جحود الأبناء.. ما أسباب انتشار الظاهرة في الآونة الأخيرة؟
أصبحت ظاهرة عقوق الوالدين منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتعد من أكثر المواضيع الهامة التي يكثر الكلام عنها في مختلف المجتمعات، وجعل الله عز وجل عقوق الوالدين من الكبائر التي تؤدي لدخول النار.
وفي هذا التقرير تعرض لكم "بوابة الفجر" وقائع عن عقوق الوالدين ورأي الطب النفسي في انتشار هذه الظاهرة.
واقعة الحج صالح
انتشر مقطع فيديو لرجل مُسن على مواقع التواصل الإجتماعي، وأثار تعاطفًا كبيرًا بعدما “رماه أولاده وزوجته” في الشارع دون مأوى، وذلك بعد إصابته بمرض الشلل الرعاش وبعض الأمراض المصاحبة للشيخوخة، عدم قدرته على جلب المال والعمل، وقال له أولاده "هتشتغل وتجيب فلوس هتقعد، مش هتجيب فلوس هنرميك في الشارع".
وقاموا بطرده وظل في الشارع تحت العمارة قرابة الـ10 أيام، رأى فيهم كل أنواع الإهانة من أولاده، فكانت ابنته تنشر الغسيل لتتساقط المياه على رأسه، وابنه كان يضربه ويطلب منه مغادرة المكان لتجيب الفضائح.
وتم نقله لمؤسسة "معًا لإنقاذ إنسان" بعد تدهور حالته الصحية، وحالوا التواصل مع أبنائه ولكنهم أغلقوا هواتفهم.
واقعة الفنان رشوان توفيق
صرح الفنان رشوان توفيق أنه يعاني منذ أشهر بسبب حجز ابنته الصغرى عليه.
وقال: "جوز بنتي عايز يحجر عليا وأنا عايش، وأنا عشت عمري كله لبناتي واديتهم عمري كله وفلوسي حتى لما مراتي كانت عايشة، هل في النهاية بنتي تكافئني بأن زوجها يرفع عليا قضية؟.
واقعة قتل شاب لأمه وأبيه بالإسكندرية
قام شاب بقتل أبيه وأمه بسبب غضب زوجته منهما وخلافات الميراث، كان الأبن يعمل بإحدى الدول بالخارج، تاركًا زوجته تقيم مع والديه، وحدثت خلافات بين والديه وزوجته لعدم موافقتهم على خروجها من المنزل خلال سفر الزوج، فقامت الزوجة بترك المنزل واستأجرت شقة بعيده عنهم، وعند عودة الزوج شكت له تصرفات والديه.
توجه الإبن إلى شقة والديه وبحوزته جوانتي، للتخلص منهما، فوقعت مشاجرة بين الإبن ووالده بعدما طلب منه التنازل عن كل أملاكه له، فرفض الأب طلب الابن، فقام بطعنه عدة طعنات في مختلف أنحاء الجسم، ثم توجه إلى والدته القعيدة في الفراش وذبحها رغم توسلاتها له.
التنشئة الإجتماعية الخاطئة وغياب الوازع الديني
صرح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن كثير من الأباء يهتمون في المقام الأول بتوفير النفقات المادية، ومستوى اجتماعي واقتصادي جيد، ولكنهم يغفلون التربية.
وأضاف الدكتور وليد هندي في تصريح خاص "للفجر"، أن الكثير من الأباء يعمل بدل الوظيفة اثنان، ولا يجلس العديد من الوقت في منزله، ومنهم من يسافر للعمل بالخارج دون التواصل مع أولاده، فيكون بالنسبه لهم كالبقرة الحلوب، يجيب فقط العربية والشقة والأجهزة الكهربائية، مما يجعل الأبناء يتعاملون مع كأنه هو والعدم سواء، وعند نزول الأب اجازة لأولاده فيعتبرونه ضيف ثقيل عليهم، وذلك لعدم اعتياديهم على وجوده.
وأكد هندي، أن التنشئة الإجتماعية الخاطئة تعمل علي الجحود لدي الأبناء، وأنماط التنشئة الإجتماعية الخاطئة مثل تعليم الأبناء الأخذ دون العطاء، كل هذا ينمي لديهم إنكار وجود الأباء، وعدم مشاركة الأبناء مشاعرهم ومشكلاتهم ينمي لديهم الجحود.
وأردف أن غياب وضعف الوازع الديني أحدهم أهم الأسباب، وتجاهلهم أن من الكبائر عدم طاعة الوالدين، وإنكار وجودهم، وارتكاب ضدهم الأفعال غير الحميدة، ووجود أصدقاء السوء يعود بالسلب، وتعاطي المواد المخدرة تربى لديهم الجحود وتجعلهم يرتكبون العديد من الجرائم دون وعيهم.
واختتم الدكتور هندي كلامه، أن جحود الأبناء قد يؤدي لارتكاب جرائم أسرية، وقتل الآباء، والتنصل منهم، وإدعاء عدم وجودهم.
حالات فردية وليست ظاهرة.. المادة لغة العصر
وقالت الدكتورة منى شطا الأخصائية النفسية وعضو مجلس إدارة نقابة الإجتماعيين، أن ترفض أن تمسى هذه ظاهرة، بل هي حالات فردية ولا تنطبق عليها صفات الظاهرة.
وأضافت الدكتورة منى شطا في تصريح خاص "للفجر"، أن أسباب هذه الحالات هو البعد عن الدين، بل والإهتمام بالمادة فقط، وأن قيم المجتمع اختلفت، وترتيب القيم عند الناس اتغير، وأصبحت المادة هي لغة العصر.
وأكملت: زي ما فيه جحود الأبناء هنشوف كتير جحود الآباء، وأن دلوقتي في آباء بيودعوا أطفالهم في دور لرعاية الأطفال.
واختتمت الدكتورة منى، أن العلاج يكون بنشر الوعي الديني وتوعية الأبناء بعقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والأخرة، وتربية الأبناء على الترابط والحب وأهمية العلاقات الأسرية.