مصطفى عمار يكتب: هل يفيد إعادة إنتاج مسلسل "بوابة الحلوانى"؟
طرحت على صفحتى الشخصية فكرة إعادة إنتاج مسلسل «بوابة الحلوانى» مرة أخرى.. خصوصًا أن النص الذى كتبه المبدع الراحل الأستاذ محفوظ عبدالرحمن، واحد من أهم نصوص الدراما المصرية التى كتبت على مدار تاريخها بالكامل، وما كان يعيب العمل الذى قدم على مدار خمس حلقات بداية من ٩٢ حتى عام ٢٠٠١.
هو تنفيذه بتقنيات وملابس وديكورات ومكياج يناسب الفترة الزمنية التى تم تنفيذه خلالها، ورغم الأداء العظيم لكل الممثلين المشتركين فى العمل والذى تجاوز عددهم أكثر من ١٠٠ ممثل وممثلة على مدار الأجزاء الخمسة، إلا أنك تضبط نفسك وأنت تشاهد العمل الذى يعاد عرضه على قناة «دى إم سى» وأنت تسأل نفسك.. ماذا لو أعيد إنتاج هذا النص الآن؟.. بكل ما نملكه من إمكانيات وتقنيات حديثة.. هل تتخيلوا معى هذا المشروع الكبير إن تم تنفيذه؟.. ما طرحته أحدث حالة من الخلاف الكبير بين أصدقائى على صفحتى الشخصية.. منهم من قال إنها فكرة عظيمة وأنها ستكون مشروعًا عظيمًا.. ومنهم من قال إنه موافق على الفكرة ولكن بشرط إعادة كتابة النص من جديد ليتناسب مع التقنيات الحديثة فى التصوير والإخراج ومنهم من رفض الفكرة وقال لماذا نستحضر الماضى ومن ماتوا.. ألا يوجد بين الأحياء من كتّاب من يستطيع تقديم عمل أفضل من بوابة الحلوانى؟! ومنهم من قال إنها فكرة سيئة لأن إعادة إنتاج الأعمال القديمة لم تلق نجاحًا.. وفى الحقيقية أنا سعيد بأن تطرح فكرة كل هذه الآراء لنناقشها ونتحدث حولها لنصل لنتيجة تصب فى الأساس فى مصلحة الدراما المصرية العظيمة.. التى عن حق هى أصل الدراما العربية..
وأنا سأرد على كل الآراء التى وصلتنى تعليقًا على ما كتبته.. وأود أولًا أن أشكر كل المتحمسين للفكرة، والذين حلموا من خلالها على عودة نص عظيم فى وقت تقل فيه جودة النصوص المكتوبة بشكل كبير وملاحظ.. لدرجة تجعل من الصعب أن تمسك بنص جيد يسير بك ٣٠ حلقة دون أن تفقد شغف متابعته.. أو دون أن يقع صانعه فى فخ التطويل.. فما بالنا بنص مكتوب منه خمسة أجزاء كاملة كل حلقة منه ٤٥ دقيقة وليس ٢٦ دقيقة مثلما يحدث الآن ! كيف لنا أن نهمل نصًا أدبيًا لكاتب فى حجم محفوظ عبدالرحمن وأحضر مؤلفون جدد يكتبون نصًا آخر عن نفس القصة.. من منهم سيأتى بربع ما صاغه محفوظ عبدالرحمن؟ نحن أمام كنز درامى لو أحسنا استغلاله وتوفير جميع العناصر المميزة لتنفيذه سيكون هو العمل الأول بالوطن العربى بالكامل وليس مصر فقط.. وعن فكرة فشل محاولات إعادة إنتاج أعمال قديمة.. فهى حجة ضعيفة.. فعلى مستوى السينما هناك عشرات الأعمال التى أعيد تقديمها أكثر من مرة وفى كل مرة كانت تخرج أفضل عن ما قبلها ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. فيلم » جاسبى العظيم ».. وأما عن الدراما فأنا لا أعرف هل تم تنفيذ الفكرة أم لا من قبل.. لكن لماذا لا نحاول أن نكون أول من يقوم بهذه الخطوة.. خصوصًا أن الجميع يشتكى من ضعف النصوص المقدمة وفقدانها الروح بسبب سيطرة ما يعرف بورش الكتابة.. وحتى النصوص المقدمة من أفراد مع احترامى لكل الكتاب وأغلبهم من الأصدقاء.. نحن نعانى أزمة حقيقية فى تقديم نص درامى من ٣٠ حلقة متماسك.. امنحوا الفكرة فرصة ليتم تنفيذها بعيدًا عن شخصنة الأمور ومصالحنا الشخصية كمؤلفين.. الدراما المصرية تستحق مننا أن نوحد الصف لتعود كما كانت «أصل الدراما العربية».