أبو الغيط عن المياه: نؤمن بالحوار السياسي الذي يراعي مصالح وحقوق الجميع
ينشر موقع الفجر، كلمة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاجتماع رفيع المستوى حول "ندرة المياه: تحدى للتنمية المستدامة في المنطقة العربية".
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد/ رئيس الدورة الثالثة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه
سعادة السيد/ الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)
سعادة السيد/ الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)
أود أن أهنئكم جميعًا لعقد هذا الاجتماع رفيع المستوى حول "ندرة المياه: تحدى للتنمية المستدامة في المنطقة العربية" وهنا أود أن أثمن غاليًا الشراكات القائمة بين جامعة الدول العربية والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية والدول المانحة. وهذا نهج إيجابي متقدم، نقدره، ونعمل على ترقيته بوصفه منهج يجمع جهود الجميع في مسار واحد هادف وفعال يخدم دولنا العربية بصفة مباشرة ومتكاملة ومندمجة، وبالتالي لا يكون هناك ازدواجية في العمل وتكرار وتشتيت الجهود.
لذا فإنني شخصيًا أدعم وبقوة هذا التوجه في بناء الشراكات والتنسيق والتعاون مع جميع شركاء المجلس الوزاري العربي للمياه، وفي هذا الإطار أتوجه بالشكر والتقدير إلى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) وجميع الشركاء الآخرين: الصليب الأحمر أوكسفام والمعهد الدولي للمياه وكل الشكر والتقدير للدول الداعمة لقطاع المياه في الدول العربية وأخص بالذكر السويد، هولندا، استراليا، اليابان، إيطاليا، المانيا والولايات المتحدة الامريكية وتأمل أن يستمر دعمها لقطاع المياه في الدول العربية.
وكما تعلمن جميعًا إن المنطقة العربية منطقة شح مياه، زد على ذلك التأثيرات المناخية على الموارد المائية والجفاف وإزدياد السكان. الأمر الذي يضع الدول العربية أمام تحديات حقيقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وخاصة الهدف السادس الخاص بالمياه والأهداف الأخرى التي تتقاطع مع الهدف السادس وكذلك الغايات.
لذا فإن الدول العربية عملت ومستمر في عملها على إيجاد حلولًا جديدة ومبتكرة لتوفير هذه المادة الحيوية من خلال إستراتيجيات وطنية وبرامج واستثمارات لتنويع مصادرها المائية كبناء مخططات التحلية ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وبناء السدود وإتباع أسلوب الإدارة المتكاملة للموارد المائية ورغم هذه المجهودات إلا أنه هناك تحديات وعوائق تعترض بعض الدول العربية للوفاء بتحقيق أهداف التنمية المستدامة سواء كانت الدول التي بها نزاعات أو الدول العربية الأقل نموًا والتي يتطلب الأمر دعمها وتقديم المساعدات لها من المجتمع الدولي.
كما أن ندرة المياه في المنطقة العربية يزداد بسبب محدودية موارد المياه الجوفية العذبة المتجددة والنمو السكاني المضطرد ونقص الأموال لتمويل البنية التحتية للمياه، وعلاوة على ذلك إزدادت ندرة المياه في المنطقة بسبب تكاثر دورات الجفاف وزيادة حدتها ومدتها.
وتعتمد معظم الدول العربية إعتمادًا كبيرًا على موارد المياه الجوفية لتلبية مطالبها المتزايدة ولا سيما الري والاستخدام المنزلي كما أن تحلية المياه ماتزال تشكل مصدرًا رئيسيًا في المنطقة العربية وآخذة في التوسع، لذا فإن البحث والابداع في تطوير هذه التكنولوجيا الخاصة بالتحلية يتطلب تظاهر جهود مراكز البحث العلمي في الدول العربية والتعاون فيما بينها بغية توطين هذه التكنولوجيا داخل الدول العربية.
أن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لم يصل بعد إلى الغايات المرجوة لذا فإن الانخراط بشكل فعال في توسيع استخدام مياه الصرف الصحي المعالج سيمكن من رفع قدرات الدول العربية لزيادة في مواردها المائية.
كما أن برامج التوعية المجتمعية ودور وسائل الاعلام أمور ضرورية لرفع الوعي المجتمعي بالحفاظ على المياه وترشيد إستعمالها والمحافظة عليها.
أما بالنسبة للمياه العابرة للحدود فإن جامعة الدول العربية ومن خلال المجلس الوزاري العربي للمياه تدعم وتساند عقد الدورات التدريبية لرفع قدرات المفاوض العربي، كما أننا نؤمن بالحوار السياسي الجاد والمسؤول الذي يراعي مصالح وحقوق الجميع للوصول إلى اتفاقيات وتفاهمات بين الدول المتشاطئة في التقاسم العادل والمنصف وفقًا للمرجعيات والقوانين الدولية وتحقيقًا للمنفعة العامة وجعل هذه الأنهار نقطة إرتكاز لتعاون بناء ومثمر ومنطقة آمن وإستقرار ونماء تستفيد منه جميع شعوب والدول المتشاطئة.
وفي الختام أتمنى أن يكلل يومنا هذا برسائل واضحة وتوصيات مبتكرة وآلية عملية وواقعية لتنفيذها.
وأجدد شكري وتقديري للجميع والتزام جامعة الدول العربية الدائم أن تكون البوتقة التي تنسهر فيها الأفكار والرؤى لمعالجة التحديات التي تواجهه منطقتنا العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،