هل تسرع قمة "cop26" في حل أزمة تهديدات المناخ
على مدار الأربع عقود الأخيرة يلاحظ العلماء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ويأتي هذا العام، ٢٠٢١، حاملًا إحصائية جديدة تقول بارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى ١،١ درجة مئوية وهي أعلى النسب التي وصلت إليها درجة حرارة الكوكب منذ عقود وتعتبر مروعة بالنظر إلى إحصائيات ما قبل الثورة الصناعية ١٨٥٠، مما جعل قمة قادة الأديان من أجل تغيير المناخ المنعقدة قبل شهر تذخر بالتوصيات ويتلوها ١٢ نوفمبر الحالي تحذيرات بوريس جونسون، وزير المملكة المتحدة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث، التي وجهها إلى قادة العالم في مؤتمرcop26 المعقود في جلاسكو هذا العام.
من هنا يستعرض " الفجر" ما جاء في هذا المؤتمر موضحا هل يستبق جونسون تهديدات المناخ، وأكثر من ذلك، توالت كلمات قادة العالم في قمة المناخ منذ أول يوم من مؤتمر قمة المناخ في دورته الـ٢٦ والمقامة هذا العام في جلاكسو، مدينة في سكوتلندا، حول ضرورة اقتصار الزيادة في درجة حرارة كوكب الأرض على ١،٥ درجة مئوية
وجاءت كلمة بوريس جونسون تحذر من الاستمرار في كل ما يتسبب بزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى رفع درجة حرارة كوكب الأرض، وقال جونسون " علينا أن نقول وداعًا لمدن مثل شنجهاي، وميامي، والإسكندرية، فكلها ستضيع تحت الأمواج بمجرد ارتفاع درجة الحرارة إلى ٤ درجات مئوية إضافية عن المعدل الحالي. وبصفة عامة نهاية العالم أصبحت قريبة إزاء استمرار ضخ الكربون في الهواء وعدم الإسراع في اتخاذ التدابير وتنفيذ الخطط اللازمة لمواجهة تغيرات المناخ".
وسلطت المحادثات الضوء على صعوبة محاولة توجيه عشرات الدول التي لكلٍ منها مصالحها الإقتصادية الخاصة وسياساتها الداخلية للعمل في انسجام من أجل الصالح العام
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة عشر يومًا أولها الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي ليبرم، السبت الماضي، دبلوماسيون من نحو ٢٠٠ دولة اتفاقًا كبيرًا يهدف إلى تكثيف جهود دول العالم لمكافحة تغير المناخ تضمن هذا الإتفاق دعوة الحكومات إلى العودة العام المقبل بخطط أقوى للحد من انبعاثات الغازات المؤدية إلى الإحتباس الحراري، ومضاعفة تمويل الدول المتقدمة للدول النامية بحلول عام ٢٠٢٥ لحمايتهم من كوكب متوقع أن يكون أكثر سخونة وما يفرضه عليهم من كوارث بيئية خطيرة ومساعدتهم أيضًا لبناء مشروعات الطاقة النظيفة، ومحاسبة كافة الدول على التقدم الذي تحرزه أو الفشل تجاه تحقيق الخطط التي تم الإتفاق والتوقيع عليها.
ويتوقع في حالة تنفيذ الخطوات المحددة التي على دول العالم اتخاذها انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى النصف بحلول ٢٠٣٠
هل يستبق جونسون تهديدات المناخ:
وشوهدت هذا العام الأمطار الغزيرة التي أغرقت غرب أوروبا والصين وتسببت في مصرع المئات، وعلى الجانب الآخر سقوط مئات الضحايا من شمال غرب المحيط الهادي بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الوقت ذاته شهدت جرينلاند ذوبان كتل جليدية كما اعترت الهند فيضانات وأصاب البرازيل جفاف لم يسبق له مثيل
ولا شك أن هذا من تأثيرات تغيرات المناخ وارتفاع درجة الحرارة إلى ١،١ درجة مئوية والذي حسب تحليل العلماء يؤدي إلى تبخر المياه فتحدث موجات الجفاف وسقوط أمطار شديدة الغزارة تؤدي إلى حدوث فيضانات وسيول والتي كما توقع جونسون تفضي في النهاية إلى إغراق مدن بأكملها خاصةً المدن الساحلية.
وتقول IPCC، هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغيير المناخ، مع إرتفاع درجة حرارة كوكب الأرض تتزايد مخاطر الوصول إلى نقطة التحول التي تصل عندها نظم الأرض إلى كوارث متعاقبة موضحةً أن توقيت الوصول إلى هذه النقطة غير معلوم على وجه التحديد ولكن لا شك يكون مع إرتفاع درجة الحرارة
وأضافت في بيان لها منشور بجريدة التايمز، ومن الممكن أن تؤدي موجات الجفاف وقلة الأمطار واستمرار تدمير غابات الأمازون إلى انهيار نظام الغابات المطيرة وتوقف نموها بالتالي يزداد إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بدلًا من امتصاصه وتخزينه
وتابعت، ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في الدائرة القطبية الشمالية إلى تحلل الكتل الجليدية المتجمدة منذ عصور بعيدة والتي يصاحبها إنطلاق كمية هائلة من الإنبعاثات الكربونية ونستمر في هذه الدائرة، الإستمرار على الصناعات وأفعال من شأنها زيادة انبعاثات الكربون يرفع درجة الحرارة ورفع درجة الحرارة يتسبب في كوارث تصاحبها انبعاثات كربونية. ولعل هذا ما أشار إليه جونسون بنهاية العالم إذا لم تتخذ إجراءات عالمية لمواجهة تغيرات المناخ.
هل دول العالم على استعداد لتنفيذ الإتفاق المبرم عليه في كوب٢٦:
قال ألوك شارما، السياسي البريطاني الذي ترأس القمة، لا بد من تقليص الإنبعاثات الكربونية إلى النصف تقريبًا بحلول ٢٠٣٠ ونتطلع إلى خفضها للصافي الصفري بحلول ٢٠٥٠ وهذا يحتاج إلى تحرك ملزم من دول العالم، لافتًا إلى أن التعهدات التي وُقع عليها في نهاية المؤتمر جاءت للحد من درجة الحرارة بحيث لا يتخطى ارتفاع نسبتها العام القادم عن ١،٥ درجة مئوية
وأضاف في لقاء له مع إحدى الفضائيات، وهذا الحد في متناول اليد إلا أن الواضح أن نبضه ضعيف ولن يستمر إلا إذا ترجمت الإلتزامات إلى عمل سريع
في هذا السياق ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الصين وبعض الدول غير آبهة بما يجري من تغيرات المناخ، ويوجه كتاب سياسيون أمريكيون انتقادات وأسبابًا لعدم حضور الصين المؤتمر، منها مقال الكاتبة الأمريكية سوميني سنجوبتا على صحيفة نيويورك تايمز والذي جاء بعنوان، صيحات قادة العالم في جلاسكو بعيدة عن حفنة من القادة الأقوياء" قالت فيه أن واشنطن، وبكين، ونيودلهي وغيرهم ممن تواجه حكوماتهم قوى متضاربة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ستشكل إعاقة لمحاولة تجنب أزمة المناخ
وأضافت سنجوبتا، وفي الصين هل سيكون شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، قادرًا على إقحام قادة المقاطعات لتقليل استخدامهم للفحم والوقود الأحفوري اللذان عزز النهضة الإقتصادية للصين، وهل يمكن لرئيس وزراء الهند، ناريندا مودي، الذي أضعف ممثلوه الإتفاق النهائي في المؤتمر بشأن الفحم في الساعة الحادية عشرة يوم السبت أن يحقق تعهده بتعزيز مصادر الطاقة المتجددة خمسة أضعاف بحلول ٢٠٣٠، وهل ستفي البرازيل بوعدها في التوقف على إنهاء سياسة إزالة غابات الأمازون