أحمد شوبير يكتب: حكم كيروش
لا يزال المدرب البرتغالى كارلوس كيروش يثير دهشة واندهاش الجماهير المصرية مع كل إعلان عن اختياراته للمنتخب الوطنى فالعرف جرى فى مصر على اختيار أكثر من ٨٠٪ من قوام النتخب من لاعبى الأهلى والزمالك والتطعيم بعدد قليل جدًا من لاعبى الفرق الأخرى، وظل الحال على ما هو عليه لسنوات طويلة جدًا ومع مختلف المدربين سواء كانوا مصريين أو أجانب نظرًا لشعبية الفريقين الطاغية وتحاشيًا للهجوم الإعلامى العنيف، خصوصًا أن الإعلام فى مصر دائمًا وأبدًا يتم تصنيفه أهلى وزمالك فقط لا غير، وأذكر أن الراحل الكبير محمد عبده صالح الوحش دفع ثمنًا غاليًا بانحيازه إلى فكرة أن يكون المنتخب للاعبى مصر كلها وليس الأهلى والزمالك فقط، فكانت النتيجة أن تم إقصاؤه من منصبه واعتزل بعدها عالم التدريب حتى جاء كارلوس كيروش ليعيد استنساخ تجربة الوحش وبدأها باللاعب عمر مرموش المحترف فى نادى شتوتجارت الألمانى وكانت تجربة ناجحة جدًا فسكتت الأقلام تمامًا ولم يجرؤ أحد على مهاجمته وعبر الرجل بمنتخب مصر من عنق الزجاجة بعد أن تخطى مرحلة صعبة فى التصفيات إلا أنه تعرض لعدد لا بأس به من الهجمات بعد أن ضم عددًا من اللاعبين غير المعروفين لدى الجماهير واستغل البعض التعادل أمام أنجولا ثم الفوز بصعوبة على الجابون فى مصر بهدف وحيد الفرصة للانقضاض على الرجل وتوقع الكثيرون أن يعدل الرجل من سياساته وأن يرضخ للهجوم عند إعلانه قائمة منتخب مصر المشاركة فى البطولة العربية، الا أنه فاجأ الجميع من جديد واختار وجوهًا غير معروفة للجميع ووضعها فى القائمة النهائية المشاركة فى بطولة العرب، ورغم تحفظى شخصيًا على بعض الأسماء التى اختارها الرجل إلا أنه بات من الواضح أن فترة حكم كيروش للمنتخب الوطنى ستشهد مفاجآت عديدة، وأن الرجل لا يفكر سوى فى الوصول لكأس العالم ولا يعنيه من قريب أو بعيد كأس العرب أو كأس إفريقيا، وهذه هى المشكلة الحقيقية التى سيواجهها الرجل بشدة خلال المرحلة المقبلة فالجماهير لا يهمها سوى الفوز وإحراز البطولات أيًا كان المنافس، والمدرب يضع كل أحلامه وطموحاته فى التأهل لكأس العالم وهو يقول فى جلساته الخاصة إن هذا ما تم الاتفاق عليه مع مسئولى الاتحاد المصرى الحالى وبالتالى ستكون النتائج هى مقياس الحكم لدى الجماهير وسيكون اكتساب أكثر من لاعب جديد يصلح للمنتخب خلال المباراتين الحاسمتين للتأهل لكأس العالم هى الشغل الشاغل لكيروش. من هنا أتوقع صدامًا عنيفًا بين الطرفين سواء الإعلام والجماهير أو كيروش والمطلوب من وجهة نظرى هو الصبر على الرجل لأننا لن نغير كل شهرين مدرب والرجل له اسمه وتاريخه ويريد أن يتأهل إلى كأس العالم أما الجماهير فلا تحب التجارب والمغامرات.. فهل تستمر فترة حكم كيروش طويلًا أم يسقطه الإعلام وبعضًا من الجماهير؟ الأيام المقبلة هى التى ستجيب عن هذا السؤال.