"قاومهم فمات شهيدًا".."الفجر" تحاور والدة محاسب الهرم ضحية عصابة السرقة (فيديو وصور)

"تليفون ابنك لقيناه مع العصابة وهو مات".. كلمات قاسية تلقتها السيدة "نيفين" والدة المحاسب "أمير أسامة" البالغ من العمر 24عامًا، بعدما كانت تنتظره فور مكالمته الأخيرة لها ليطمئنها أنه في طريقه للمنزل، ولكن بعد مرور ساعات، علمت أنه يصارع الموت في المستشفى، لمحاولة دفاعه عن نفسه  أثناء سرقته من 4عاطلين أثناء استقلاله سيارة ميكروباص في نحو الساعة الثالثة عصرًا، عندما حاول أن يوقف عجلة القيادة، ولكن السائق يقاومه فاصطدمت السيارة بحاجز خرساني، وكان ضحية تلك العصابة

"كان يتمنى الشهادة..محبًا للجميع"..كان الشاب "أمير" يحب الجميع، شخص مهذب بشهادة جيرانه وأصدقائه، ليس فقط، بل كان يتمنى أن يذهب لسيناء لينال الشهادة باسم بلده، وبالفعل نالها بدفاعه ومقاومته لهؤلاء الشياطين.

انتقلت محررة "الفجر"، لمنزل أسرة "أمير" لكشف كواليس مقتله على يد عصابة لسرقته بالإكراه بالهرم.

بداخل منزل يخيم عليه الحزن والدموع، تجلس "نفين" والده "أمير أسامة" ويعمل محاسب البالغ من العمر 24عامًا، وبيديها صورته، لتقول،"ابني مات شهيد وهو بيدافع عن نفسه، كانت كل الناس بتحبه مافيش في طيبته وشطارته"، لتضيف لم أكن اصدق أنه سيأتي اليوم ولم أجده بجواري.
 

الأم: “كلمني وهو راجع من عمله”

 

كعادته كل صباح يذهب إلى عمله في نحو الساعة الثامنة صباحًا، وينتهي من عمله في حدود الساعة الثالثة عصرًا، وتستطرد الأم حديثها إلى “الفجر”: تلقيت اتصالًا هاتفيًا من "أمير" ليبلغني أنه في طريقه للمنزل عقب انتهاء يوم طويل، لتناول وجبة الغذاء برفقتنا، ولكن كان القدر له رأي آخر، لتصبح المكالمة الأخيرة مع فلذه كبدي.

 

والدة القتيل: تليفونه اتقفل

 

عند اقتراب عقارب الساعة للخامسة مساءًا، لم يعود "أمير" لمنزله كما أبلغ والدته، وتتابع الأم المكلومة: بدأ القلق يمتلكني لتتسائل كيف كل هذا في الطريق، لأنه من المفترض كان يستقل سيارة من منطقة المهندسين ليأتي للمريوطية، بدأ القلق يزيد أكثر، عندما أجريت له اتصالًا، ووجدت أن الهاتف مغلقًا، وبعد ساعات قليلة، تلقينا المكالمة الصادمة.

"لقينا التليفون دا مع المتهمين، وابنكم في المستشفى"..تقول السيدة "نيفين" والدة الضحية، عندما سمعنا هذه الكلمات اعتقدنا أنه حادث سير وأنه بخير، فذهبنا جميعًا للمستشفى، لنجد "أمير" متوفيًا نتيجة الحادث، ولسؤالنا ماذا حدث، علمنا أنه توفى نتيجة دفاعه عن نفسه.

 

الأم:  4 هددوه واستولوا على محتوياته 

 

بدموع تنهمر من أعينها حزنًا على فلذه كبدها، تقول والدة الضحية، آخر مكالمة بيننا أنه كان يستقل سيارة ميكروباص من أعلى الطريق الدائري لعودته للمريوطية، فعلمنا بعدها، أنه استقل السيارة وكان بالسيارة، 4أفراد (السائق و3آخرين)، و"أمير" صعد للسيارة للكرسي الأمامي بجانب السائق، وفي منتصف الطريق، بدأ الثلاثة أشخاص الذين بخلفه يمسكوه ويهددوه بالإستيلاء على كافة محتوياته من(هاتف محمول ونقود وفيزا)، ولكن نجلي رفض الاستسلام، هذا حسب ماشاهده شاهد العيان.

 

والدة الضحية: “وهو بيدافع عن نفسه العربية اتخبطت”

 

ووصفت الأم ماحدث لنجلها في لحظاته الأخيرة وهو يقاوم تلك العصابة، مثلما ذكر شاهد العيان أمام المباحث، أن الشاب "أمير" كان بجانب السائق، فحاول أن يقاومهم بشده لعدم الاستيلاء على محتوياته، فبدأ يمسك بعجلة القيادة ليوقف السيارة سريعًا، ولكن لا يستطع، وعند مقاومته لتوقف عجلة القيادة، بدأ السائق يبعده عنه، وفي ثوان قليلة، اصطدمت السيارة بحاجز خرساني فانقلبت على الفور، مما أسفر عن نقل الشاب للمستشفى ولكن كان لفظ أنفاسه الأخيرة.

 

والدة الضحية: كانوا يبحثون عن العصابة

 

وكشفت والدة الضحية، أن أحد الضباط أبلغها أن تلك العصابة خطيرة، وكانوا في بحث مستمر عليهم، لأنهم ارتكبوا العديد من الجرائم، ومن بينهم أثنين لهم معلومات جنائية.

كان حنين وكل الناس بتحبه..لتوصف الأم محبة الجميع لنجلها "أمير"، قائلة،"دايما بيساعد الناس، وكل الناس بتحبه، مهذب، بيحب أخواته وأصحابه، شاطر في دراسته وعمله، وعمره ماكان ليه عدوات مع أي حد)، مشيرة إلى أنه كان حديث التخرج، وعمل فور تخرجه، لتفوقه في دراسته الجامعية.

 

ابني كان يتمنى الشهادة

 

"كان يتمنى الشهادة"..لتضيف الأم وقلبها يحتسر ألمًا، أن نجلها كان يتمنى يخدم في سيناء لكي يستشهد، مشيرة إلى أنه بالفعل قد نال الشهادة، لأنه السبب أن يتم القبض على هؤلاء.

 

الأم تطالب بالقصاص

 

وطالبت الأم في ختام حديثها، أنها تريد القصاص لتلك العصابة، حتى لا يكونوا سببًا في موت خير الشباب،"حرام شاب زي كدا يضيع عشان عاطلين بيشربوا مخدرات ويمشوا على الطرق يسرقوا الناس".

 

التحقيقات وحبس المتهمين

 

أمرت نيابة الهرم، بجنوب الجيزة، بحبس 4عاطلين، لاتهامهم بقتل محاسب خلال مقاومته لهم أثناء محاولتهم لسرقته، بالهرم.
 

وكشفت التحقيقات، أن بداية الواقعة بدأت بمحاولة 4 عاطلين سرقة محاسب بالإكراه داخل سيارة أجرة استوقفها المتهم لتوصيله أعلى الطريق الدائري بالهرم، إلا أنه قاومهم وحاول إيقاف السيارة، ما أسفر عن اصطدام السيارة بالحاجز الخرساني ومصرع المحاسب، وإصابة المتهمين، وتمكن رجال المباحث من ضبطهم.

تلقى قسم شرطة الهرم بلاغا يفيد وقوع حادث مروري أعلى الطريق الدائري، انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتبين مصرع محاسب، وإصابة 3 عاطلين، وكشفت تحريات رجال المباحث أن العاطلين الثلاثة يستقلون سيارة ويدعون أنها سيارة أجرة، لسرقة مستقليها بالإكراه، وفور ركوب المحاسب بصحبتهم، حاولوا سرقته، إلا أنه قاومهم، وحاول إيقاف السيارة، ما أسفر عن انحرافها عن الطريق واصطدامها بالحاجز الخرساني، وأسفر الحادث عن مصرعه وإصابة المتهمين.