخيفة، مع تحول لون وجهها إلى الأصفر وارتفعت درجة حرارتها مرة أخرى،وعندما عادت الأم إلى الطبيب طلب حجزها على الفور، وتم تشخيص حالتها على أنها إصابة بدرجة مرتفعة من الصفراء والالتهاب الرئوى.

وطلب الطبيب أن تحضر له الأم جهاز البخار والأدوية التى استخدمتها، ليفاجأ بأن السبب الرئيسى فى تدهور حالة الطفلة هو الجهاز المضروب، والذى يضخ كميات بخار أكثر من المطلوب، والتى قد تتسبب فى اختناق يؤدى للوفاة.

أما علياء حسين فقررت شراء الجهاز خوفًا من أن يتم احتجاز ابنتها فى المستشفى وتنتقل إليها عدوى فيروس كورونا، وحينما وجدت أسعار الأجهزة تتراوح بين ٣٠٠ و٥٥٠ جنيهًا رفضت الشراء وحاولت الحصول على أرخص جهاز متوفر، فاقترح عليها الصيدلى تجربة جهاز صينى جديد يدعى «تروميكس»، شارحًا لها أنه بعكس بقية الأجهزة يمكن أن تقوم بتأجيره مقابل ١٥ جنيهًا فى الجلسة الواحدة بدلًا من شرائه.

وبالفعل استأجرت الأم الجهاز دون الرجوع إلى الطبيب المعالج، وبعد أكثر من ٥ جلسات استيقظت فى إحدى المرات على صوت صراخ طفلتها، مصحوبًا بسعال شديد، وارتفاع شديد فى درجة الحرارة، فاضطرت لحملها إلى الطبيب الذى شخص حالتها على أنها إصابة بعدوى بكتيرية ناجمة عن استخدام نفس الأنبوب فى جهاز البخار، والذى استخدمه أكثر من شخص، وأصيبت الطفلة بمضاعفات تسببت لها فى حساسية على الصدر وانسداد القصبة الهوائية بسبب البلغم، ما منع الطفلة من البلع أو التنفس بسهولة.

يقول الدكتور مدحت الشريف، استشارى حديثى الولادة، إن الأطفال من عمر شهر إلى سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، لا سيما فى مواسم تغير الفصول، حيث يتعرض ثلثهم إلى اختناق يؤدى لعدم القدرة على التنفس والسعال المستمر، والبكاء الشديد بسبب عدم القدرة على النوم.

وأشار إلى أن العلاج الأساسى لهذه الحالات يتمثل فى استخدام أجهزة البخار بالإضافة إلى محاليل الملح المخصصة لتعقيم الأنف باستمرار والمضاد الحيوى، للتخلص من العدوى البكتيرية التى أصيب بها الرضيع.

وحذر من الاستهوان بأجهزة البخار، موضحًا أن هناك نحو ٧٠٪ من الأنواع المقلدة من أجهزة البخار منتشرة فى السوق، وتحديدًا داخل محلات المستلزمات الطبية، ويعد ذلك أمرًا شديد الخطورة على الأطفال أكثر من الكبار، لأن الأجهزة تقوم بتدفق غير صحى بالمرة لكمية البخار كأنها «مكواه»، وقد تؤدى لأمراض تنفسية مزمنة مع التكرار.

ونصح بضرورة الاعتماد على الأجهزة الألمانية الصنع والأمريكية، لأنهما من شركات يضمنها أكبر المتخصصين فى صناعة أجهزة التنفس الطبية، موجهًا بضرورة التأكد من أن الجهاز يحتوى على مكان للمحلول الذى يطلب الطبيب وضعه للمريض حسب حالته ومرحلته العمرية، بجانب وجود أكثر من فلتر ليتم التغيير بعد الاستخدام لمنع انتقال البكتيريا المعدية.