عادل حمودة يكتب: التكرار ينفع أحيانا.. نتفليكس القوى المدمرة التى ترفع علم المثلية الجنسية!
أهدافها: الترويج للشذوذ والدعاية للموساد وعلاج الإرهاب بالعرى
الشركة البسيطة تمتلك اليوم شركات متعددة الجنسيات تتحكم فى الاستثمارات الدولية
عدد مشاهديها وصل إلى ١٨٣ مليون شخص وأرباحها وصلت إلى ٧٠٠ مليون دولار
قبل نتفليكس كان ٢٧٪ من الأمريكيين يتقبلون الشذوذ بعدها ارتفع الرقم إلى ٦٠ ٪
ابحث عن أصل الأشياء تصل إلى الحقيقة.
والحقيقة أن كلمات أبو تريكة ومؤيديه لا تكفى لوقف زحف القوى المدرعة التى ترفع علم المثلية الجنسية فوق كلمة «نتفليكس».
حذرت منها قبل شهرين ودعم ما نشرت عبدالمحسن سلامة فى الأهرام.
لن يجدى أن نرفض ونشجب ونغضب ونحذر ونعترض بينما الذئب يرعى فى غرف نومنا وكل ما علينا لطرده من بيوتنا وإبعاده عن أبنائنا هو أن نقطع بأيدينا إرسال نتفليكس.
إنها أخطر مما نتصور.
ولنعد قراءة ما كتبت من قبل.
قامت قيامة «نتفليكس» فى صيف ٢٠٢٠ بسبب فيلم «كيوتز».
الفيلم يروى قصة فتاة فرنسية سنغالية مسلمة نشأت فى بيئة دينية محافظة تسعى للتحرر المنفلت من كل القيود رغم أنها لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها.
انضمت الفتاة إلى مجموعة رقص تروج لاشتهاء الأطفال جنسيا فيما يعرف بالـ«بيدوفيليا» حيث يعبث الكبار ببراءة الصغار فى حالات مؤلمة تستحق العلاج نفسيا والعقاب جنائيا.
يأخذ الفيلم قالبا كوميديا لتمرر مؤلفته ومخرجته ميمونة دوكورى (السنغالية الفرنسية) ما فيه من إباحية صادمة تنسف براءة الصغار.
كان بوستر الفيلم يكفى لتفزع العائلات متعددة الطبقات الاجتماعية وتسارع بتسجيل مليونى عدم إعجاب به على موقع شركة نتفليكس لكن الأهم أن سهم الشركة خسر عشرة دولارات فى يوم واحد وألغى ثلاثة ملايين شخص اشتراكهم الشهرى وخسرت القناة التى تبث أفلامها على شبكة الإنترنت مليار دولار قبل أن تتلقى الضربة الأشد.
فى شتاء العام نفسه عرضت الفيلم الإسبانى «رقص ٤١» الذى تدور أحداثه فى المكسيك قبيل مطلع القرن العشرين حول تجمع شخصيات أرستقراطية مثلية فى بيت سرى يمارسون فيه شذوذهم بأساليب تثير الغثيان لتوقف وتلكؤ مخرج الفيلم ديفيد بابلوس طويلا عندها وكأنه واحد منهم.
فى ذلك التنظيم الخفى قضاة ونبلاء ووزراء منهم زوج ابنة الرئيس وكلهم بلا استثناء يقسمون على عدم الكشف عما يفعلون.
ورغم أن الشرطة تقبض عليهم ورغم أن الشارع يضربهم بالحجارة إلا أن ذلك لا يستغرق سوى خمس دقائق من فيلم تزيد مدته عن الساعة ونصف الساعة.
خرجت تظاهرات فى نيويورك تطالب بحماية المجتمع من نتفليكس وتحرض على مزيد من المقاطعة لها ولمثيلاتها بعد أن نشرت العدوى فى قنوات بنت شهرتها على دعم العلاقات الأسرية السوية مثل قناة ديزنى.
أسس شركة نتفليكس ريد هاستنجز ومارك راندولف يوم ٢٩ أغسطس ١٩٩٧ فى سكوتس غالى كاليفورنيا.
بدأت متجرا لتأجير الأسطوانات المدمجة للأفلام مقابل اشتراك شهرى وتوصيلها للزبائن عبر البريد إلى بيوتهم.
فى السنة الأولى كانت ترسل ١٩٠ ألف قرص مدمج إلى ٦٧٩ ألف مشترك فى اليوم وسنة بعد أخرى تصاعدت الأرقام حتى وصلت عام ٢٠٠٥ إلى سبعة ملايين نسخة فيلم فى اليوم إلى مليونى مشترك.
فى عام ٢٠٠٧ بدأت نتفليكس بث مكتبتها السينمائية التى تضم ٣٥ ألف فيلم مباشرة عبر الإنترنت ليرتفع عدد المشتركين فيها إلى ١٤ مليونا عام ٢٠١٠ وفى عام ٢٠١٩ وصل الرقم إلى أكثر من ١٤٩ مليون مشترك فى مختلف دول العالم.
وساهمت جائحة كورونا فى مزيد من المشتركين حتى وصل عددهم اليوم إلى ١٨٣ مليونا.
وبإعلان نتفليكس أنها ستنتج أفلامها الخاصة تغيرت استراتيجيتها الأخلاقية والسياسية وسجدت للشيطان فى مملكته.
فى مقابلة مصورة للمؤسس ريد هاستينجز مع موقع نيويورك تايمز بثت منذ عامين قال: «إننا لن نحذف مشهدا واحدا من فيلم مهما بدا متجاوزا جنسيا أو دينيا».
بدأت بمناسبة أو دون مناسبة عرض مشاهد الشذوذ متلاعبة باللاوعى فى العقل البشرى حيث يستنكر الإنسان الطبيعى ما يعرض على شاشته فى بيته ثم يرفضه وتدريجيا يبدأ فى تقبله خاصة إذا كانت الشخصيات التى تمارسه شخصيات طيبة ومسكينة ويمكن التعاطف معه.
فى فيلم وثائقى عن الشذوذ المخطط الذى تنفذه نتفليكس: إن دراسة فى عام ٢٠٢٠ أثبتت أن نسبة تقبل الشذوذ فى الولايات المتحدة كانت ٢٧ ٪ عام ١٩٥٦ إلا أنها ارتفعت إلى ٦٠ ٪ عام ٢٠١٥.
لقد كان الآباء والأمهات فيما مضى يغلقون جهاز التليفزيون إذا ما عرض قبلة ولو عابرة بين رجل وامرأة لكن مثل هذا المشهد أصبح مشهدا عاديا يتسامح فيه الكبار بعد أن تفجرت الأفلام بمشاهد العرى والشذوذ والسخرية من العقائد الدينية ما عدا اليهودية.
فى غالبية الأفلام على نتفليكس نتفاعل مع الشخصيات الطيبة التى تواجه الشرور دون أن نعرف أنها يهودية إلا فى لقطة عابرة تدخل فيها المعبد أو لحظة زواجها أو عندما تضع زهورا على شواهد قبور ضحايا النازية (الهولكوست).
ومادام اليهود هم الأخيار فلا بد أن إسرائيل أرض الميعاد التى على مسيحيى الغرب حمايتها والتبرك بها وإن كانت دولة قوية بجهاز مخابراتها (الموساد) الذى نجد على نتفليكس أكثر من عمل فنى يمجد عملياته ضد العرب وغيرهم.
يروى مسلسل «الجاسوس» قصة عميل الموساد إيلى كوهين الذى انتحل شخصية غير حقيقية (كامل أمين ثابت) واستطاع أن يقيم علاقات وثيقة مع النخبة الحاكمة فى سوريا (خلال الفترة من ١٩٦١ إلى ١٩٦٥) حتى أصبح مستشارا أول لوزير الدفاع قبل أن يكشف ستره رفعت الجمال (رأفت الهجان) ويعدم على الملأ فى ساحة المرجة سنة ١٩٦٥ ويظل جثمانه معلقا ثلاثة أيام وترفض سوريا تسليم رفاته إلى إسرائيل حتى اليوم.
ويروى فيلم «منتجع البحر الأحمر للغوص» أو «عائدون من بحر الحبشة» كيف أدار الموساد عمليته السرية لتهريب اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل من خلال تأجير منتجع للغوص مهمل ومغلق فى السودان يكون غطاء لتلك العملية.
ويروى مسلسل «فوضى» كيف تقاوم وحدات إسرائيلية خاصة العمليات الفدائية الفلسطينية والأهم أن البطل ينجح فى الإيقاع بطبيبة فلسطينية مسلمة ويمارس معها الجنس وتنفذ ما يطلب منها بل يخدع مجتمعًا فلسطينيًا بأكمله بتقمصه شخصية مدرب ملاكمة لأبناء الأسرى لتجنيدهم.
وتتكرر الأفلام والمسلسلات التى تشجع المرأة المسلمة على ممارسة الجنس قبل الزواج أو بعد الطلاق لتتحرر من الأفكار المحافظة التى تؤدى إلى التطرف والتشدد والإرهاب.
وكأن الوسيلة الحاسمة فى مواجهة الإرهاب أن تفقد المرأة المسلمة شرفها أو تتعرى فى النوادى الليلية أو تمارس علاقة ثلاثية: هى ورجل وامرأة أخرى.
وبالطبع لا بد من التركيز على الأفلام التى تثير التعاطف مع اليهود فى زمن النازية ليس فقط الأفلام التى تدور فى معسكرات الاعتقال وتتحدث طويلا عن أفران الغاز وإنما أيضا الأفلام التى تستعرض سيرة موسيقيين وتشكيليين يهود جرى التنكيل بهم.
حققت نتفليكس عائدات مالية متصاعدة سنة بعد أخرى وصلت فى عام ٢٠١٧ إلى ١١.٦٩٣ مليار دولار بصافى ربح يصل إلى ٥٥٨.٩٢٩ مليون دولار.
فى عام ٢٠٢٠ ارتفع الربح الصافى إلى ٧٠٠ مليون دولار.
لكن من يتصور أن الشركات الكبرى المؤثرة فى العالم تهدف إلى الربح فقط ربما ينال لقب ساذج وربما لايعرف أن حكوماتها تستقطبها لتنفذ من خلالها استراتيجيات وأجندات تضعها بنفسها ترويجا لنمط الحياة الغربية فى الملبس والمأكل والحياة الخاصة وغيرها من المظاهر التى تعكس نفسها فى مصالح تجارية وسياسية تسيطر بها على الدنيا بأسرها.
إن نتفليكس اليوم لم تعد شركة بسيطة يمتلكها رجلان (أحدهما مسوق والثانى مبرمج) وإنما أصبحت مؤسسة كبرى تمتلكها شركات مسيطرة على الاستثمارات داخل وخارج الولايات المتحدة مثل كابيتل جروب وبلاك روك وفانجارد جروب ومورجان ستانلى.
وأخطر ما فعلت نتفليكس أنها أصابت قنوات الترفيه الأخرى بالعدوى ما أضاف على الأسرة أعباء ثقيلة فى متابعة صغارها الذين تتخلص من صداعهم بتركهم يجلسون أمام شاشة التليفزيون بالساعات وبيدهم ريموت كنترول يعرفون كيف يشغلونه.
إنهم جيل الكمبيوتر والديجتال يعرفون كيف يستخدمونه قبل أن يتعلموا النطق.
لست خبيرا فى التربية ولا فى كيفية التصرف فى مثل هذه الحالات لكن من المؤكد أن فى جامعاتنا ومراكزنا البحثية خبراء يمكنهم تقديم النصائح المناسبة لنا فهل نسمع منهم؟.