محلل فلسطيني لـ "الفجر": قرار بريطانيا ظالم وعدائي وإدراج حماس كتنظيم إرهابي له أبعاد أخرى
فجرت بريطانيا اليوم الجمعة مفاجأة من العيار الثقيل وذلك في أعقاب قرار وزارة داخليتها بإدراج حركة "حماس" الفلسطينية كتنظيم إرهابي، فيما كان قد لقي هذا القرار ترحيبا كبيرا من الجانب الإسرائيلي.
ورحب نفتالي بينت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقرار البريطاني بشدة وخرج عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" ليعلن عن تأييده لهذا القرار.
وفي سياق متصل، كان قد علق الدكتور علاء عزت أبو زيد باحث مختص في الشأن الأمريكي وأحد أبرز المحللين السياسيين الفلسطينيين والمختص فى الشئون الدولية والصراع العربي الإسرائيلي على هذا الأمر قائلا:" أولا هذه ليست المرة الأولى التي توصف فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها منظمة إرهابية فقد سبق بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك كندا، والاتحاد الأوروبي".
وأضاف "أبوزيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":"هذا التوصيف إلى حركة حماس في بريطانيا ما كان سيحدث لولا دعم اللوبي الصهيوني داخل المملكة المتحدة، ودعم جهاز الشاباك الإسرائيلي صاحب الخبرة العالية والتجربة الطويلة في محاربة حمـاس من خلال تقديم الكثير من المواد والمعلومات لمساعدت وزارة الخارجية في التعامل مع البريطانيين، وذلك فى مساعيها إلى وصف كل من يقوم بمقاومة المحتل الإٍسرائيلي بالإرهاب، فإسرائيل تعتبر المقاومة السلمية، وما تملك فصائل المقاومة من أسلحة وصواريخ بدائية بمثابة تهديد لوجودها، على الرغم من امتلاكها ترسانة عسكرية لا تقارن بدول الشرق الأوسط".
إسرائيل والترحيب بالقرار
أما عن ترحيب إسرائيل بهذا الأمر، فقال المحلل الفلسطيني:" بالطبع رحبت كافة الأحزاب، والتيارات الإسرائيلية بتصنيف حماس منظمة إرهابية، بل وأنها قدمت الشكر للحكومة البريطانية، وحثت بريطانية على دمج جناحي الحركة: السياسي والعسكري بهذا التوصيف أو التصنيف، وهي التي اتخذت قرار في (يوليو السابق) بهذا الخصوص".
وتابع:" فوزير الخارجية الٍإسرائيلي في الحكومة الائتلافية (يائير لابيد) قدم الشكر الرسمي إلى وزيرة الداخلية البريطانية (بريتي باتيل) منذ أسبوع في الولايات المتحدة، أي أن إسرائيل كانت على دراية بالتحركات البريطانية، بحجة منع أنشطة حماس وتمددها داخل بريطانيا، وهو ما رحب به أيضا (نفاتلي بينيت) أيضا معتبرا أن الجناح السياسي للحركة هو المساعد الرئيس للجناح العسكري وكلاهما واحد، والذي هو أيضا قدم شكره لرئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون) على هذا القرار وصنفها أي حركة حماس بأنها معادية للسامية".
أسرار وراء قرارات بريطانيا
وكشف "أبوزيد" السر وراء التحركات البريطانيه، قائلا لـ "الفجر":"هذا القرار له بعد اقتصادي بتجفيف منابع التبرعات للمقاومة الفلسطينية، خاصة بعد الدعم ومسيرات التأييد الحاشدة التي شهدتها بريطانيا في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في (مايو من هذا العام)، وكأنه تهديد لأي شخص يفكر بدعم حركة حماس، وفق قانون مكافحة الإرهاب البريطاني بالسجن لمدة (عشر سنوات)".
واختتكم المحلل السياسي الفلسطيني تصريحاته، قائلا: "أخيرًا ما أود قوله أن الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله بما فيها حركة فتح، رفضت هذا القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية، وهو قرار عدائي ظالم ضد الشعب الفلسطيني الذي يحتضن المقاومة التي هي من حق شعبنا ما دام بقي الاحتلال الإسرائيلي جاسم على أرضنًا".