شعر ملصق بـ "شاكوش".. كيف حُلت جريمة قتل موظف أوسيم داخل شقته المستأجرة؟
مراوغة ومماطلة ومحاولات بائسة، حاول خلالها العشريني المتهم بقتل والده وتهشيم رأسه، الهروب من جريمته، زاعما عدم معرفته مكان سكن والد "معرفش شقة أبويا فين ولا روحت عنده من وقت ما مشي من عندنا".
صديق الأب كان طرف الخيط للإيقاع بالمتهم، وبمناقشته من قِبل رجال المباحث، قرر بسماعه المتهم يخبر والده بذهابه إليه، للمبيت رفقته تزامنًا مع وقت الجريمة، وبمواجهة المتهم بأقوال صديق الأب أنكرها: "محصلش ولا عمري روحت عنده".
كاميرات المراقبة المركبة بمحيط العقار سكن المجني عليه، رصدت لحظة دخول المتهم منزل والده، فضلا عن العثور على " شاكوش" مغسول بالمياه لكن به آثار دماء، وشعر ملقص به، وبمواجهة ذات الـ 19 سنة، أقر بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه.
اللواء عمرو طلعت مدير قطاع شمال الجيزة، تلقى إخطارا من الرائد أحمد فرحات رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة عجوز مقتولا داخل شقة مستأجرة بمنطقة الكوم الأحمر دائرة المركز.
اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة وجه بسرعة انتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة وسرعة ضبط مرتكبها.
وسرعان ما انتقلت قوة أمنية برئاسة العقيد مروان مشرف مفتش مباحث شمال الجيزة، لفحص مسرح الجريمة، ومعاينة مداخل ومخارج العقار محل الواقعة، فضلًا عن فحص جثة المجني عليه وعلاقاته لمعرفة الدافع وراء ارتكاب الجريمة.
معاينة رجال المباحث التي أجريت بإشراف العميد هاني الشعراوي رئيس قطاع الشمال، بينت أن الجثة لعجوز يدعى "أحمد.ا" موظف بالوحدة المحلية، مهشم الرأس، إثر الاعتداء عليه بآلة حادة، ويرتدي كامل ملابسه.
وشكل اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم.
فريق البحث الجنائي المُشكل برئاسة اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، تركزت خطته على فحص علاقات المجني عليه ومراجعة كاميرات المراقبة المركبة بمحيط العقار محل الجريمة، والمترددين على العقار تزامنًا مع وقت الجريمة، وتوصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة نجل الضحية عامل بمطعم كشري، 19 سنة؛ بسبب سوء معاملة الضحية له وأشقاءه.
واعتاد الأب سوء معاملة أبنائه ( أولاد_ بنات)، رغم انفصاله عنهم وإقامته بشقة مستأجرة بمنطقة الكوم الأحمر، ورفضه منح نجله ذات الـ 19 سنة؛ أموالًا على الرغم من أنه ميسور الحال، ما دفعه إلى العمل بمطعم كشري.
ولم ينته الأمر بعد بل اتهم رب الأسرة بناته في سمعتهن على غير الحقيقة، ورفض الإنفاق على زيجاتهن.
انتظر الابن ذات الـ 19 سنة، خلود والده العجوز في النوم، وهشم رأسه بشاكوش، انتقامًا منه لما فعله بحقه وأشقائه من سوء معاملة طوال حياته.
وتمكنت القوات من القبض على المتهم وبحوزته الأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة، وبمناقشته أقر بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، مؤكدًا أنه يوم الجريمة كان متواجد رفقة والده للمبيت معه، وانتظر خلوده للنوم، واعتدى عليه بالضرب بشاكوش على رأسه، ليلقى حتفه في الحال "ضربته بالشاكوش على رأسه لغاية ما مات".
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، بإخطار اللواء علاء فاروق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وأحاله اللواء خالد البروي، حكمدار الجيزة إلى النيابة العامة لتولى التحقيقات.
