"العربية اتقلبت 4 مرات".. "الفجر" تحاور والد ضحية حادث الشيخ زايد (فيديو وصور)
"الأبناء هم الأمل لآبائهم، هم قطعة من قلوبهم تستمر في الحياة بعد وفاتهم، واستمرارًا لنسلهم من بعدهم، ولكن أصعب ما يتعرض له الأب هو أن يقف ليتلقى عزاء ابنه، وهذا ما حدث مع "درويش محمد"، والد "عبدالله" أحد ضحايا حادث الشيخ زايد الذي راح ضحيته 4 شباب في عمر الزهور.
كان الشباب الأربعة بينهم يوسف وعبدالله لقوا مصرعهم في حادث مأساوي وقع في مدينة الشيخ زايد، بمحافظة الجيزة، بعد أن صدمتهم سيارة يقودها شاب وهو نجل مالك سلسلة محلات شهيرة، وتبين أن سيارة ملاكي اصطدمت بأخرى تقل 4 طلاب عند دوران قائدها اتجاه فرع النادي الأهلي.
انتقلت محررة "الفجر" إلى منزل أسرة "عبدالله"، أحد الضحايا الذين سقطوا في الحادث، لكي يكشفوا التفاصيل الكاملة لما حدث.
والد عبدالله: “مش هنسكت”
يستهل "درويش" والد عبدالله، حديثه إلى "الفجر" بالتأكيد على أن القضية ليست قضية ابنه فقط، ولكن هناك دماء ثلاثة شباب آخرين تنتظر القصاص، وعودة الحق لهم، معقبا: "مش هنسكت إلا لما نجيب حقهم، وأتمنى كل مسؤول يحط في دماغه إن الأربعة دول ولادهم عشان يجيبولهم حقهم، وناخد حقهم من الراجل ده اللي قتلهم، وسبق وعمل نفس الجريمة في وقت سابق".
آخر الذكريات مع ابنه
"قالي هروح للحلاق".. يستعيد الرجل آخر ذكرياته مع ابنه "عبدالله"، ويقول: "هما متعودين بيروحوا للحلاق مع بعض هما الأربعة، وبعد ما خصلوا من عند الحلاق ونزلوا، وكلمني الساعة واحدة قالي إنهم رايحين يجيبوا أكل وحاجة يشربوها، وهما متعودين على كدة وأصحابه كلهم أنا عارفهم ومحترمين، وكانوا عايزين يخلصوا تعليم ويخشوا الجيش عشان يموتوا شهداء".
يضيف الرجل أنه بعد فترة قليلة تلقى اتصالًا هاتفيًا من والدة "عمر" والتي قالت له إن ابنها لا يرد، فاتصل على هاتف ابنه "عبدالله"، ولكن لم يرد، فنزل إلى المستشفيات والأقسام للسؤال عنهم، وعندما ذهب إلى مستشفى "زايد العام"، وسأل الأمن عن شباب ربما يكونوا أصيبوا، فقال له: "أه فيه 4 هنا.. دول يا حاج في التلاجة"، مشيرًا إلى أنه طلب معرفة أسمائهم وعلم أنهم ابنه وأصدقائه.
“كنت هقع على الأرض"
"مقدرتش أمسك نفسي وكنت هقع في الأرض".. يروي الرجل اللحظات القاسية عندما علم بوجود جثة ابنه في ثلاجة المستشفى، وقال: "كان هيغمى عليا، والراجل هداني وقالي اقعد هنا شوية، وبعدين كلمت أهاليهم، والأهالي كلهم جاؤوا، وربنا يرحمهم ويجعلهم من الشهداء".
"سيارة المتهم زي الطلقة"
وكشف أن هناك ثلاثة شهود من الشباب رأوا الحادث، وقالوا إن سيارة المتهم كانت "زي الطلقة"، وتوقعوا وقوع حادث بسبب السرعة الزائدة، وعندما اقتربوا من مكان الحادث وجدوا بالفعل وقع الحادث و"عربية الشباب اتقلبت 4 مرات"، وبعدها نزل المتهم واتصل بأحد ما، فجاءت سيارة وأخذته وذهبت، و"مفكروش يتصلوا بالمستشفى ولا الإسعاف، وقتل العيال وهربوا"، ولكن الشباب الشهود أبلغوا عن الحادث.
أصدقاء مرتبطين بصداقة قوية
يتحدث الرجل عن ابنه الفقيد، وصفاته حيث كان يحب السيارات، وإصلاحها، وكان يحلم بأن يصبح مهندس سيارات، وأصدقائه كانوا يأتون إلى المنزل ويتناولون الطعام معًا، و"يهزروا مع بعض، ومكانوش لا بيدخوا ولا بيعملوا حاجة.. وعمر كان أزهري وقرب يختم القرآن، وهم مش شباب صيع ولا حاجة.. دول شباب محترمين وأهاليهم محترمين".
"مقدرتش أشوفه في التلاجة"
وشدد على أنه يطلب الحصول على حق ابنه، موضحًا أنه حتى في اللحظات الأخيرة لم يرى جثة ابنه، مضيفًا: "مقدرتش أشوفه ولكن ولاد عمه هما اللي راحوا شافوه".
اتصال هاتفي في الفجر
يلتقط جابر محمد، عم عبدالله، طرف الحديث ويقول إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا فجر يوم الجمعة، وقالوا له إن "عبدالله مات"، موضحًا: "قولتلهم دي بسيطة وهيقوم، لكن لما روحت لقيت أخويا قاعد في حالة يرثى لها، وقالي إن عبدالله مات، وعرفنا من الشهود عربية المتهم كانت تسير بسرعة جنونية، وتمنها يعدي 5 ملايين جنيه وبها كل وسائل الأمان، وشالت عربية الشباب".
نطالب بحق ابننا
يحبس الرجل دموعه عندما يحكي عن ابن شقيقه، ويقول: "عبدالله مش ابن أخويا ولكن هو ابني، وكلنا مش بنفرق بين أولادنا.. ربنا يرحمه ويجعله من الشهداء، ومش عايزين حاجة غير حق ولادنا، ومش بنطالب بحق عبدالله بس، لكن بنطالب كل المسؤولين في النيابة والشرطة حق الأربعة.. ومش هنسكت على حق ولادنا".
"راجل وقد المسؤولية"
يتوقف عم الضحية قليلًا عن الحديث عندما يتذكر الصفات الحميدة لابن أخيه، بينما يحاول مسح دموعه، ويقول: "شاب فيه كل الصفات الحلوة.. الله يرحمك يا حبيبي.. وكان بيروح أي مناسبة زي أي راجل كبير، وكان بيروح أي واجب، ولما كانت والدة صاحبه تعبانه راح وداها المستشفى عشان ابنها مش موجود، وأبوه كان بيعتمد عليه في شغله لأنه راجل وقد المسؤولية".
بحرقة قلب شديدة، يؤكد الرجل مطلب أخيه مرة أخرى، بالقصاص العادل للضحايا، مشددًا: "بنطالب بحق أولادنا الأربعة كلهم، وربنا يجيبلنا حقنا أولا، وبعده وزارة العدل، والقضاء المصري".
النيابة تباشر التحقيق في الواقعة
وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث الذي وقع فجر الجمعة بشارع النزهة بالشيخ زايد، وأسفر عن وفاة المجني عليه عبدالله مع 3 آخرين، بعدما اصطدمت سيارة يستقلها نجل رجل أعمال، بسيارة كانوا يستقلونها، حيث عاينت النيابة مكان الحادث والسيارتين، كما أمرت بسحب عينات دم وبول من قائد السيارة المتسبب في الحادث، للوقوف على تعاطيه مواد مخدرة من عدمه.
وكشف التقرير الطبي لـ "عبدالله"، أنه مصاب بكسر في قاع الجمجمة، ونزيف وكدمات وكسور شديدة متفرقة في أنحاء الجسم.