التحليل النفسى: "شيرين منهكة"
أزمة كبيرة تعيشها الفنانة شيرين عبد الوهاب عقب إعلان طلاقها من الفنان حسام حبيب، وظهورها بعد الانفصال بإطلالة صادمة أثارت كثيرًا من التعاطف معها فى مهرجان «أم الإمارات» بأبوظبى، حيث ظهرت حليقة الرأس بشكل كامل، معبرة عن راحتها بعد تخليها عن شعرها قائلة: «أنا كدة فُقت وخرجت بتصريحات حول الفترة السابقة مع الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية وأثارت الكثير من الجدل خاصة بعدما جاءت فى اليوم التالى وشاركت بمداخلة هاتفية مع الإعلامى عمرو أديب وتضاربت آراءها حول طليقها فى المحادثتين.
وعن تحليل حالتها المزاجية يقول الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية: «أعطنى حريتى أطلق يدى، إننى أعطيت ما استبقيت شيئا، آه من قيدك أدنى معصمى، لما أبقيه وما أبقى على».
لعل مكالمة شيرين الأخيرة تجسد أبيات الشعر وتعبر عن ألم فى جدران القلب وتصدع عن النفس البشرية وعبرت عن أحاسيس مفرطة مختلطة ما بين الحزن وما بين مشاعر اكتئابية ما بين كرب ما بعد الأزمة، والحسرة النفسية من كل جوانب الألم التى قد يعانيها الإنسان فى سنوات عمر كثيرة إنما للأسف شيرين اختزلتها فى تجربة صغيرة، وهى تجربة زواجها الأخير.
وأوضح الدكتور وليد هندى أن شيرين مرت بتجربة فيها استنزاف للمشاعر وإنهاك للقوى النفسية، تجربة عصيبة على النفس وعلى القلب وأدت بها لمجموعة من المشكلات النفسية لعل أهمها مرحلة الإنهاك النفسى، بالإضافة إلى أنها مرت بما يسمى بالذهان الهوس الاكتئابى أو الاكتئاب الحاد لأنها قالت إنها فكرت فى الانتحار، ومراوضة الأفكار الانتحارية أحد مؤشرات ذهان الهوس الاكتئابى، وهناك ٢٠ ٪ من مصابى الاكتئاب يقدمون على بعض المحاولات الانتحارية، وكذلك تأرجح مشاعرها ما بين البكاء وما بين الضحك وهو أحد المؤشرات المهمة جدا للاكتئاب كما يتضح أنه أصبح لديها عقدة ضعف والخوف من الآخرين فهى تعانى من كبت نفسى شديد مع العصبية المفرطة فقد ظهرت فى أول مكالمة تتحدث ببطء وبعدها بدأت تتحدث بسرعة وهو مؤشر للعصبية الشديدة بداخلها مع الشعور بالاضطهاد.
عندما أجبرت على المكوث فى بيتها فترات طويلة ابتعدت عن جمهورها وحجبت عنها الأضواء ولم تستطع التعبير عن نفسها، والفنان أحاسيسه مفرطة، ولا بد أن يرى استجابات طيبة ونجاحاته فى عيون الآخرين، وعندما افتقدت ذلك شعرت بالاضطهاد وهو ما تجلى فى قولها: «أنا مش بجاوبك عشان إنت صحفية آه ولا عشان إنت فى قناة الجرس»، فاتضحت عقدة الاضطهاد مع فقدان الثقة فى الآخرين إذا كان أقرب الناس خانها والخيانة هنا غير مقصود بها خيانة راجل بامرأة إنما خيانة العهد والوعد ففقدت الثقة فى الآخرين وهى كانت رافضة لإجراء أى أحاديث صحفية، أيضا شيرين تعانى من آثار الحسرة النفسية عندما قالت «إخص» وهى كلمة لخصت معانى كثيرة وأنا أتوقع أنها تعانى من اعتلال «تاكوتسوبو» وهو ما نسميه اعتلال الحسرة النفسية، لأن الإنسان عندما يصاب بحسرة نفسية تنتابه أعراض مثل أعراض القلب فيتهيأ له أنه مريض قلب، ومن الواضح أيضا أنها تحاول التغلب على الألم والحسرة النفسية بالسخرية عندما قالت «أصل الحيلة الدلوعة» وتقول كلام به سخرية، وأنها تأخد ميكانيزم دفاعى اسمه التجاهل والإنكار، كنوع من الحيل الدفاعية النفسية حتى يزيح مصادر الضغط النفسى عليه، وذلك عندما قالت «أنا مش شايفاه» وهو ما ظهر لاحقا فى ضحكتها الهستيرية التى تعبر عن الهزة النفسية بداخلها وإن كانت تحاول تلتحف بقوة أعظم وهى الذات الإلهية فذكرت كلمة ربنا فى أكثر من موضع، وهذا يعطينا مؤشرًا أنها تحاول الاحتماء بالله بسبب عدم الشعور بالأمان، ويبدو أنها عانت من الزوج ابن أمه وتدخل الأم الشديد حين قالت «البوست ده هى كاتبه قالت لها لأ ده أمه هو اللى كاتباه له»، ويضيف هندى يحسب لشيرين أن عندها روح التحدى لما قالت «ربنا عاوز كده وأنا هقوحه يعنى» كم تحلت بالمصداقية حين قالت «أنا عمرى ما لبست قناع» فكان لديها رغبة أكيدة فى توكيد الذات عندما قالت «أنا اللى عملت الموضة أنا اللى غيرت الوسط الفنى، أنا حلوة أنا ست الستات، أنا هعمل ٣ أفلام أنا هعمل دراما فانتازيا»، فهذه الأنا رغبة فى توكيد الذات وهذا شيء جميل جدا، يدل على رغبتها الأكيدة فى الخروج من النفق المظلم والأزمة النفسية التى تعيشها، وواضح جدا أن لديها روح التمرد فى المكالمة حين قالت «المرأة إزاى تقبل ببعض الأوضاع زى ٢٥ قرش المهر» وأضاف الدكتور وليد أنه شعر أن لديها نوعًا من العقاب الذاتى وتأنيب الضمير ووخز الذات على التجربة التى مرت بها وأدت إلى صدمات نفسية متتالية، لكنه يرى من وجهة نظره أن الحزن الذى يعتريها حاليا يحتاج تدخلًا مهنيًا سريعًا وعاجلًا ويحتاج منها أن تدخل فى نشاط وتمارس حياتها وتغير من الصورة الذهنية عن الحياة الماضية، وتنتفض منها سريعا وإن كانت بدأت بالانفصال، وأعتقد أنه لا بد أن يعقبها خطوات أخرى للاندماج فى بوتقة المجتمع والخروج من النفق المظلم فهى تحتاج دعمًا من كل من حولها.