في ظل قرارات العزل والتشكيك.. سيناريوهات الأزمة المحتدمة داخل الإخوان؟
لا تزال الخلافات تشتعل بين أجنحة تنظيم الإخوان في الخارج عقب تعدد أشكال الصراع وسط توقعات بوصولها إلى سيناريو "إراقة الدماء" بين الطرفين المتصارعين.
وتفاقمت أزمة جماعة الإخوان خاصة مع احتدام الصراع بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، حيث تطور الصراع ليدخل منعطفا جديدًا.
تجاهل تام
أعلنت جبهة محمود حسين في تركيا تجاهلها التام لكافة قرارات منير، ومنها قراراته بإحالة 6 من قيادات الجماعة في إسطنبول للتحقيق، معلنةً رفضها لما أسفرت عنه انتخابات مكتب اسطنبول، فيما أعلنت جبهة "منير" أنها تدرس فصل كافة المؤيدين لجبهة حسين أو المتعاطفين معها.
قرارات جديدة
وأعلنت جبهة "منير"، قرارات جديدة تخص تجميد عضوية محمود حسين و5 من أعوانه بعد أن كان أحالهم للتحقيق، وذلك ردًا على دعوة محمود حسين الأمين العام للجماعة أمس بانتخاب مرشد جديد للتنظيم الإرهابي.
منصات بديلة
أعلنت جبهة منير إطلاق منصات إعلامية بديلة للمنصات التي يُسيطر عليها قيادات جبهة "حسين"، حيث أطلقت الجبهة ما اعتبرت أنه "الموقع الرسمي والوحيد للجماعة باسم "إخوان سايت" بديلا لـ "إخوان أون لاين".
من المسيطر على الجماعة؟
قال خبير الجماعات الإسلامية الدكتور حسام الحداد، إن من يسيطر على الموارد المالية هو من يتحكم في الجماعة، مؤكدًا أن المخالف له سوف يتم تجميده.
وأضاف الحداد فى تصريح خاص ل "الفجر"، أن معظم القيادات تلجأ إلى تدشين مركز دراسات أو منظمات حقوقية تُخدم سياسات الجماعة الإرهابية.
وكشف الحداد أن سبب الصراع الرئيسي هو السعي وراء المال والسلطة من الجانبين سواء منير أو حسين، وكلاهما يركض خلف المصالح الشخصية وقد اتضحت ذلك من خلال الخلافات التى شرعت فى الظهور.
خلافات الإخوان إلى أين
وقال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية سمير غطاس، أن العِراك أشتد بين الفريقين وحدث انشقاق طويلي يقسم أفراد الجماعة، واحتارت الكوادر بين رأيين خاصة بعد المنصتين الممثلتين لجماعة الإخوان المسلمين، إسلام أون لاين التابع لمحمود حسين والذي يندرج تحته 3 مواقع رسمية أو الإخوان سايت الذي اتخذه إبراهيم منير كمنصة رسمية له، وتسعى كلا المنصتين لنشر الفضائح المالية والتى ذكر فيها أسماء كثيرة من بينها محمود عزت وآخرين.
وفى تصريح خاص لـ "الفجر" أضاف سمير غطاس أن هناك خلافات مالية تكشفت الآن وكثير من الكوادر والقواعد التى لم تكن تعرف عن الفساد المالي للجماعة، هذا الامر مرشح للمزيد من الانشقاقات لآنه لا يبدو فى الافق اي مجال لتسوية الخلاف بين الطرفين، حيث عزل كل طرف الآخر فقد عزل محمود حسين ابراهيم منير، ومنير عزل حسين ومجموعته (الست أشخاص فى اسطنبول) وأحال حسين هذا الأمر بأكمله لمجلس الشوري، وأغلبهم يدعم حسين لعزل منير، ولكن جزءًا منهم لم يعترف بقرار العزل وما زال يدين لمنير بالولاء.
وقد شهدت السجون انقسام داخلي ومن الواضح أن حركة الإخوان تواجه أكبر أزمة فى تاريخها، ولم يحدث أزمة مشابهه، على الرغم من حدوث أزمات في 1954 وأزمات الستينيات إلا ان هذه الأزمة ستسفر عن أشكال جديدة في جزء كبير من الجماعة سيعتزل نتيجة اكتشافه ان جماعته بأكملها من الجماعات المتناحرة وأنه ليس طرفًا فى هذه الجماعة وقد خُدع طويلًا، وهناك مجموعة من الشباب ستترك التنظيم وسيبلور الانقسام نفسه إلى فريقين، كلًا منهما يدعي أنه يمثل الإخوان المسلمين.
وأكمل رئيس منتدى الشرق الأوسط ان هناك تخوفات من ان يظهر تيار اكثر تطرفًا يغادر الإخوان ويهاجر للجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش الذين يراقبون الأمر وتغذية فى محاولة منها لاجتذاب العناصر الناقمة على الإخوان.
وكشف الدكتور سمير غطاس أنه لا مصالحة للجماعة مع مصر، حيث روج البعض للمصالحة مع النظام في مصر وهذا الأمر غير مطروح على الاطلاق، وعلينا ان نراقب التطورات عن كثب وإلى أين تذهب التيارات؟ هل تنقسم فقط إلى تيارين أما ستكفر مجموعة الشباب وتتجه للجماعات المتطرفة.