سيدة الشرفة المُطلة كشفت المستور.. حكاية عجوز دفع حياته ثمنًا لـ "غدر جاريه"
شرفة إحدى الشقق، المُطلة على شقة العجوز ذات الـ70 عاما، تنظر منها سيدة تقف خلف الستار، لتتابع المشهد من بعيد، دون أن يلمحها أحد.
بضع ثوان من وقت هروب الجناة، ممسكًا أحدهما بـ" حلة الطهي"، وصرخت السيدة تستنجد بجيرانها، لنجدة العجوز المقيم بمفرده بين أربعة حوائط.. " إلحقوا يا ناس في شابين نطوا من شقة الساكن الجديد.. وجريوا بسرعة".
سرعان ما تجمع الأهالي داخل شقة العجوز، لنجدته، ونقله إلى المستشفى، في الوقت ذاته أجري أحدهم اتصالا هاتفيا بأحد أبنائه، ليخبره بما حدث.. " الحقوا أبوكم بيموت"، وأثناء ذلك أدلت السيدة بأوصاف الشابين، لتخبر الجميع أنهما شقيقان من سكان المنطقة، وهذا ما أكدته خلال التحقيقات أمام رجال المباحث.
دقائق معدودة قبل وفاة العجوز، ونجحت أجهزة الأمن بالجيزة من القبض على الجناة، وبحوزتهما أداة الجريمة، وكأنه انتظر ليحصل على حقه قبل أن يلقى حتفه، أثناء تلقيه العلاج بسبب فقدانه كمية كبيرة من الدماء.
جريمة السرقة التي نفذها الشقيقان، لم تكلل بالنجاح، وكُشف أمرهما، عند استشعار العجوز بهما، لينتهي المشهد بجريمة مأساوية راح ضحيتها قاطن الشقة المستأجرة.
استشعر ذات الـ 70 سنة، بالشقيقان، في أثناء تسليم أحدهما حلة الطهي المسروقة، من أسفل سريره، لشقيقه من نافذة الشقة الكائنة بالطابق الأرضي، وحال محاولته ملاحقتهما لضبطهما، والصياح للاستنجاد بجيرانه.
أسرع الشقيق الآخر، إلى مطبخ الشقة، واستل سكين، ثم طعن العجوز طعنة نافذة في فخذه، قطع "الشريان الموصل للدم"، وفرا هاربين قبل ملاحقتهما.
قبل 6 أشهر، استأجر أبناء رجل العجوز شقة متوسطة المساحة، بإحدى المنازل القديمة بمنطقة المنيرة الغربية، ليقضي داخلها ما تبقى من عمره، في ظل انشغال أبنائه كلا منهم بحياته الأسرية.
اعتاد أبناء العجوز ذات الـ70 سنة، زيارته بين الحين والآخر، مصطحبين زوجاتهم وأولادهم، للجلوس رفقته في ذلك اليوم والاطمئنان عليه، وقضاء متطلباته، قبل مغادرتهم.
يوم الجريمة تسلل شاب عمره 18 سنة سبق اتهامه في قضية سرقة، وشقيقه عمره 14 سنة، إلى شقة العجوز الكائنة بالطابق الأرضي، مستغلين استغراقه في النوم، في ساعة متأخرة من الليل.
لم يحتاج الشقيقين سوى دقائق معدودة داخل شقة العجوز للبحث عن أشياء ثمينة لسرقتها، لكن سوء الحظ كان حليفهما، ولم يعثر أحدهما على شئ سوى “حلة” أسفل سريره.
حمل أحد الشقيقين “الحلة”، وفي أثناء خروجهما استشعر بهما العجوز، ما دفع أحدهما إلى قتله، وفرا هاربين قبل ملاحقتهما.
اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة تلقى إخطارا من اللواء عمرو طلعت مدير قطاع الشمال، بورود بلاغًا للرائد حسام العباسي رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية، بالعثور على جثة عجوز مقتولًا داخل شقته بنطاق القسم.
تحريات العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة توصلت إلى أن شقيقين قتلا العجوز بدافع السرقة.
وتمكنت القوات بإشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة من القبض عليهما والأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة، وبمواجهتهما أقرا بارتكابهما الواقعة على النحو المشار إليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء خالد البروي حكمدار الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.