حوار| أول عميد كلية من ذوي الهمم: "بلعب كورة وتنس طاولة وبحمد ربنا على نعمة الإعاقة"
أهداف وطموحات وضعها لنفسه أمام نصب عينيه لتكون منارة يتجه نحوها من أجل تحقيق أحلامه التي أراد أن يثبت بها للعالم أجمع أنه قادر على النجاح باختلاف، لا يعرقله شيء سوى المثبطين للعزيمة، والكابحين لجماح الطموح، الذين لم يلق لهم بالا، ليصبح أول عميد من ذوي الهمم بكليات الجامعات المصرية، إنه الأستاذ الدكتور خالد بن الوليد، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي بقنا.
وإلى نص الحوار…
ما هي السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور خالد بن الوليد؟
الدكتور خالد بن الوليد عبد الفتاح، أستاذ علوم المواد والفيزياء التطبيقية بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي، تخرج في كلية العلوم بجامعة جنوب الوادي عام 2000 وحصل على الماجستير في 2003 ثم الدكتوراه في 2006، وكان قد عين معيدا بكلية العلوم بقنا في 2001، وعين مدرسا مساعدا بالكلية في 2003 ثم مدرسا في 2006 ثم أستاذا مشاركا في 2013 ثم أستاذا بالكلية في 2019.
حدثنا عن المناصب القيادية والمجالات التي ترأستموها قبل تعيينكم عميدًا للعلوم بجنوب الوادي؟
لقد توليت بعض المناصب، منها رئاسة قسم الفيزياء بكلية العلوم بقنا كما عملت وكيلا للكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وكنت أشغل قبل صدور القرار الجمهوري بتعييني عميد للكلية منصب وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وباحث رئيسي بالمركز المصري للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، ومدير لوحدة إدارة المشروعات بجامعة جنوب الوادي، ومدير وحدة الجودة بكلية العلوم بقنا.
كيف كانت معاناتك من تلك الإعاقة في سنوات الطفولة ومراحل الدراسة؟
معاناتي كانت في المثبطين من حولي، الذين حاولوا كبح جماح حلمي، وإثنائي عن أهدافي التي وضعتها من أجل تحقيق مكانة متقدمة، فبعد أن أصبت بشلل الأطفال بعد ولادتي كان هنالك بعض المحيطين يريدون عدم استكمالي للدراسة، بالإضافة إلى بعض الطلاب أثناء الدراسة كانوا يريدوني أن أترك الدراسة لكوني من الأوائل ولكي لا أزاحمهم في الترتيب، ولكن الدعم والدافع الكبير من أسرتي جعلني من المتفوقين.
هل إعاقتك تمنعك عن ممارسة حياتك الطبيعية؟
بالعكس، لم أضع تلك الإعاقة في الحسبان، بل أمارس حياتي بشكل طبيعي، فألعب كرة القدم وتنس طاولة وأسافر ولم تمنعني الإعاقة عن فعل ما أريد، فلقد سافرت دول أوروبية وخليجية ولم يكن معي أي مرافق، والجميع يتعامل معي بشكل عادي جدًا.
هناك كواليس حدثت قبل تعيينكم عميدًا لكلية العلوم، اكشف لنا ذلك؟
في البداية تم فتح باب التقدم لشغل منصب عميد كلية العلوم، في الوقت الذي كنت أشغل منصب وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وتقدمت بالملف اللازم ووفقًا للقرارات الإدارية تم تشكيل اللجنة الخاصة بمقابلات المرشحين، وتم تصفيتنا إلى أعلى 3 مرشحين، وبعدها تم اختياري من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، والدكتور يوسف غرباوي، رئيس الجامعة، فكل الشكر والتقدير لهم.
ما هي الرؤية التي وضعتموها لتطوير العمل بالجامعة، لإحداث تشبيك مع مؤسسات أخرى خاصة المصانع لرفع كفاءتها من الناحية البيئية والمجتمعية؟
في دول الخارج الصناعة مبنية على البحوث العلمية المختلفة، ولكن لا توجد أي مشكلة في إلقاء الحجر لتحريك المياه الراكدة، من خلال تشكيل وفد من كلية العلوم بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجامعة، وزيارة تلك المصانع لتقديم الأفكار والإمكانيات اللازمة لمساعدة تلك المصانع في تطوير الصناعات المختلفة، بالإضافة إلى التعاون مع شركة مياه الشرب والصرب الصحي، فكلية العلوم متفرعة في كل المجالات: الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا وغيرها من لعلوم الحياتية المختلفة.
كيف نجحت الدولة في مد يد العون وإحداث نقلة نوعية لكم؟
إن التوجه السائد مؤخرًا في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي هو تكفل الدولة بكل الحقوق الواجبة لذوي الهمم، ولا تبخل عليهم بأي جهد أو رعاية أو وظائف، حتى أنها تكفل حقهم في الأماكن العامة والتجمعات وحقوقهم في الثقافة والتعليم، حتى وصل الأمر إلى تخصيص مقاعد لذوي الهمم في مجلسي النواب والشيوخ، وكل منهم يعمل في موقعه ويساعد في بناء مصر الحديثة.
رسالة تحب أن توجهها لأصحابك من ذوي الهمم؟
في الأول أنا بحمد ربنا على نعمة الإعاقة، وأقول للجميع “أجعل شغلك وكفاءتك هم من يتحدثون عنك، ولا تصدر تلك الإعاقة لهم لكسب العاطفة، فسوف تجد كل تقدير واحترام من الجميع، وكل ود ومحبة، فالإنسان بما يحتويه من طموح وأمل، وليس بما يحتويه من عضلات ودهون”.