بعد استضافة مصر "سيسا".. ما مهددات السلم والأمن في القارة السمراء؟
استضافت مصر هذا العام 2021 العديد من المؤتمرات العالمية والإفريقية في محاولة جادة منها لإعادة ترميم علاقاتها بدول العالم الخارجي على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الصعيد الأمني والعسكري، فجاءت استضافة مصر لـ “سيسا” هذا العام حل من أبرز الحلول للكشف مهددات الاستقرار داخل قارة إفريقيا.
وفى هذا التقرير تستعرض "بوابة الفجر" العوامل التي تهدد السلم والأمن القومي داخل القارة الأفريقية:
منظمة سيسا
منظمة سيسا أو ما يعرف باسم منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية والتي تم إنشائها في مدينة أبوجا فى نيجيريا في 26 أغسطس 2004، وقد أنشاها رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية واعترف بها بشكل رسمي من رؤساء الدول الإفريقية والحكومات من قبل رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية، وتم إقرارها بواسطة رؤساء الدول والحكومات فى قمة يناير 2005، وتم إنشاء هذه المنظمة بغرض مساعدة دول الاتحاد الأفريقي وكافة مؤسساتها للتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه قارة إفريقيا من خلال تجمع عدد من رؤساء الدول وقد بلغ عددهم 54 دولة أفريقية.
وتم وضع آليه للحوار ودراسة وتحليل الأزمات بالإضافة للتشاور فيها طبقًا لاستراتيجيات مشتركة لمواجهة كافة التحديات الأمنية بين أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية.
مصر تستضيف سيسا
بعد أن قامت مصر بتدريب عناصر استخباراتية في دول إفريقية عديدة على أعلى مستوى من الكفاءة، أصبح لها ثقلها في هذا الملف، فالمخابرات العامة المصرية من أقوى وأقدم جهاز مخابرات في إفريقيا والشرق الأوسط، لذا تسلمت مصر رئاسة لجنة سيسا من رئيس المخابرات النيجيرية لمدة عام، وتم استضافة الاجتماع السابع عشر للجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية في القاهرة.
ورحب السيسي، برؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية خلال اجتماعاتهم الأول الذى عُقد اليوم الأحد 12 ديسمبر، وأكد أن مصر تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أمن القارة الإفريقية.
ويعتبر الجزء الاستخباراتي من أهم الأجزاء التي تكون عملية صنع القرار فلا تستطيع الدولة اتخاذ أي قرار حول أمر ما دون الحصول على معلومات شديدة الدقة عنه، وأكدت الحكومة المصرية على استعدادها التام للتعاون مع كافة الدول الإفريقية على المستوى الاستخباراتي للحصول على معلومات عن كل ما يهدد الأمن القومي للقارة السمراء، كما ستكون مصر قادرة على قيادة المنظمة خلال الفترة المقبلة لمواجهة أي عمليات تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني في أي من الدول الإفريقية الأعضاء بالمنظمة.
قضايا المؤتمر
وحرص المؤتمر على شمول كافة التنظيمات الإرهابية في كل مكان، سوا التنظيم المنتشر في غرب إفريقيا وجماعة بوكو حرام المنتشرة في نيجيريا، ووفقا لخطة المؤتمر والاتفاق الاستخباراتي سيكون أول ملف محل اهتمام ومناقشة هو ملف الإرهاب لوضع حل لهذه الأزمة التي تواجه إفريقيا والعالم أجمع، وتم وضع ملف الإرهاب فى البداية حيث ظهر فى موزمبيق، وفى طريقه لكينيا والصومال، بالإضافة لمنطقة شمال إفريقيا، ومنطقة الساحل الإفريقي بصورة كبيرة، كما لوحظ زيادة نشاطه خلال الفترة الاخيرة سواء تنظيم القاعدة أو داعش، وسيبدأ عمل الحكومة بمعرفة من يتولى حكم الجماعة الإرهابية في الوقت الحالي وكيف يتم تبادل المعلومات بينهم بالإضافة للبحث عن مصادر التمويل المالي، ومع من تتعاون للحصول على الأسلحة والمتفجرات التي تستخدم في تنفيذ العملية الارهابية.
وفيما يخص الملف الثاني فقد اتفقت الدول على البحث في ملفات الإخوان داخل غرب إفريقيا وحزب النهضة المنتشر في تونس والأضرار الواقعة على الأرض الخضراء من وراء هذا الحزب فضلا عن زيادة نسبة الهجرة غير الشرعية ووضع قوانين صارمة لمعرفة المصدر الأساسي وراء زيادة نسبة الهجرة غير الشرعية وكيف تتم وما الطرق التي تتواصل بها الأفراد القائمين على الفعل.
كلمة الرئيس السيسي
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن نجاح منظومة العمل الأمني متعدد الأطراف تحت مظلة لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية سيسا، سيساعد بشكل مباشر على خدمة أهداف الأمن الإقليمي والدولي، مما يستدعي مداومة الجهد لتطوير أدوات التكامل الأفريقي بشكل يستجيب للتحديات العديدة الناشئة وغير التقليدية.
وأضاف السيسي، إن دور لجنة سيسا وكافة الأجهزة الأمنية الأفريقية مهمة للإسهام فى مواجهة أزمة فيروس كورونا، والتي أصبحت تمثل تهديد متصاعد على الأمن والاستقرار في كل الدول الأفريقية، فضلًا عن متابعة ورصد باقي التحديات الأمنية التي تفرض نفسها على القارة، ومنها موضوعات الهجرة غير الشرعية والبطالة والأمن السيبراني والجريمة المنظمة.