خبير أثري يحسم الجدل بشأن مكان وجود جبل التجلي الأعظم
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري، إن مشروع التجلي الأعظم في سيناء، هو أحد المشروعات السياحية الواعدة للدولة المصرية، والذي سيقوم على إحياء مزار ديني هام للغاية، مما سيعمل على تنشيط السياحة الدينية في مصر.
وأضاف ريحان في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المشروع يتضمن عمل ممشى سياحي يحاكى المسار التاريخي لسيدنا موسى عليه السلام، عبر وادى الراحة وصولًا إلى جبل التجلي حيث ناجى المولى سبحانه وتعالى نبيه موسى فتجلى عند شجرة العليقة المقدسة وموقعها حاليًا داخل دير سانت كاترين في رحلة موسى عليه السلام الأولى في سيناء وحيدًا }إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى { طه آية 12 وتجلى سبحانه وتعالى للجبل حين طلب نبى الله موسى رؤية ربه حين ذهابه لتلقي ألواح الشريعة في رحلته الثانية فدك الجبل } فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا {الأعراف 143
وأشار ريحان إلى محاولات عدة دوائر سلب هذه القيمة الكبرى عن مصر التي شرّفها الله سبحانه وتعالى بجبل الشريعة بالوادي المقدس طوى ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ونقلت عنه المواقع العربية أن نبي الله موسى قد كلم ربه في الأردن وليس مصر عن طريق جبل نافو كما نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن عمانويل الذي قال ذكر أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب
وأضاف ريحان أن العالم الأمريكي تشارلز ويتاكر بجامعة المعمدانية في لويزيانا الأمريكية قال إن "جبل موسى" موجود في المملكة العربية السعودية وأن الجبل المذكور هو جبل اللوز الذي يقع شمال غرب المملكة العربية السعودية قرب الحدود الأردنية في منطقة تبوك على بعد حوالى 200 كم شمال غرب مدينة تبوك حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
واستند في ذلك على حجة واهية وهي وجود كتلة حجرية تخيل بخياله الواسع أنها بقايا المذبح الحجري الذي صنعه بني إسرائيل لعبادة العجل الذهبي خلال غياب نبي الله موسى عندما ذهب ليصعد جبل سيناء وذكر تسيفي إيلان أن جبل موسى في سيناء ولكن في منطقة سرابيط الخادم مما يؤكد أن الغرض من هذه الأراء مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقي بالوادي المقدس طوى فمرة في سيناء وأخرى في النقب أو الأردن.
،أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان من خلال تحقيقه الأثري لرحلة خروج بني إسرائيل وتحديد محطات الخروج والذي نشره في كتاب " التجليات الربانية بالوادي المقدس طوى" أن بداية الرحلة بسيناء هي عيون موسى حيث تفجرت اثنتا عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلبوا من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس (موقع طور سيناء حاليًا) التي عبدوا فيها العجل الذهبى بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبى الله موسى ألواح الشريعة وقد انتقل بنى إسرائيل إليه عبر وادى حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا).
ويشير الدكتور ريحان إلى أن موقع الجبل المقدس يتفق مع خط سير الرحلة وهو المحطة الرابعة التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وهي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل ويؤخذ من أشجار الطرفا القريبة من الوادى المقدس حاليًا وهناك منطقة كاملة بهذا الاسم، والسلوى وهو شبيه بطائر السمان المتوفر بسيناء كان النص القرآنى }اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ{ سورة البقرة آية 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى لسيناء } إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ {القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد في أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى شجرة العليقة المقدسة.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن العلماء الإسرائيليون ادّعوا أن بنو إسرائيل هم أول من أطلق على سيناء هذا الإسم وهذا غير علمى تمامًا فإن اسم سيناء التى ذكرت في القرآن الكريم باسم سينين تعنى أسنة الجبال وهي ما تتميز به جبال سيناء ومعناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها وأطلق قدماء المصريين على سيناء اسم توشيت أى أرض الجدب والعراء وسماها الإغريق أرابيا بيترا أى بلاد العرب الحجرية ويشهد معبد سرابيط الخادم بجنوب سيناء على تقديس حتحور التى أطلق عليها سيدة الفيروز
ولفت الدكتور ريحان إلى وجود ثلاثة طرق للصعود إلى جبل موسى من الدير، طريق سيدنا موسى وطريق عباس باشا وطريق وادى الأربعين، أمّا طريق سيدنا موسى فهي مختصرة ومهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة وتم ترميمه عام 1911م، وارتفاع جبل موسى 2242 م فوق مستوى سطح البحر وعلى الجبل نبع ماء كان يعيش بجوارها أحد النسّاك وكنيسة الأقلوم.
وهناك قنطرتين من الحجر، قيل أنه كان يجلس عند كل قنطرة راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم وبعد القنطرة الثانية نجد منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا)، وهناك كنيسة موسى النبى وبجانبها كنيسة إيليا النبى وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل أنها المغارة التى سكنها إيليا النبى عند مجيئه إلى جبل حوريب ومن فرش إيليا طريق يتجه شمال غرب إلى قمة جبل الصفصافة ويمر بمغارة القديس إسطفان ثم كنيسة مار يوحنا.
ومن كنيسة النبي إيليا يتم الصعود إلى جبل موسى وهناك بقايا كنيسة صغيرة بناها جستنيان في القرن السادس الميلادى وبقايا جامع صغير من العصر الفاطمي بنى في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م، وهناك كنيسة حديثة شيدت عام 1933م وتسمى كنيسة الروح القدس استخدم فيها أحجار من الكنيسة القديمة التي تعود للقرن السادس الميلادى.
ويوضح الدكتور ريحان أن الطريق الثانى للصعود إلى جبل موسى هو طريق عباس باشا الذى مهد هذا الطريق فسمى باسمه، ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات، وعلى قمة جبل سانت كاترين الذى يقع غرب الدير توجد كنيسة بنيت مكان العثور على بقايا القديسة كاترين وكان الرهبان يذهبون أعلى جبل سانت كاترين لإقامة قداس في الكنيسة واستمر ذلك حتى تم نقل الرفات إلى كنيسة صغيرة داخل كنيسة الدير الرئيسية والرفات الآن بصندوق داخل الهيكل، والطريق الثالث هو طريق وادى الأربعين حيث يصعد إلى الجبل عبر وادى اللجاة المعروف بوادي الأربعين ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات.