“فاطمة”.. قصة سيدة تحتمي بأكياس البلاسيتك من الطقس السيئ بالإسكندرية وتحلم بسكن (فيديو)
على رصيف البحر بالإسكندرية، تنام السيدة "فاطمة حامد عبد الرحيم" 42 عاما على رصيف الكورنيش، والتي لم ترحمها أجواء نوة الشتاء، تحت السماء الممطرة والأرض المبللة، من البرد القارس الذي يلتهم عظامها وجسدها.
دون مأوى أو منزل يأويها ويحميها من الشتاء العنيف الذي يضرب المدينة، تنام السيدة "ملفوفة داخل عدة بطاطين" مكسوة بالمشمع لتحتمي من الأمطار الشديدة.
وتروي السيدة "فاطمة" قصتها لـ "الفجر" لتستغيث وتطلب المساعدة وتقول في صوت حزين: إنها تزوجت في عام 2006 لمدة خمس سنوات، ولكن زواجها لم يستمر طويلًا، وذلك بسبب وفاة زوجها عام 2011، وكان لديها طفلتين توأم ولكن أيضًا لم يشاء الله أن يكملوا حياتهم وتوفوا أيضًا في عمر الخمسة أشهر، لتبقى وحيدة دون زوج أو أبناء، وليرفض أهلها مساعدتها بعد أن أصبحت بلا حياة.
كما أن للسيدة "فاطمة" أخوة ولكن لظروف المعيشة فكل منهم متزوج وله أسرة، لذلك لم يقدروا على مساعدتها، كما أنها لا تحب أن تصبح عبئًا عليهم، لذلك لم تخبرهم بمعانتها وظروف معيشتها على رصيف البحر.
وتعمل "فاطمة'' في بيع المناديل والكمامات، والحلويات، على كورنيش الإسكندرية منذ ٦ سنوات، لتسد حاجاتها من مأكل وملبس، ولكنها بلا مسكن يأويها منذ أن كانت تسكن في شقة للإيجار.
ومنذ شهرين رفع عليها صاحب الملك إيجار الشقة فإتجهت إلى الشارع الذي أصبح صديقها منذ أن تم طردها من بيتها، وأصبحت تعييش وتسكن فيه على أحد الأرصفة بمنطقة الشاطبي أمام جامعة الإسكندرية.
وأصيبت السيدة في حادث في شهر يناير عام 2013، ما أدى لإصابات وكسور وقامت بثلاثة عمليات بمستشفى ناريمان، من بينهم عمليتين كان بهم أخطاء يقدمها اليمنى، والعملية الأخيرة كانت "مسمار نخاعي" في ديسمبر الماضي، مع ترقيع عظمي من الحوض، بالإضافة إلى عملية أخرى وأوراق على نفقة الدولة، ولكن لم يتم طلبها لإجراء العملية.
أما عن أحلامها فتقول "سيدة النوة" لـ "الفجر": “مش محتاجة غير مكان يحميني من الشارع ده، ومش عاوزة حاجة تانية من حد غير الستر”، وناشدت محافظ الإسكندرية ومديرية التضامن الاجتماعي بمساعدتها وتوفير مسكن لها.
واختتمت "فاطمة" قائلة، إن "حالها اختبار من الله لها، وهي راضية بما قسمه وستكمل الطريق بمهنتها الشريفة رغم ظروف الحياة القاسية التي تمر عليها، متمنيه من الله تعالى أن يسمع صوتها قلب رحيم ليساعدها”.