هنا مرت واختبأت البتول.. "الفجر" ترصد رحلة نجاة العائلة المقدسة في جبل المنيا
عندما تبحث عن راحة نفسية وروحانية مسلم كنت أو قبطيِ فلا فرق في اختيار دير السيدة العذراء هناك ستجد المغارة التي لجأت إليها السيدة العذراء ورضيعها السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، في رحلتها والتي استقرت بها لمدة ثلاثة أيام.
ويعد الدير من أقدم الأديرة بمصر والذي يقع بقرية جبل الطير بمركز سمالوط علي بعد25 كم شمال مدينة المنيا أعلى الجبل شرق النيل بارتفاع نحو 100 متر عن الأرض.
في السطور التالية الفجر تأخذكم في رحلة روحانية للتعرف علي تاريخ دير السيدة العذراء بالمنيا.
الملكة هيلانة
في القرن الرابع الميلادي وفي عام 328 ميلادية عندما علمت الملكة هيلانة ام الملك قسطنطين الأول برحلة السيدة العذراء امرت علي الفور بتشييد الكنيسة بمكان المغارة التى احتمت بها البتول وذلك بعد زيارتها للمكان واخبرها سكان القرية بمكان اختباء السيدة العذراء وابنها السيد المسيح عليه السلام وكانت هناك مشكلة ان المغارة يعلوها جبل كبير مما يصعب عملية البناء فتم حفر الكنيسة في الجبل وتم تصميمها علي طراز الكنائس الارثوزكية باوروبا في ذلك التوقيت.
يمكنك رؤية الكنيسة من الضفة الغربية لنهر النيل ومن اى موقع بمركز سمالوط تشاهدها وذلك لوجودها اعلي قمة الجبل في موقع مميز وفريد اسفلها الحقول الخضراء امتدادا حتى نهر النيل.
وتعد الكنيسة من اهم المزارات في رحلة العائلة المقدسة بمصر بعد دير المحرق باسيوط وسمي الجبل باسم جبل الطير وذلك لتردد اعدد كبيرة من طير البوقيوس الابيض في هجرته علي تلك المنطقة وعرف ايضا قديما باسم جبل الكهف ودير البكرة.
والكنيسة لها مدخل يقع جهة الغرب اعلاها بعض الاحجار والتى تتميز ببعض النقوشات وتأخذ نمطا اقرب إلى الشكل البازيلكى وتصميمها من الداخل يتكون من صحن بثلاثة أجنحة وخورس امام الهيكل يتوسط حجرتان عن يمنيه ويساره ويوجد بالصحن المعمودية الأثرية التى ينفذ منها احد الأعمدة الحجرية الكبيرة، كما نجد في وسط صحن الكنيسة حوض اللقان، وفي الركن الجنوبي الشرقي تقع المغارة التى احتمت بها السيدة العذراء ذكري مرور العائلة المقدسة.
وفي كل عام يحتفل جميع المصريون عامة بذكري مرور العائلةالمقدسةبارض مصر في مواقعها المختلفة وفي المنيا يتوافد علي الدير نحو 2 مليون زائر خلال الاحتفال والذي ياتى في موعده عقب عيد القيامة بشهر تقريبا ويستمر لمدة اسبوع يتوافد عليه المصريون علي حد سواء من شتى بقاع المحروسة.
بابا الفاتيكان
و نظرًا لاهميته التاريخية والاعداد الهائلة التى تتوافد لزيارة الدير سنويا فقد قرر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان علي ادراج الدير ضمن مسار رحلة الحج الدينية العالمية بمصر لتكون من المزارات السياحية الدينية ويتوافد عليه الزائرون من انحاء العالم المختلفة.
وتم تهيئة المكان ليعطى صورة مشرفة وواجهة حضارية لمصر بانشاء فندق كبير بجوار الدير اعلي الجبل وذلك لجعل الزائر يستمتع بالمناظر الخلابة التى تحيط بالمنطقة.
وعمر الكنيسة الآن يقارب من 1693 عام وفي تصنيف لمنظمة اليونيسكو أن الدير ثاني أبرز محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر ومن اهم 13 مزارا في العالم وهناك نحو 49 مؤرخا كتبو مؤالفات عن الدير منهم مسلمون.