سرقة "شباك أثري" من مخزن آثار بالقاهرة.. والنيابة تفتح التحقيقات
كشف عبد الحميد عبدالقادر مفتش آثار، عن سرقة أحد الشبابيك الأثرية والتي تعود إلى العصر العثماني، وذلك عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، حيث قال: "هناك من قام بتحرير محضر في قسم شرطة السياحة والآثار في قلعة صلاح الدين بسرقة مصبعات شباك سبيل إبراهيم بك المناسترلي أثر رقم 508".
وتواصلت بوابة الفجر الإلكترونية، مع عدد من المصادر في وزارة السياحة والآثار، والتي كشفت عن طبيعة تلك السرقة التي أصابت أحد آثار مصر الإسلامية، حيث كشف المصدر عن سرقة شباك سبيل إبراهيم بك المانسترلي وهو السبيل المسجل أثرًا تحت رقم 508.
وبدأت القصة حسب ما كشفت المصادر عندما تعرض السبيل إلى لسرقة في شهر مارس 2020 وقت الحظر المفروض لمواجهة جائحة كورونا وتصدى رجال أمن الآثار للصوص وتم احباط السرقة، وتم اتخاذ قرار من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بتخزين الشباك في التكية المولوية.
وكشف مصدر آخر أنه في سبتمبر 2020 تم نقل الشباك من غرفة تخزينه بالتكية المولوية، إلى غرفة أخرى، بتوجيه من مديرة التكية، وذلك في عدم حضور مسؤولي الأمن، وعندما جاء المرممون يوم 16 نوفمبر ليبدأوا عملهم فوجئوا باختفاء المصبعات النحاسية الخاصة بالشباك بالكامل.
وبمزيد من البحث، كشف مصدرًا ثالث، أنه كان هناك اتجاه للتعتيم على السرقة حتى تم إفشاء الأمر وانتشاره على صفحات التواصل الاجتماعي فتم عمل محضر في قسم شرطة السيدة زينب يوم 22 نوفمبر، والذي قام على الفور بتحويله إلى نيابة الخليفة التي باشرت التحقيق في الأمر، حيث أمرت النيابة بتشكيل لجنة لمعاينة الشباك والفصل بأثريته من عدمها.
وأكد المتخصصون أن الشباك أثري من العصر العثماني، ويمثل الشباك قيمة كبيرة، ولو لم يكن يمثل تلك القيمة لما أجهد أحد اللصوص نفسه باقتحام مخزن التكية المولوية لسرقة مصبعات الشباك.
وسبيل المانسترلي، أنشأه إبراهيم بك المانسترلي المشرف على المكاتبات السلطانية في عهد الوالي العثماني عام 1126هـ/ 1714م، ويقع في شارع عبد المجيد اللبان بحي السيدة زينب بمدينة القاهرة، ويتبع الطراز المملوكي المحلي رغم إنشائه في العصر العثماني، مما يظهر انعكاس الأساليب المحلية المصرية المعمارية والفنية واستمرارها في العصر العثماني، وهو يتبع نمط الأسبلة ذات الشباكين، وكان السبيل يشغل ناصيتي شارعين؛ أي إنه ذو واجهتين حرتين بهما شباكا تسبيل على الشارع، ومعظم أسبلة هذا النوع بدأت في التخلص من المباني الملحقة بها خاصة المباني الدينية وبدأت تأخذ طابعاً مدنياً صرفاً؛ أي أنها أصبحت أسبلة مستقلة، كما أن معظم أسبلة هذا النوع، كما يعكسها هذا السبيل، قد تميزت بعدم وجود كتاتيب فوقها إذ بدأت القاعات السكنية تحل محل الكتاتيب.
ويقع هذا السبيل في شارع عبد المجيد اللبان أول أجزاء شارع الصليبة التي تقابل القادم لهذا الشارع من ميدان السيدة زينب علي يمين القادم، وهو أول الآثار التي تقابله في هذا الاتجاه.
ويمكن الوصول إليه من ميدان السيدة زينب بعد الدخول في شارع عبد المجيد اللبان، كما يمكن الوصول إليه من منطقة القلعة عن طريق سلوك شارع الصليبة من شارع شيخو والصليبة ثم الخضيري ثم عبد المجيد اللبان حيث يوجد الأثر.
كما يمكن الوصول إليه من شارع قدري باشا عن طريق سلوك الشارع الفرعي الذي يربط بين شارعيّْ قدري باشا وعبد المجيد اللبان وهو شارع محمد بك أبي الذهب. ويمكن الوصول إليه أيضاً من شارع السد عن طريق سلوك الشوارع الفرعية التي تربط كل من شارعيّْ السد وعبد المجيد اللبان.