خبراء يكشفون لـ "الفجر" نتائج زيارة ماكرون الأخيرة للسعودية والإمارات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

أشاد العديد من الخبراء بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

وجاءت الزيارة في ظل انفراجة للأزمة التي اندلعت بين لبنان وإسرائيل، على خلفية التصريحات التي أطلقها وزير الإعلام اللبناني المستقيل من منصبه جورج قرداحي.

 

القمة بين السعودية وفرنسا

قال المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلي المملكة العربية السعودية وإجراء قمة مع سمو العهد السعودي أسفرت عن تدعيم العلاقات الإستراتيجية  وتقوية جسور بين البلدين.

 

و أضاف المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن الزيارة تناولت العديد من الملفات  وعلي رأسها الملف اليمني وآلية تنفيذ إتفاق الرياض وأيضا الملف النووي الإيراني وخطورته وكيفية تحجيم النفوذ الإيرانية في المنطقة العربية وجوب عودة إيران إلي إتفاق" 5 + 1"  وأيضا أسفرت عن أمن واستقرار دول الخليج العربي وبالإضافة إلي توافق الرواء بين البلدين في حل قضايا الشرق الأوسط  وتطبيق قرارات الشرعية الدولية واقف إسرائيل في عملية الإستطان.

 

واستكمل "آل عاتي"، أن القمة جاء فيها تناول الملف اللبناني وتأكيد المملكة العربية السعودية دعم الشعب اللبناني بالإضافة إلي الالتزام باتفاق الطائف اللبناني ونزع السلاح يكون في الدولة اللبنانية فقط.

 

سياسة التغاضي أصبحت من الماضي

صرح الخبير الاقتصادي السعودية خالد الجاسر، رئيس مجموعة أماكن الدولية، أن وساطة دولة كبرى كفرنسا لحل الازمة اللبنانية مع دولة عظمى كالسعودية وإحضار كرت رابح وهو إستقالة وزير الاعلام اللبناني (جورج قرداحي) لتحفيز السعودية على حل أزمة لبنان التي أدت إلي انعزالها عن العالم وهذا ما حدث عندما حضر ماكرون في وساطة إصلاحية للأزمة اللبنانية السعودية، وخلفياتها الإعلامية والسياسية التي أظهرت القوة السياسية السعودية، مستغلا بذلك تقديم عروضه عبر مبادرته الفرنسية للسعودية "إعادة تواصل العلاقة" بين الرياض وبيروت بعد قناعة السعودية بان حكومة لبنان أصبحت عبا على شعبها وتابعة لحزب الله الذي جعل لبنان أشرفت على وقوع الحروب الاهلية في بين اللبنانيين والتي كانت ستقع لو الله ثم التدخل السعودي في إتفاق الطائف في عهد الملك  فهد بن عبدالعزيز.

 

و أضاف الخبير الاقتصادي خالد الجاسر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ماكرون عاد بموافقة مبدئية من (مملكة الإنسانية) شفهيًا، رغم ما تحملته، بإنشاء آلية سعودية لمساعدة لبنان، بشرط قيام لبنان بإصلاحات بها.

 

وأكد رئيس مجموعة أماكن الدولية، أن المملكة لاعب رئيسي في المنطقة ولا يمكن حل أية قضية أخرى إلا بحضور سعودي كقوة إقتصادية وريادة سياسية قادت أكبر اقتصاديات العالم في G20مجموعة العشرين وليعلم العالم ان سعودية اليوم ليست كسعودية الأمس وسياسة التغاضي أصبحت من الماضي.

 

زياره ماكرون إلي السعودية والإمارات

أشار الكاتب محمد العالم، الخبير في الشؤون الدولية، أن الزيارة ماكرون إلي السعودية والإمارات جاءت من أجل  تعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب سواء  الداخل الفرنسي أو المنتشر بالشرق الاوسط واحد من أهم أسباب هذه الزيارة، لكن هذا لا يمنع ان الوفد المرافق للرئيس الفرنسي ماكرون يوحي بان الجانب الفرنسي يسعي إلي كسب مزيدا من الإستثمارات المشتركة بمنطقة الخليج، بالإضافة إلي عرض السلاح الفرنسي والتسويق له وهذا ما تنبأت به بعض التقارير الإعلامية من أن الإمارات علي وشك الإعلان عن شرائها طائرات رافال الخاضعة لسلاح الجو الفرنسي.

 

وأضاف الكاتب محمد العالم في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن فرنسا تريد العودة إلى الواجهة بالشرق الأوسط من جديد، خصوصا أن فراغا ربما تتركه بعض القوي العالمية التي فضلت الإنسحاب الجزئي من المنطقة، تناول الملف الإيراني بالتاكيد واحدًا من أهم الموضوعات المطروحة في زيارة ماكرون إلي السعودية والإمارات، فرنسا بشكل عام تسعي إلي التهدئة بالشرق الأوسط، لعلمها التام بوجود مساعي صينية لتعزيز مكانتها بالمنطقة بشكل عام في الوقت الذي أظهرت الولايات المتحدة انسحابا ملحوظا، وجود الصين وبعض القري الأخري يقلق فرنسا التي تراجع دورها العالمي بشكل كبير في الفترات الاخيرة.

 

وأختتم الخبير في الشؤون الدولية، لن يغيب الملف الليبي واللبناني عن مناقشات ماكرون مع المسئولين بالسعودية والإمارات، باريس تريد إنتخابات ليبية في موعدها وبطريقة ديمقراطية، وتريد دورا فاعلا في إعادة الإستقرار إلي لبنان، فدعم الخليج الإقتصادي ربما يساهم في إعادة إعمار ما تم تدميره بلبنان وليبيا.