بين الأهداف المعلنة وما تم تحقيقه.. هل كانت “حياة كريمة” طوق النجاة للمصريين؟
كانت البداية عند إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة البدء في مبادرة حياة كريمة فى 2 يناير 2019، لتوفير احتياجات الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، في كل المجالات الخدمية مثل الصحة، والتعليم والسكن.
الأهداف المعلنة
قامت مبادرة حياة كريمة على تعزيز التدخلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية لتحقيق 4 أهداف رئيسية تتمثل في تحسين سبل العيش والاهتمام بالعنصر البشرى، مثل: السكن اللائق "سكن كريم"، والشمول الاجتماعي والمالي، وتوعية المجتمع، إلى جانب الإرتقاء بخدمات البنية التحتية، مثل: الصرف الصحي والمياه وشبكات الصرف الصحي للمنازل والطرق، فضلًا عن رفع جودة خدمات التنمية البشرية، مثل: الوصول إلى تعليم جيد، وتقليل كثافة الفصول الدراسية، وتعزيز المرافق الصحية والطبية والوحدات المتنقلة لتقديم الخدمات المتنوعة، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والتوظيف الجيد من خلال توفير المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة للقطاع غير الرسمي وتعزيز التعليم المهني وخلق فرص عمل، ونختصر الأهداف المعلنة في النقاط التالي:
1- تنمية شاملة لكافة التدخلات المطلوبة للبنية الأساسية والمرافق.
2- سكن كريم للفئات الأولى بالرعاية.
3- تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير الوحدات ومراكز الشباب.
4- التمكين الاقتصادى وتدريب وتأهيل وتشغيل القادرين على العمل.
5- الاستثمار فى تنمية الإنسان لتعظيم قيمة الشخصية المصرية.
6- سد لفجوات التنموية بين القرى للقضاء على الفقر.
7- تحفيز قيم المشاركة المجتمعية بين مؤسسات الدولة والمواطنين.
8- استيعاب القدرات الشبابية المتطوعة وتوجيه جهودها للعمل الخيرى والتنموى.
9- تحسين البنية التحتية من شبكات الطرق ومياه الشرب والكهرباء والغاز الطبيعى.
10- التخفيف عن كاهل الفئات المجتمعية الأكثر احتياجا بمحافظات مصر لضمان حياة كريمة.
ما تم تحقيقه
وبالفعل بعد الحديث عن الأهداف تم اطلاق المرحلة الاولى لمبادرة "حياة كريمة" في يناير 2019، في إطار سعي الدولة لمواصلة الجهود لإتاحة الاستثمارات اللازمة لتحسين جودة الحياة للمواطنين، وبدأت تؤتي ثمارها شيئا فشيئا وتمثلت في التالي:
اعتمدت المبادرة بشكل أساسي على تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، واستهدفت 375 قرية، وأسهمت في خفض معدلات الفقر في بعض القرى بنسبة 11 نقطة مئوية، كما نتج عنها تحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بنحو 50 نقطة مئوية في بعض القرى، فضلًا عن مساهمتها في التخفيف من حدة تأثيرات فيروس كورونا على حياة 4.5 مليون مواطن.
كما نجحت مبادرة "حياة كريمة" في خفض معدلات الفقر وتوفير الخدمات في القرى التي تغطيها المبادرة، مما ساهم في إدراجها في المنصة الإلكترونية التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (UNDESA)، ضمن أفضل الممارسات الدولية في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة SDGs Good Practices، وذلك لكونها تتلاقى مع العديد من أهداف التنمية المستدامة الأممية، كما أنها محددة وقابلة للتحقق والقياس ولها نطاق زمني.
واستطاعت مبادرة حياة كريمة الانتهاء من 102 مشروعا بمحافظات الجمهورية المختلفة تخدم 86 قرية و15 مركزا بمختلف محافظات الجمهورية ما بين (21) قرية بمحافظة البحيرة وقريتان بمحافظة الغربية وعدد (3) قرية بمحافظة المنوفية و15 قرية بمحافظة المنيا و26 قرية بمحافظة سوهاج وعدد (8) بمحافظة قنا وعدد (11) قرية بمحافظة أسوان، وذلك بقيمة 6.3 مليار جنيه.
المرحلة التانية “ تنمية الريف المصري”
بعد ظهور بشائر المرحلة الأولى من هذا المشروع الهائا كانت الحاجة ملحة لتشمل هذه المبادرة الريف المصري والنظربعيم ثاقبة لما يعانيه من مشاكل في مختلفة المجالات، وبالفعل تم إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة في إطار "المشروع القومي لتنمية الريف المصري"، لتستهدف كل قرى الريف المصري بواقع 4584 قرية يعيش بها أكثر من نصف سكان مصر نحو 50 مليون مواطن، وبتكلفة إجمالية تتخطى 700 مليار جنيه، بما يعزز جهود الدولة لتوطين أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة، والتي تُعد أحد الركائز الأساسية لرؤية مصر 2030.
مشاركة قطاعات الدولة في المبادرة
قطاع الاتصالات
تعد وزارة الاتصالات شريكا رئيسيا فى خطط التنمية لتطوير القرى، حيث تم الإعلان عن أن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة ستصل فيها كابلات ألياف ضوئية لنحو 1413 قرية في 52 مركزا بـ20 محافظة في 2022، مما يساهم بشكل كبير في فتح مجالات أوسع للشباب في القدرة، ويزود قدرتهم على الإبداع والمنافسة والتعليم، كما يسرع من وتيرة التحول الرقمي بالمحافظات، كما سيتم تطوير كافة الشبكات بالقرى من خلال المبادرة الرئاسية".
وتتمثل خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تحسين جودة خدمات الاتصالات المقدمة للمواطنين وتعزيز الشفافية والحوكمة من خلال تطوير البنية التحتية للاتصالات وتغطية الطرق الرئيسية وبعض المناطق فى المحافظات بشبكات المحمول، واستكمال تنفيذ خطة الوزارة لرفع كفاءة شبكة الانترنت بتكلفة اجمالية تبلغ نحو 5.5 مليار جنيه لهذا العام؛ مع العمل على اصدار تقارير دورية حول جودة خدمات الاتصالات، وكانت المستهدفات قطاع الاتصالات لرقمنة قرى حياة كريمة كما يلي:
- ربط القرى المستهدفة بكابلات الألياف الضوئية لرفع كفاءة الإنترنت.
- مليون منزل مستفيد من المرحلة الأولى بمعدل 3 ملايين وحدة سكنية.
- توصيل الإنترنت، على أن يكون هناك خط "فايبر" لكل منزل.
- تطوير أبراج المحمول، بالاتفاق مع الشركات على مد الكابلات وإنشاء نحو 1000 برج.
- العمل مع الجهات الحكومية لمحو الأمية الرقمية للبالغين.
- تطوير مكاتب البريد وتصل لـ 878 مكتبا مع تزويدها بماكينات صراف آلى.
قطاع الأوقاف
من جهتها تشارك وزارة الأوقاف مع مؤسسات الدولة فى مبادرة الرئيس السيسى "حياة كريمة"، من خلال تخصيص مبالغ مالية من مواردها الذاتية لمشروعات ضمن المبادرة فى القرى الأكثر احتياجا، ومن خلال مشروع صكوك الأضاحى، حيث توفر لحوم الأضاحى على الأسر الأكثر احتياجا بقرى المبادرة، نستوضح فيما يليمشاركة الوزارة فى مبادرة "حياة كريمة":
1. نفذت الوزارة إحلال وتجديد للمساجد بالقرى المستهدفة بالمبادرة بتكلفة إجمالية نحو 119،495،918 جنيهًا
2. صيانة مساجد فى قرى مبادرة حياة كريمة بتكلفة 24،690،108 جنيهًا
3. جارى عدد من مساجد قرى "حياة كريمة" إحلالًا وتجديدًا بتكلفة 107،067،399 جنيهًا
4. جار العمل على صيانة مساجد أخرى بتكلفة 12،533،139 جنيهًا.
5. تستهدف وزارة الأوقاف إحلال وتجديد مساجد فى قرى حياة كريمة بتكلفة نحو 74.835.758 جنيهًا.
6. تستهدف وزارة الأوقاف صيانة وترميم مساجد بتكلفة تقدر بـ 7،736،800 جنيهًا.
7. تم تخصيص 100 ألف متر من السجاد لفرش المساجد الواقعة بنطاق تنفيذ المبادرة.
8. تم فرش مساجد فى 16 محافظة من محافظات "حياة كريمة"، بإجمالي عدد مساجد 187 مسجدًا وبإجمالى مساحة فرش (50،27.35) مترًا، وبتكلفة إجمالية قدرها (8،754،786،25) جنيهًا.
9. تحويل 100 مليون جنيه للهيئة العامة للأبنية التعليمية لبناء مدارس بالقرى الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية، بإجمالي 13 مدرسة.
10. تخصيص 50 مليون جنيه من الموارد الذاتية لصندوق "عطاء" لذوى الاحتياجات الخاصة.
11. تم توزيع 1453 طنًا من لحوم صكوك الأضاحى على الأسر الأولى بالرعاية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي.
قطاع الثقافة
وكان للثقافة نصيب من مباردة حياة كريمة أيضا، حيث دشنت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، أول نموذج من "كشك كتابك"، بساحة دار الأوبرا، والذي يتم تنفيذ 333 وحدة منه ضمن مشاركات وزارة الثقافة في المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى مصر وذلك بالتعاون مع مجلس الوزراء ومؤسسة حياة كريمة والهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج وبحضور أعضاء مؤسسة حياة كريمة، والدكتور هشام عزمي أمين عام للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتورة نيفين محمد رئيس دار الكتب والوثائق القومية، الدكتور فتحي عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، الدكتورة كرمة سامي رئيس المركز القومي للترجمة، والمخرج هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الدكتور أحمد بهي الدين نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب، زينب عزيز رئيس المركز القومي للسينما.
قطاع التنمية المحلية
في هذا الإطار أعلنت وزارة التنمية المحلية، أن المبادرة تستهدف تطوير 3 مراكز في محافظة أسوان تضم 445 تجمعا ريفيا ونجعا وكفرا، ولكن حسب التوجيه الرئاسي الجديد فإن عمليات تطوير محافظة أسوان ستشمل كل مراكز المحافظة ضمن مبادرة حياة كريمة.
ومن المقرر أن تكون محافظة أسوان من أوائل المحافظات التي سيجرى إنهاء تطويرها على مستوى الجمهورية في 30 يونيو 2023، حيث ستكون أول محافظة يجرى الانتهاء من تطويرها بشكل إجمالي ضمن مبادرة حياة كريمة.
وتستمرمبادرة حياة كريمة تغيير حياة ملايين المواطنين بمختلف المحافظات المصرية، خاصة فى توفير مرافق متنوعة تتم لأول مرة فى مئات القرى والمراكز، من خلال الشركات العامة والخاصة على حد سواء، لإنجاز مشروعات بأكثر من 700 مليار جنيه.