"المصري الديمقراطي".. الحزب الحاكم بالصدفة.. اقتنص مقعد رئيس الحكومة ونائبه وخمس مقاعد بلجنة الـ50
مصطفى الجمل
لم يكن يتوقع أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى الذى تم تأسيسه فى 2011 عقب اندلاع ثورة يناير ولو لحظة واحدة ان الظروف السياسية ستصل بهم ليحلوا محل الحزب الوطني ، أو حتى حزب الحرية والعدالة ، بعد أن شاركوا في اسقاط الاثنين مع باقى القوى السياسية .
يحمل الحزب الذي قادته الصدفة وحدها الى سدة الحكم أيديولوجية ليبرالية اجتماعية ، يعبر عنها لفيف من مشاهير رجال السياسة والإقتصاد والعلم والفن، سعى الحزب منذ انشائه الى استقطابهم ، ليكونوا خير ممثل له في المحافل المحلية والدولية .
بدأ تأسيس الحزب المصري الديمقراطي ، في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عام 2011 بقيادة الدكتور محمد أبو الغار والدكتور حازم الببلاوى والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى في مصر والدكتور زياد بهاء الدين والفقيه الدستوري محمد نور فرحات ورئيسة المجلس القومي للمرأة ميرفت التلاوى والاديب داوود عبدالسيد والدكتور عمروحمزاوى ، الذى انشق عنه بعد اشهاره بأيام قليلة ، متعللاً بغياب الرؤية الجماعية ، والشفافية في اتخاذ القرار .
تم قبول الحزب عضواً بالإشتراكية الدولية فى 29 أغسطس 2012 ، الأمر الذى اثار شبهات كثيرة حول حصول الحزب على تمويل يقدر بـ40 مليون دولار من الإشتراكية الدولية عبر حسين جوهر أمين الشئون الخارجية بالحزب ، الا ان الدكتور أبوالغار ، أكد ان هذه العضوية تمنح الحزب المصرى بعدا دوليا وتضعه فى مرتبة متقدمة بين الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية فى العالم .
استغلال المناصب التى يشغلها أعضاء الحزب خارجه ، فلسفة رئيسية يعتمد عليها المصري في الرفع من شعبيته ، والتعريف بكوادره ، وبخاصة الشباب ، وضح ذلك جلياً في استغلال الحزب وجود الإعلامية أمانى الخياط مقرر اللجنة الإعلامية بالحزب ومقدمة برنامج صباح أون على فضائية أوتى فى ، فى الترويج لقيادات الحزب وأعضائه اعلامياً بالظهور معها ومع أصدقائها من مقدمى البرامج التليفزيونية ، وبرز عن طريق ذلك عدد من شباب الحزب أمثال أحمد العنانى وكريم السقا وهناء أبو الغار .
شرع الحزب في بداية تأسيسيه إلى سياسة المهادنة فى بعض الأوقات لدرجة أنه كان على وشك الإنفصال عن جبهة الإنقاذ الوطنى ابان قرب الإنتخابات البرلمانية فى عهد مرسى ، حيث أن غالبية الجبهة كانت تميل لمقاطعة الإنتخابات إلا أن الحزب كان يرى ان فكرة انشاء الأحزاب السياسية تقوم على المشاركة الفعالة فى جميع الإستحقاقات سواء البرلمانية أو المحليات أو الرائاسية وكذلك النقابية ، وهذا ما أدى إلى هجوم كبير عليه من جانب بعض الأحزاب وكان النصيب الأكبر لحزب الجبهة الديمقراطية برئاسة الدكتور اسامة الغزالى حرب الذى يكن للمصرى الديمقراطى قدر كبير من العداوة السياسية بسبب تفوق المصري على الجبهة في امور كثير كان منها عدد المقاعد الذى حصدها كل منهم ، وكذلك استحواذ المصري على مقاعد الحكومة ولجنة الخمسين ، بالاضافة الى اختيار أبو الغار كممثل للتيار الليبرالى فى لجنة الخمسين الأمر الذى ادى لهجوم كاسح من اعضاء الجبهة عليه ، حيث نجح الحزب في أول اختبار انتخابي له في التفوق على أحزاب كبيرة سبقته في العمل السياسي بعشرات السنين ، حيث استطاع الحزب أن يقتنص 16 مقعداً في البرلمان المنحل ، بعدما خاض الانتخابات فى تحالف انتخابى مع حزبى المصريين الأحرار والتجمع ، سمى وقتها بـ الكتلة المصرية وحصد خلالها المصري 16 مقعداً من اجمالى 34 مقعد نصيب الكتلة المصرية .
شارك الحزب شأنه شأن باقى الاحزاب المدنية فى محاولة اسقاط الرئيس المعزول ، وجماعة الاخوان المسلمين ، عن طريق تدشين جبهة الإنقاذ الوطنى عقب الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى فى 22 نوفمبر 2012 ، نجح خلالها الحزب في لفت الانظار اليه ، وعقب اعلان خارطة الطريق فى 3 يونيو والإتجاه لتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد ، انحصرت الاسماء المرشحة لتولى رئاسة الجكومة في اربعة اسماء كان للمصري الديمقراطي اثنين منهما ، وهما زياد بهاء الدين وحازم الببلاوى ، ليحسم الأمر بعد ذلك للببلاوي ، بتوليه رئاسة الحكومة ، وتولي بهاء الدين ، نائب رئيس الحكومة ، وفى لجنة الخمسين كان لأعضاء الحزب النصيب الأكبر حيث تضم اللجنة من اعضاء الحزب كلاً من محمد ابو الغار، محمد غنيم ، ميرفت التلاوى وهدى الصدة.