"مستريحة شبرا الخيمة" تنصب على 150 سيدة بحجة القروض: "جوزها مسؤول كبير"
بوجه بشوش وكلمات معسولة وحلم بإنشاء مصنع يزيح عن عاتق الأسر ألم الفقر، استطاعت “هالة. أ”، وزوجها “محمد م. ع” النصب على 150 سيدة في شبرا الخيمة، وجمع مليون و200 ألف جنية، ثم هربا وتركا النساء اللاتي جمعتا منهن المبلغ مطالبات بسداد الديون أمام البنوك، وإما الدفع أو الحبس.
سيدة في العقد الثالث من عمرها تجتمع بجاراتها اللاتي تربت معهن منذ طفولتها وتقترح عليهن مشروعًا يجتمعن فيه لتحقيق المكسب المادي والانتقال لمستوى معيشي أفضل، فكل منهن تبحث عن فرصة عمل لتحقق لأسرتها الحياة الكريمة، وحينما تفاعلن معها بدأت هالة في اقتراح فكرة إنشاء مصنع، فجميعهن يمكنهن العمل في المصنع والاستفادة من العمل والربح من المصنع المملوك لهن، ولكن كانت العقبة من أين نأتي بالمال؟.
سيدة من أهالي المنطقة والزوج مسؤول كبير
وهنا قررت أن تضع السم في عقول فريساتها من نساء المنطقة واقترحت عليهن الحصول على قروض من من أجل المشاركة في المصنع، وبدأت السيدات في التطلع لأن يصبحن سيدات أعمال ومالكات لمصنع يضم العديد من الماكينات، ولم يكن هناك استشعار بالخطر، فـ "هالة" من أهالي المنطقة وزوجها حسب قولهم مسؤول في منصب كبير.
جمع البطاقات
وبدأت “هالة أحمد السعيد”، في تجميع البطاقات من السيدات، وقالت لهن: "أنا هاخد البطاقات وأجيب ليكم قروض نجمعها مع بعضنا ونفتح مصنع نشتغل كلنا ويكون رأس المال من القروض"، ولكنها لم تكن غبية لكي تهرب في بداية الأمر، بل سددت جزءًا من القروض لينتشر الخبر بين عائلات الضحايا، ويزداد رأس المال الذي ترغب هالة في الحصول عليه، وتقدم النساء لـ "مستريحة شبرا الخيمة" وزوجها أموال تصل إلى مليون و200 ألف جنيه.
إنشاء المصنع
لإثبات حسن النية، أجرت هالة وزوجها بتأجير مخزنًا في منطقة "أم بيومي" بشارع عرابي في شبرا الخيمة، ليجمعا المزيد من الضحايا، وحينما سألت إحدى النساء، وقالت: “أين ماكينات الخياطة؟" ردت هالة قائلة: "إحنا طلبناه وخلاص هييجي قريب وكمان اشترينا أتواب القماش".
وبين ليلة وضحاها تركت هالة وزوجها منزلهما ولم ليعلم أحد مكانهما لتصبح النساء مطالبات بتسديد المبلغ وإما الدفع أو الحبس.
وكشفت أماني محمد سعد -إحدى الضحايا- عن المصائب التي حلت على رؤسهن قائلة: "مكناش نعرف طريق القروض ولا نعرف سكتها، إحنا بيوتنا اتخربت وفي مننا اللي اتطلقت والبنات اتفسخت خطوبتهن، إحنا مبقناش عارفين نقعد في بيوتنا بسبب الفضايح والمطالبة بسداد الفلوس اللي مخدناش منها حاجة".
في مهب الريح
وتابعت "أماني"، في حديثها مع موقع الفجر قائلة: “جوزها لما كلمناه وعرف أنه بتطلب مننا فلوس القروض قالنا: ”إحنا هنتصرف والمصنع هيتفتح"، ولما بقوا يتهربوا مننا كلمناه وهددناه بعمل محاضر ولكن الصدمة لما قالنا: "أنا شغال في منصب كبير ومش هتحبس)".
النساء المعيلات وجدن أنفسهن في مهب الريح، وهن لا يمتلكن قوت يومهن، هن حلمن فقط بعيشة كريمة وأصبحن ضحية لمستريح جديد.
وقررت النساء أن يذهبن لأهل “هالة” وزوجها لإيجاد حل للأزمة، ولكن كانت الصدمة حينما رفض أهل المتهمة التعاون معهن قائلين: "ملناش دعوة إحنا مخدناش منكم فلوس، ومش هندفع فلوس".
اللجوء للقضاء والاحتماء بالقانون
وأكدت "أماني" في حديثها معنا: "إحنا عملنا محضر وروحنا مكان عمل الزوج علشان نحاول نقابل جوزها ولكن لم نعثر عليه وقدمنا شكوى فيه هناك".
ثم توجهت الضحايا لقسم أول شبرا الخيمة لعمل محضر يحمل رقم "23224 لسنة 2021 جنح".
وما زالت الأزمة مستمرة فالنساء مازالت مطالبات بسداد مبلغ 5000 جنية أسبوعيًا، كما أنهن سددن 120 ألف جنيه خلال الشهر الماضي.
وتابعت “أماني”: "إحنا استلفنا من طوب الأرض مبقاش في حد نستلف منه تاني وإحنا دلوقتي مهددين بالحبس ومحدش فينا هيقدر يتحبس مع المجرمين وكلنا أمهات لأطفال وشباب".