جامعة القاهرة تختتم فعاليات حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة
شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى، أمس، ختام فعاليات حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، بلقاء مفتوح عن "دور الفن في تناول قضايا المرأة"، أعقبه حفل فني لكورال الكونسرفتوار.
وعرض فيلم قصير عن أبرز الأعمال السينمائية والدرامية التي تناولت موضوع العنف ضد المرأة، وذلك بحضور الدكتور الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة أميرة تاوضروس المديرة التنفيذية للوحدة، والنائبة جهاد إبراهيم، والدكتور مدحت العدل الكاتب والسيناريست، والدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، والدكتور عمرو حسن مؤسس مبادرة "أنتي الأهم".
وقد ألقى الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع والبيئة، كلمة بالنيابة عن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، أكد فيها أن العنف ضد المرأة يشكل أكثر صور انتهاكات حقوق الإنسان على مستوى العالم وفق وثائق صادرة عن منظمة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى حرص القيادة السياسية الحالية على العديد من الجوانب على كافة المستويات، من بينها الاهتمام بالأشخاص ذوي الهمم بطريقة محترمة وآدمية، وعمل قانون منظم تفصيلي لهم.
وأكد الدكتور محمد سامي، أن الجامعة تعمل في إطار وثيقة الثقافة والتنوير التي صدرت عام 2017 عن مجلس الثقافة والتنوير برئاسة الدكتور محمد الخشت، والتي يتمثل أول بنودها في عدم التمييز على أساس الدين أو الجنس أو العرق.
وأشار نائب رئيس جامعة القاهرة، إلى دور السينما والدراما في مناهضة العنف ضد المرأة، ودور الفن في المجتمع من خلال التأثير فيه والتأثير به، ومعالجة المشكلات المختلفة التي يواجهها المجتمع، موضحًا أن القضايا الفنية التي أثرت في المجتمع كثيرة للغاية مثل فيلم "أريد حلا" الذي غير من قواعد ومسائل الأحوال الشخصية في مصر.
فيما قال الدكتور مدحت العدل، إن قبة جامعة القاهرة مثلت دائما الدعوة لتحرير العقل، موضحا أن الفن وأي عمل يتم إخراجه بعناية يمثل وسيلة مهمة وعمل تنويري ضد العنف والإرهاب، وأن المسلسلات المصرية تنحاز للمرأة، معربًا عن انحيازه للمرأة المصرية والعربية لأنها عظيمة تعمل وتكافح وتربي، مؤكدا ضرورة أن تدافع المرأة عن حقوقها، وأن يتم تغيير جميع المفاهيم ضد المرأة، وأن يتم فهم الدين بشكل صحيح منذ الطفولة، كما لا بد من الإعلاء من قيمة المرأة.
وأكد العدل، أن قيمة مصر كلها تبدأ من المرأة الأم التي تعلم وتدرس، لافتا إلى أن أول طبيبة في التاريخ كانت إمرأة وهي الدكتورة ميريت حطب، وأيضا السيدة لطيفة النادي كانت ثاني أمرأة تقود طائرة في التاريخ.
ومن جانبها، قالت الدكتورة سحر عضو مجلس إدارة وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، إن الوحدة تحتل مكانة كبيرة في المجتمع الجامعي بين منسوبي الجامعة سواء الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو العاملين، مشيرة إلى أن الجديد في الوحدة يتمثل في تطوير عملية التبليغ عن أي حالة من حالات العنف التي تتعرض لها أي فئة، كما تم التوسع في القنوات المتاحة للإبلاغ من خلالها، مضيفة أنه لا يتم الاكتفاء بالتبليغ فقط بل لا بد من الحضور إلى الوحدة مع توافر شهود، يلي ذلك بدء اتخاذ الإجراءات والتواصل مع مركز الدعم النفسي بما يساهم في الحصول على الدعم للمتضرر ووقوع العقاب الرادع على من تسبب في الضرر.
وأوضحت الدكتورة سحر، قيام الوحدة بمجموعة من الزيارات والاطلاع على نماذج وآليات مختلفة لأساليب التبليغ والدعم، مؤكدة أن النموذج الخاص بوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة يمثل نموذجا متميزا وفريدا وقادرا على تغطية جوانب أي مشكلة قد تواجهه المرأة.
وقالت الدكتورة أميرة تاوضروس مديرة وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، إن التنمر والتمييز القائم على النوع الاجتماعي يمثل نوعا من أنواع العنف، موضحة أن الوحدة نجحت في عمل حملة ضد العنف الإلكتروني مبكرًا وقبل تفشي فيروس كورونا، لافتة إلى وجود منظومة كاملة للشكاوى، موضحة أن جامعة القاهرة خصصت محاميات للتحقيق في بلاغات العنف ضد المرأة.
وأعربت النائبة الدكتورة جهاد إبراهيم عضو مجلس النواب، عن سعادتها بوجودها في رحاب جامعة القاهرة العريقة، موضحة كفاحها في التغلب على المصاعب التي واجهتها كنموذج مشرف لذوي الهمم، مشيرة إلى بعض الجوانب التي لا بد من التمسك بها والعمل من خلالها لتحقيق النجاح والتميز، من بينها أهمية ترسيخ فكرة أن السر الحقيقي يتمثل في الروح وليس الجسد، والثقة بالنفس،، ونشر الأمل والتمسك به، والإصرار على تحقيق الحلم، ومناهضة العنف، ومساعدة بعضنا البعض.
وطالبت الدكتورة جهاد، بعدم التلفظ بأي كلمات سلبية، والابتعاد عن الهدم سواء بالأفكار السلبية أو الشائعات، مؤكدة أن مصر الآن أصبحت بلد السلام والأمان والبناء والأمل الذي يعد وسيلة للدفاع عن هويتنا ويمثل قضية أمن قومي مثلها مثل الدفاع عن الحدود بالأسلحة.
من جانبها، أكدت الدكتورة غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون، ضرورة أن تثق كل امرأة وفتاة في نفسها، وأن تتسم بالروح الجميلة، وترفع من شأنها، وتتسم بالثبات. وأوضحت أن الفن بمختلف أشكاله يمثل قوى ناعمة لها تأثير كبير، ويعمل على معالجة كافة القضايا والموضوعات الخاصة بالمرأة، وهو أفضل رسالة لتأثيره على المجتمع بشكل كبير، مشيرة إلى أن اللقطة الواحدة في الفيلم يمكن أن تلخص مفاهيم كثيرة، ويكون لها تأثير كبير.
فيما قال الدكتور عمرو حسن مؤسس مبادرة "أنتي الأهم"، إن الأميرة فاطمة التي تمثل سيدة مصرية، كان لها الفضل في إنشاء جامعة القاهرة من خلال تبرعها بالأرض وجزء من مجوهراتها، مؤكدا أن جامعة القاهرة هي المنارة التي نورت عقول الشعب المصري، أننا نعيش الآن العصر الذهبي للمرأة المصرية في كافة المجالات.
وأشار الدكتور عمرو حسن، إلى الدور الفعال للدراما والفن، وقدرته على تغيير المفاهيم الخاطئة، موضحًا أن الدراما تمثل القوى الناعمة التي يمكن أن تساهم في التغيير بشكل كبير، مضيفًا أن حركات التحرر النسائي في الخارج اكتفت بأن تتحدث المرأة فقط عن حقوقها، لكن الجديد لدينا هو مشاركة الرجل في فهم مشاكل المرأة ودعمها وتطبيق منع الختان، مؤكدًا ضرورة إيضاح الظواهر السلبية الموجودة ودورنا في مواجهتها من خلال العقل والتفكير العقلاني.