بعد إعلان مرشد جديد.. ما هو مصير "الإخوان" بعد انقسامها إلى جماعتين؟
أثار إعلان جبهة محمود حسين أحد طرفي الصراع المحتدم في جماعة الإخوان الإرهابية القيادي مصطفى طلبة، مرشدا عاما جديدا بديلا عن إبراهيم منير، الذي يمثل الطرف الأخر للصراع، حالة من الغليان داخل التنظيم فضلا عن كونه إعلانا رسميا عن انقسام التنظيم إلى جماعتين.
ولهذا يرى الخبراء أن الصراع بين محمود حسين وإبراهيم منير أصبح في غاية الخطورة بسبب تعيين مصطفى طلبة مرشد لجماعة الإخوان وذلك يؤدي إلي إنقسام الجماعة إلي جماعتين.
ولذلك تحاول "الفجر" معرفة مصير جماعة الإخوان بعد تولي مصطفى طلبة مرشد لجماعة وأيضا السيناريوهات المحتملة خلال الفترة القادمة.
صراع جديد بعد تولي مصطفى طلبة الحكم
أعلنت جبهة محمود حسين تعيين القيادي مصطفى طلبة مرشد عام للجماعة بدلا من إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام مما آثار حالة من الجدال داخل التنظيم، فقد التنظيم الإخواني إلى مرحلة الإنهيار.
فقد قامت جبهة حسين بتشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، وأن القيادي الإخواني مصطفى طلبة سيصبح القائم بأعمال المرشد.
من هو المرشد الجديد
مصطفى فهمي طلبه حسن هو أحد قيادات مجلس الشورة الإخوان الموجود في تركيا وأول الموضوعين على قوائم الإرهاب في مصر والمحروم من دخولها ويعمل أستاذ في الجراحة العامة بالإضافة لحصوله على الجنسية البريطانية، ومسؤول مع شقيقه علي فهمي طلبة عن إدارة استثمارات ضخمة من أموال الإخوان.
نهاية الجماعة
وقال الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، لم تعد جماعة الإخوان كيان واحد مثل السابق ولكن أصبحت الآن عدة جماعات فقد حدث فيها أنشطار ومن المعروف أن جماعة الإخوان في الاصل تلقى الضربات من الخارج فكانت محافظة بشكل قوي على صفوفها لكن في الوقت الحالي أصبحت الضربات توجه من الداخل مما سبب تفكيك الجماعة.
و أضاف الدكتور ثروت الخرباوي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن نهاية جماعة الإخوان ستبدأ من الداخل وستزول بسبب الخلافات الداخلية الحادثة بين أفراده والصراع في الوقت الحالي هو صراع بسبب المال، حيث أن الأموال التي تأتي إلى الإدارات المتنافسة على إدارة الجماعة تأتي لهم من التنظيم الدولي من ناحية وتأتي من قطر من ناحية أخرى وهناك دعم لوجستي قوي من تركيا إلى حد ما مع بدء ظهور تغيير في السياسة الدولية خصوصا من قطر وتركيا مع الإخوان فزادت الخلافات أكثر.
السيناريوهات المحتملة
صرح الدكتور مصطفي عامر، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن إعلان مصطفى طلبة كمرشد لجماعة الإخوان من قبل جماعة الإخوان في إسطنبول هذا يعني زيادة الإنقسام الداخلي داخل جماعة الإخوان.
وأضاف الدكتور مصطفي عامر في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن جماعة الإخوان في لندن بقيادة القائم بأعمال المرشد إبراهيم لأن يوافقون علي أن يكون طلبة هو المرشد إلي الجماعة ودليل علي ذلك أن إبراهيم منير وجماعة لندن لأن تعلق علي أعلن طلبة مرشد لجماعة الإخوان المسلمين.
واستكمل مصطفى عامر، أن محمود حسين جعل مصطفى طلبة مرشد لجماعة حتي يفرض رأيه علي باقي جماعة الإخوان ولكن في الحقيقة هذا يعني زيادة في التوترات والانقسامات داخل جماعة الإخوان.
و إستمر قائلًا: "أن قيادات الجماعة الموجودين في السجون يرفضون ما يفعله محمود حسين الذي يعتبر سكرتير لجماعة وبالإضافة إلي أن إختيار مصطفي طلبة الذي يعتبر صف ثاني داخل الجماعة ليس إختيار صحيح من قبل محمود حسين وجماعة إسطنبول".
وعرض عامر السيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة وهي كالآتي:
السيناريو الأول:
أن يقوم إبراهيم منير الذي يسيطر علي إقتصاد الجماعة إعطاء الدعم إلي جماعة إسطنبول وأتباعهم.
السيناريو الثاني:
أن يخرج تسريبات من القيادات الإخوان الموجودين داخل السجون ترفض ما تم إعلانه من قبل جماعة إسطنبول.
وأختتم الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الصراع الإخوان الموجود الذي يعني اقتراب الانقسام الداخلي داخل الجماعة هم الدول الذين دمروا بسبب أفكار الجماعة "الإرهابية، بالإضافة إلي ضعف صورة الجماعة أمام الدول الغربية التي تدعمها وأيضا تضغط علي الحكومات بإسم الديمقراطية وإطلاق سراحهم.
صراع المال والسلطة والقيادة
أشار الدكتور أحمد زغلول، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تعيين مصطفى طلبة مرشد إلي جماعة الإخوان هذا يعني زيادة الانقسام الموجود بين إبراهيم منير ومحمود حسين الذي يأخذ كل القرارات ضد قرارات إبراهيم منير.
وأضاف الدكتور أحمد زغلول في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن محمود حسين جاء بمصطفى طلبة من أجل تقيد إبراهيم منير بالإضافة أن مصطفى طلبة يملك علاقات قوية بالأجهزة الأمنية الخارجية لهذا جاء مصطفى طلبة من أجل تدعيم جبهة محمود حسين.
و أكد الخبير في الشؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان الآن لم يملكون إستراتيجية من أجل توحيد الصف وهذا يعني أن هذا الصراع يدل علي الدولة العميقة داخل جماعة الإخوان، ولأن وجهة نظر مصطفى طلبة ومحمود حسين أن إبراهيم منير وشباب الإخوان يحاولون تضيع ما قامت بها الجماعة خلال السنوات الماضية، ولكن في الحقيقة الصراع علي المال والسلطة والقيادة بين الطرفين.
جماعتين للإخوان
صرح اللواء إيهاب يوسف، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن جماعة الإخوان بوضعها الحالي انقسمت إلى إثنين أحداهما بقيادة المرشد إبراهيم منير والأخرى بقيادة محمود حسين ومجموعته خاصًة بعد تعيين مصطفى طلبة مرشد.
وأضاف اللواء إيهاب يوسف فى تصريحات لـ "الفجر"، أن هناك صراع القائم بين قيادات الإخوان سوف يقضي علي تنظيم الإخوان وهذا بسبب الإنقسام الذي يضرب الصفوف الداخلية لجماعة وهذا الإنقسام اتسع بشكل كبير فى الوقت الحالي.
محمود حسين قائم بأعمال المرشد الجديد
نشر الباحث ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أن جماعة الإخوان في إسطنبول سوف تعلن محمود حسين قائم بالأعمال جديد.
وأستكمل فرغلي، قائلًا:" وهم يعلنون عن مصطفى طلبة ممثلًا لهم ومكتب الرابطة في تركيا، يعني بهذا الشكل لدينا قائمان بالأعمال، إبراهيم منير ومصطفى طلبة، كما يوجد لدينا جماعتان للإخوان".