الانبا رافائيل يجيب عن سؤال: "هل مرض السيد المسيح بالجسد؟"
أجاب نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل على تساؤل: “هل مرض السيد المسيح بالجسد؟”، بالاستعانة ببعض ما ورد في الفصل 21 من كتاب تجسد الكلمة الذي كتبه القديس أثناسيوس الرسولي بابا الاسكندرية رقم 20.
وقال: “وربما تساءل أحد إن كان لا بد أن يُسلِّم جسده للموت نيابة عن الجميع، فلماذا لم يضع هذا الجسد (على فراش للموت وفى موضع خاص) كأى إنسان عادى بدلًا من أن يأتى به إلى موت الصليب علنًا؟ فقد كان أكثر لياقة له أن يُسلِّم جسده بكرامة بدلا من أن يحتمل موتًا مشينًا كهذا”.
واضاف: "ولكن لا بد أن نتنبه، أن هذه الاعتراضات هى اعتراضات بشريّة أما ما فعله المخلّص فهو حقًا عمل إلهي ولائق بلاهوته لأسباب كثيرة. أولًا: إن الموت الذى يصيب البشر عادة يأتيهم بسبب ضعف طبيعتهم وإذ هم لا يستطيعون البقاء لزمن طويل فإنهم ينحلون في الزمن (المحدد). وبسبب هذا أيضًا تنتابهم الأسقام فيمرضون ويموتون. أما الرب فإنه ليس ضعيفًا بل هو قوة الله، وكلمة الله، وهو الحياة عينها.
وتابع: "ولو أنه وضع جسده (للموت) فى مكان خاص وعلى فراش كما يموت البشر عادة لكان الناس قد ظنوا أنه ذاق ذلك (الموت) بسبب ضعف طبيعته، ولظنوا أيضًا أنه لم يكن فيه ما يميّزه عن سائر البشر. أما وأنه هو الحياة وكلمة الله، وكان من المحتم أن يتم الموت نيابة عن الجميع، لهذا ولأنه هو الحياة والقوة فقد نال الجسد منه قوة.
واكمل: "هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى فما دام الموت لا بد أن يتم فإنه لم يَسعَ بنفسه إلى الفرصة التى بها يتمم ذبيحته. لأنه لم يكن لائقًا أن يمرض الرب وهو الذى يشفى أمراض الآخرين. ولم يكن لائقًا أيضًا أن يضعف ذلك الجسد الذى به قَوّى ضعفات الآخرين.
واردف: "ولماذا إذن لم يمنع حدوث الموت كما منع المرض من أن يسيطر (على الجسد)؟ ذلك لأنه لأجل هذا (الموت) اتخذ الجسد، ولم يكن لائقًا أن يمنع الموت لئلا تتعطل القيامة أيضًا. ولم يكن لائقًا أيضًا أن يسبق المرض موته لئلا يُظن أن ذاك الذى كان في الجسد كان ضعيفًا. ألم يعان الجوع إذن؟ نعم إنه جاع بسبب أن (الجوع) هو من خواص جسده، على أن (هذا الجسد) لم يهلك من الجوع لأن الرب لبس هذا الجسد. لهذا فإنه وإن كان قد مات لأجل فداء الجميع، لكنه لم ير فسادًا. فقد قام جسده سليمًا تمامًا إذ لم يكن سوى جسد ذاك الذي هو الحياة عينها..