بالإرهاب.. كيف يحاول الإخوان تعطيل إجراء الانتخابات الليبية؟
بعدما فتحت المفوضية العليا للإنتخابات في ليبيا باب الترشح إلي الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية يوم الأحد الماضي وتتعاقب أحداث فوضوية على أرض ليبيا اعتراضًا على المرشحين خاصةً سيف الإسلام القذافي وأيضا المفوضية وقانون الإنتخابات، وترصد " الفجر" في السطور القادمة هذه الأحداث موضحةً الهدف منها ومن ورائها
أعلنت مفوضية الإنتخابات الليبية الأحد الماضي فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية فيما أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم على الترشح، ويأتي من ضمن هؤلاء الشخصيات إبراهيم باشا مندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، والدبلوماسي عبد المجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي حاتم الكور، والدكتور عبد الهادي الحويج، ووزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق فتحي باشا، ورجل تركيا الليبي حافظ قدور، وأخيرًا المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي اللذان أثار ترشحهما اعتراض المليشيات الليبية التي تسببت في الأحداث التالية
إغلاق مقر المفوضية للإنتخابات:
وفي نفس اليوم، الأحد، تعرض مقر المفوضية للإنتخابات في مدينتي غريان وزلتين شمال ليبيا للهجوم الناري إثر دعوة خالد المشري رئيس، المعروف عند المليشيات بالمجلس الأعلى لليبيا، لإغلاق مراكز الإنتخابات لعرقلة الحملة الإنتخابية وإسقاطها، مما دفع المفوضية أمس، الإثنين، إغلاق مقرها
اختراق الهاكرز صفحة المفوضية الرسمية على فيسبوك:
وفي حادث متزامن تعرض موقع المفوضية على فيسبوك للإختراق ونشر الهاكرز عبر صفحتها الرسمية خبرًا يقول برفض المفوضية ترشح سيف القذافي للرئاسة، لتحذفه بعدها المفوضية ويبين مدير المركز الإعلامي للمفوضية في بيان آخر ماحدث من إختراق للصفحة الرسمية للمفوضية وأن خبر رفض ترشح سيف القذافي عارٍ من الصحة.
المليشيات تعلن حرب الضروس:
واليوم، الثلاثاء، أعلن المشير خليفة حفتر ترشحه الرسمي للرئاسة، بعدما وصلت التزكيات التي جمعتها الحملات الشعبية المنطلقة باسمه أكثر من ٨٠٠ ألف توقيع
وأعلنت المليشيات في بيان مصور عن رفضهم ترشح سيف الإسلام القذافي، والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مؤكدين استبقائهم على محاولات إفشال الإنتخابات وخروج ثوارهم وإغلاق المراكز الإنتخابية معربين عن نيتهم بالسماح بإجراء الإنتخابات شريطة أن تكون وفق قاعدة دستورية متفق عليها.
وحذر ثوار مدينة الزاوية، غرب العاصمة طرابلس، عن إجراء الإنتخابات وهددوا، " ستعود بنا إلى المربع الأول وسينتج عنها حرب ضروس لا يعلم من نتائجها، إلا أنها لن تبقي ولن تذر"
تخوف من إجراء الإنتخابات الرئاسية الليبية:
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يأتي تقديم سيف القذافي أوراق ترشحه للإنتخابات الرئاسية بعد أربعة أيام من فتح باب الترشح للإنتخابات
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة " للفجر"، والمفوضية العليا للإنتخابات أعلنت الأسبوع الماضي عن عملية معقدة ومؤشرات كثيرة أهمها غياب التوافق بين القوى الدولية والإقليمية حول العملية السياسية والإنتخابية في ليبيا والتي طُرحت في مؤتمر باريس الأخير وأصدرت خلاف في فرنسا نفسها وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا من جهة أخرى
ولفت إلى أن هناك خلافات محلية بين القوى الليبية لا تتوافق على قوانين الإنتخابات وغياب القاعدة الدستورية الحاكمة لها ومطالب بضرورة إجراء الإنتخابات على أسس سليمة لتجنب الطعن والرافضين لإجراء وتنظيم الإنتخابات، وهذه المطالب من فئات كثيرة فالفئة الأولى شخصيات وقوى مستقلة تغشى تكرار سيناريو ٢٠١٤، والفئة الثانية وهي المؤسسات الرسمية القائمة، والثالثة تخص ملتقى الحوار السياسي التي ترعاه الأمم المتحدة ثم انقسام عناصر النظام السابق
وتابع قائلًا، وثمة مؤشرات على إمكانية نجاح سيف القذافي في العودة إلى المشهد حال استغلاله عدة أمور بشكل صحيح أهمها معسكر فبراير في الشرق والغرب الليبي وتشتته في الداخل والخارج، والإحباط الشعبي من قيادات فبراير التي أثبتت فشلها في إدارة شؤون البلاد على مدى الفترة الماضية بالإضافة إلى رفض القوى الدولية والإقليمية استبدال النخب الليبية الحالية عبر عمليات تستخلص نخبة جديدة تعمل على النهوض بالوضع الليبي
ونوه أن سيف الإسلام إذا استطاع التعامل بإيجابية مع الظروف الراهنة في ليبيا واستغلال نقاط الضعف الظاهرة فمن الممكن أن يكون أحد اللاعبين الأساسيين في المرحلة المقبلة من الأزمة موضحًا أن هناك تحديات أمام سيف الإسلام منها الرفض الأمريكي لأداء دور سياسي مستقبلي من سيف الإسلام والذي أعلنه الدبلوماسيون الأمريكيون
وأشار إلى أن هناك تفكك في البيئة الإجتماعية لسيف الإسلام في قبيلته حيث تفضل القيادات القذاذفة العاملين في سرك قائد الحرس الشعبي والحرس الشخصي كاللواء منصور دولة وأحمد إبراهيم وكلاهما الأجدر بالنسبة لقبيلته. وكذلك هناك النزاع حول القيادة بين قيادات النظام السابق وهذا ما ظهر واضحًا في إعلان عدد كبير منهم عزمهم الترشح في الإنتخابات الرئاسية مثل محمد الشريف الرئيس السابق للدعوة الإسلامية، و وزير الخارجية للحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج، وبشير صالح وغيرهم من الأسماء. بالإضافة إلى رفض القوى الإجتماعية الرئيسية في غرب ليبيا وخاصةً طرابلس ترشح سيف الإسلام في هذا التوقيت وبالتالي سيواجه معضلة في هذا الصدد.
وأوضح أنّ اختراق الهاكرز صفحة المفوضية العليا للإنتخابات ستتكرر في الفترات القادمة معللًا أنّ هناك قوى لا تريد إجراء الإنتخابات في موعدها وبالتالي ما يحدث في المشهد السياسي قبل ٢٤ ديسمبر، موعد إجراء الإنتخابات، لأن هناك تخوف من إجراء الإنتخابات وسيكون هناك محاولات اعتراضية على نتائجها نتيجة عدم الإعتراف بها. ففي كل الأحوال ستشهد ليبيا حالة من الفوضى وهذه بدايات ومقدمات لما ستشهده في الفترة القادمة.